يوسف يبيع البالونات ليؤمّن إفطار رمضان

21 يونيو 2016
لا بدّ أيضاً من تأمين إيجار منزلنا (العربي الجديد)
+ الخط -
ما زالت الأزمة السورية على حالها، وما زال السوريون يُهجَّرون ويلجؤون إلى لبنان، فيما الأكثر تضرراً هم الأطفال الذين اضطرّ عديدون منهم إلى ترك مقاعد الدراسة لتأمين ما يحتاجونه وعائلاتهم من مستلزمات الحياة. من بين هؤلاء من راح يعمل بائعاً متجولاً مثل يوسف، مع الإشارة إلى أنّ حركة الباعة المتجوّلين تزداد في شهر رمضان.

يوسف إقبال (13 عاماً) من درعا (جنوب غرب سورية)، كان في الصف الخامس الأساسي عندما ترك سورية ولجأ مع أهله إلى لبنان. راح والده يبيع أوراق اليانصيب بعد لجوئهم، كما كان يفعل في سورية. بقي كذلك، حتى هاجر إلى ألمانيا قبل ستة أشهر.

اليوم، يعيش يوسف مع شقيقَيه اللذَين يكبرانه سناً ووالدته في منطقة الفيلات، في مدينة صيدا، جنوب لبنان. شقيقاه يعملان أيضاً، واحد في محل لبيع النظارات والآخر في بيع البالونات أيضاً. يُذكر أنّ يوسف هو الوحيد الذي ما زال يتابع تعليمه، فيما يعمل خلال أيام العطل في بيع البالونات كي يساعد شقيقَيه ووالدته في تأمين إيجار منزلهم. يقول يوسف: "نحن نعمل في انتظار أن ننضمّ إلى والدنا في ألمانيا، مع أنّني أتمنى العودة إلى بيتي في سورية وإلى مدرستي هناك، ورؤية أصدقائي الذين أفتقدهم كثيراً". ويحنّ يوسف إلى ذلك، خصوصاً خلال شهر رمضان، إذ إنّ "الأيام الرمضانية أجمل في سورية مع الأهل والأصحاب".

وكان يوسف قد لجأ إلى بيع البالونات إلى جانب تعليمه، "بسبب احتياجنا إلى المال، لتأمين مصاريف شهر رمضان واحتياجاته من طعام وغيره". وعن مبيعاته في هذا الشهر، يقول إنّ "أكثرها يكون بعد الإفطار، خصوصاً أنّ الناس يقصدون المقاهي في هذا الوقت أو يتجوّلون في أسواق مدينة صيدا. أبيع البالونات التي في حوزتي، وأنا أتنقّل بين المقاهي وأمام المحلات. من خلال ما أجمعه من مبيعاتي تلك، أستطيع المساهمة في تأمين مصروف عائلتي خلال شهر رمضان، فهذا الشهر يحتاج إلى مصاريف كثيرة، من غذاء وغيره". يضيف: "لكننا نشتري فقط ما نحتاج إلى طهوه كلّ يوم بيومه. إمكانياتنا المادية لا تسمح لنا بشراء الكثير، خصوصاً أنّ أمي لا تعمل ووالدي غير موجود ولا يستطيع حتى إرسال المال إلينا، ونحن في حاجة إلى تأمين بدل إيجار المنزل الذي نسكنه. والإيجارات غالية في لبنان، عدا عن الاحتياجات الأخرى من ماء وكهرباء وما شابه". ويشكو من أنّ "أسعار كلّ شيء في لبنان مرتفعة. ونحن بإمكانياتنا المحدودة، لا نستطيع تأمين كل ما نحتاجه".

المساهمون