مغتربو الجزائر يفضلون صيام رمضان في أحضان الوطن

01 يونيو 2016
ديار الغربة تبقى باردة وقاسية (Getty)
+ الخط -

ينتظر الجزائريون بفارغ الصبر المناسبات الدينية، خاصة شهر رمضان، للعودة إلى حضن الوطن، فديار الغربة تبقى باردة وقاسية، ولا تستوعب أجواء رمضان في الجزائر بين أحضان العائلة ولياليه بنكهتها المميزة في أحيائها وأزقتها وساحاتها، حسب شهادات مغتربين فضلوا قضاء رمضان والعيد في الجزائر.

عشرات من المغتربين يحاولون استدراك أيام الغربة، وانتهاز الفرصة للعودة إلى الجزائر في شهر رمضان. تقول السيدة سامية التي تقطن في العاصمة الفرنسية باريس، منذ أزيد من عشرين سنة، لـ"العربي الجديد": "العودة للديار لها طعم مميز، وخاصة في شهر رمضان الذي يختلف عن الأيام العادية"، مضيفة أنها تفضّل أن تزور العائلة في هذه المناسبة الدينية لتعيش أيام شهر الرحمة في كنف الأسرة والعائلة الكبرى ومع الأصدقاء أيضاً، تخصصها للعبادة ولزيارة الأهل كلما سمحت لها الفرصة.

وفي المهجر يُحيي المغتربون العادات والتقاليد التي تعودوا عليها خلال شهر رمضان في الجزائر، إلا أن إحياءها برأي الكثيرين في تصريحات متفرقة لـ"العربي الجديد"، يفتقد للطعم وللنكهة أيضاً، "نحن هنا في الجزائر بحثاً عن رائحة رمضان" يقول عبد القادر عمران، القادم من ميلانو الإيطالية، هناك في بلاد المهجر كل شيء موجود لقضاء رمضان، لكن "رمضان الجزائر له طعم خاص".

السيدة علجية ابنة منطقة "بوغني" من ولاية تيزي وزو شرق العاصمة الجزائرية، تقول إنها لا يمكن أن تصوم الشهر الفضيل خارج الجزائر وخارج منطقة القبائل تحديداً، حيث سافرت عبر باخرة طارق بن زياد بعدما تعذر عليها حجز تذاكر العودة للجزائر في الطائرة بسبب الإضراب الذي تشهده الخطوط الجوية الفرنسية، إلا أنها وهي تخرج من ميناء الجزائر في طريق العودة إلى مسقط رأسها، أكدت لـ"العربي الجديد" أنها في "كل مرة أعود إلى أرض الجزائر وكأني أولد من جديد".


لا شيء يعوض رمضان الجزائر على حد تعبير السيد عمر أوحدة، والذي عاد للجزائر قادما من مرسيليا في الباخرة، بعد غياب دام خمس سنوات ليعيش أول أيام رمضان مع عائلته في انتظار التحاق أبنائه به في العطلة السنوية.

كثيرون يفضلون قضاء شهر رمضان في الجزائر، بهدف تربية أبنائهم على صوم رمضان في الجزائر بعاداته وتقاليده وشعائره الدينية، مخافة ضياع مرجعيتهم الإسلامية، على حد تعبير عبد الله سراي.

كثيرة هي الطقوس التي تشهدها المدن الجزائرية خلال شهر رمضان، وكثيرة هي العادات التي تتشبث بها الأسر الجزائرية وتعود مرة كل سنة، فاللافت لدى المغتربين أنها لن تتكرر في مكان آخر سوى في الجزائر، كطريقة طهي "الشربة" كأهم طبق في مائدة رمضان الجزائرية وعادة تبادل أطباق المأكولات بين الجيران، وصلاة التراويح التي تجمع العائلة والجيران والأصدقاء والسهرات الرمضانية المتنوعة، والتي تثير العائدين إلى أرض الوطن.