النيران تلتهم مدينة كندية أخليت من سكانها

05 مايو 2016
النيران أتت على نحو ألفي مسكن وعدة مبان (Getty)
+ الخط -
التهمت النيران، التي تعذرت السيطرة عليها، أحياءً بأكملها، الأربعاء، في مدينة فورت ماكموراي الكندية، شمال مقاطعة ألبرتا غربي البلاد، والتي أخليت من سكانها البالغ عددهم نحو مائة ألف.

وكانت المدينة تحترق، مساء الأربعاء، بعد إخلائها من سكانها، وأكدت أجهزة الطوارئ أن النيران أتت على نحو ألفي مسكن وعدة مبان، بينها نزل صغير.

واحترقت 90% من المساكن في حي ووترويز في الجنوب بين النهر والطريق العام، وتحولت ثلاثة أرباع مساكن حي بيكون هيل إلى رماد، وفق بلدية المدينة.

وصدرت أوامر بإخلاء كل سكان حي سابراي كريك إلى الشرق من المطار، وتم نقل مركز رجال الإطفاء خارجه.

وأعلنت حكومة البرتا حالة الطوارئ في عموم المقاطعة، وبعد وصول النيران إلى مدينة فورت ماكموراي النفطية، بدأ سكان منطقتين أخريين بمغادرتهما، اعتبارا من مساء الأربعاء.




وأمرت أجهزة الطوارئ بإجلاء أربعة آلاف شخص من هاي ليفل، على بعد نحو 350 كلم شمال غرب فورت ماكموراي، وبضع مئات من منطقتين أخريين شرق إدمونتون.

لكن فورت ماكموراي هي التي تثير القلق، إذ أعلنت رئيسة وزراء ألبرتا رايتشل نوتلي أن: "النظر إليها من الأعلى يجعل القلب ينفطر".

ووعد رئيس وزراء كندا، جاستن ترودو، بتقديم مساعدة فدرالية وإرسال دعم عسكري. وقال في أوتاوا: "إنها خسارة على مستوى يصعب تصوره لكثير منا".

ومع عدم تسجيل ضحايا في الأرواح، تسببت النيران في خسائر مادية جسيمة مع استمرار تقدم النيران، في حين يعمل رجال الإطفاء على حماية المباني الاستراتيجية، أو تلك المهددة بالانفجار.

وذكرت بلدية فورت ماكموراي، أن وحدة الغاز المنزلي في شركة كان-ويست كانت تشتعل، في حين تمت السيطرة على الحريق الذي بلغ مصنع معالجة المياه.

وفي سياق متصل، احترق عدد كبير من السيارات التي تركت في المناطق القريبة من الغابة، وموقف مخصص لسيارات التخييم، فلم يبق منها سوى هياكل متفحمة يتصاعد منها الدخان، وفق الصور التي عرضتها التلفزيونات المحلية.

وخلال 48 ساعة، وصلت النيران، التي يتوقع اندلاعها في مثل هذه الفترة من السنة في الغابات والأحراش، بسرعة إلى المقطورات الأولى في مناطق التخييم، والمساكن الصيفية المنتشرة بكثرة في هذه المنطقة، حيث تنشط شركات إنتاج النفط.

ويواجه رجال الإطفاء صعوبة في إخماد النيران، بسبب الرياح التي تعصف بسرعة 40 كلم في الساعة، وتؤجج النيران في مناطق عدة في المدينة. ومع ارتفاع درجات الحرارة إلى مستوى قياسي من 31 درجة مئوية الأربعاء، والهواء الجاف، تلتهم النيران الغابة الشمالية المحيطة بالمدينة.

ويشارك نحو 250 رجل إطفاء في إخماد النيران، ويتوقع وصول مائة آخرين من أونتاريو، بمساندة 17 طائرة لرش المياه و12 مروحية، على أن يتم استقدام طائرات أخرى، فيما خصص الجيش طائرتين لنقل السكان بصورة عاجلة عند الحاجة.

وتسبب إجلاء السكان في ازدحامات مرورية هائلة، خصوصا أمام محطات الوقود، حيث قد يطول الانتظار لساعات في هذه المدينة النفطية، حتى إن الوقود نفد من بعض المحطات.

ومنذ الساعة الثامنة (ت.غ)، توقفت الرحلات الجوية من وإلى فورت ماكموراي، وطلبت البلدية من السكان "ألا يحاولوا العودة طالما لم يتم إخماد النيران".