الشواطئ المجانية والمقاهي ملاذ سكان غزة في الصيف

31 يوليو 2016
يتدفقون على البحر هرباً من الحرارة (عبيد خطيب/ Getty)
+ الخط -


لا يجد عدد من الفلسطينيين الذين يعيشون في قطاع معروف بالمصاعب الاقتصادية والحروب أمامهم أي خيار، في ظل القيود المفروضة على حدود القطاع من إسرائيل ومصر، سوى إيجاد متنفس في الداخل خلال فصل الصيف القائظ.

ولأن شواطئ البحر المتوسط المتلألئة والمطاعم الباهظة والنوادي الصحية الفاخرة لا تتبادر إلى الذهن على الفور عندما يتعلق الأمر بقطاع غزة، فإن الكثير من سكان القطاع البالغ عددهم 1.9 مليون فلسطيني يتدفقون على الشواطئ الرملية يوميا للهرب من قيظ الصيف فينصبون الخيام ويعدون حفلات الشواء.

وقال إبراهيم شويدح (26 عاماً)، وهو عاطل عن العمل: "مللنا هنا، والبحر مجاني وهو المكان الوحيد الذي يمكن أن نرفه فيه عن أنفسنا. باقي الأماكن تلزمها تكاليف مادية".

وفي المساء تكتظ المقاهي برجال، كثير منهم عاطلون عن العمل وهم يلعبون بأوراق اللعب ويحتسون القهوة والشاي.

ومن يستطيعون تحمل تكلفة شهرية تراوح قيمتها بين 100 و150 شيقل (25 دولاراً إلى 40 دولاراً) يمكنهم الانضمام إلى عدد متزايد من مراكز الرياضة والنوادي الصحية.

ولاحظ مدرب كمال الأجسام حسام حمادة الذي يعمل في مركز سوبر جيم الرياضي زيادة في عدد المنخرطين منذ الحرب بين إسرائيل ونشطاء بقيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 2014.



وقال "الأسباب متعددة، فبعضهم يعاني من مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم وبعض آخر، وهو الجزء الأكبر، يرغبون في الحصول على جسد قوي وجميل والمحافظة على لياقتهم وتخفيف التوتر".

وأضاف أن أربعة نوادٍ صحية جديدة افتتحت هذا العام فحسب. ويمكن لسكان غزة أن يسافروا عبر الزمن بالذهاب إلى الحمام التقليدي الذي يعود إلى أكثر من ألف عام.

وقال سليم الوزير "لقد أصبح الحمام معلما تاريخيا رئيسيا يزوره الناس لكي يتخلصوا من آلامهم ويقوموا بعمل استرخاء لعضلاتهم، وأيضا بهدف تحسين مزاجهم وتقوية العلاقات الاجتماعية".

وتخدم الكثير من الفنادق والمطاعم الفاخرة المطلة على البحر للطبقة المتوسطة والعليا في غزة ويصل سعر بعض الوجبات فيها إلى 90 شيقل (23 دولاراً). وتدرب بعض العاملين في مدارس بمصر.

وتضيء أنوار المقاهي الطريق الساحلي، في تناقض صارخ مع قطاعات كبيرة في القطاع تعاني من انقطاع الكهرباء لفترات طويلة نتيجة نقص الوقود في محطة الكهرباء الوحيدة هناك.

ويقول سكان محليون إن الخلافات بين حماس وحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس هي السبب في عدم توفر الإمدادات بشكل منتظم. وتتبادل الحركتان اللوم عن ذلك.

وبالنسبة للشبان العاطلين الذين يجلسون في مجموعات بطول الشارع أو في الحدائق العامة فإن الحياة الرغدة هي مجرد حلم.

وقال شاب يبلغ من العمر 25 عاما إنّ القيود الإسرائيلية والخلافات بين حماس وفتح تساهم في محنة غزة. وبعد ثلاثة أعوام من التخرج من الجامعة بدرجة في إدارة الأعمال لا يزال أشرف عاطلا عن العمل.

 

دلالات