شباب "دزاير"... محاربة الانحراف والهجرة من الجزائر بالغناء

07 نوفمبر 2016
مجموعة شباب "دزاير" (العربي الجديد)
+ الخط -
"دزاير" اسم اختارته مجموعة شبابية جزائرية مؤلفة من ستة أفراد، جمعتهم مقاعد الدراسة قبل أربع سنوات، ليجدوا أنفسهم، اليوم، يصنعون الفرحة والبسمة على وجوه الجزائريين.


لا تقدم مجموعة "دزاير" الفن في عروض رسمية أو حفلات أو فعاليات ثقافية، بل هي تستعملها في الترفيه الذي يقضي على الروتين اليومي، فكل واحد منهم يعمل في مجال آخر.


يقول عضو المجموعة بلال (19 سنة) لـ"العربي الجديد"، إنهم يمارسون هواية محببة لملء الفراغ. الهواية بدأت تكبر والفرحة باتت تشع في قلوب المارة بشوارع الجزائر العميقة، وكبرت معها طموحات المجموعة مع مرور الوقت، على الرغم من أنها عبارة عن "قصرة يومية" (أي مرح يومي) كما أضاف بلال باللهجة الشعبية الجزائرية تعبيراً عن لحظات المرح.


ويضيف بلال أن العلاقة توطدت بينهم بسبب القيثارة واهتمامهم بالغناء، وخاصة أغاني الراب الشبابي والأغاني الجزائرية القديمة، وأنهم أسسوا الفريق ليؤدي الأغاني في الشارع هرباً من الإحباط اليومي الذي يعيشه الشباب الجزائري.


وبعيداً عن أصول الفن، فإن الشباب الذين تتفاوت طموحاتهم في الحياة يقومون بالتجمع كل نهاية أسبوع في مكان من شوارع العاصمة الجزائرية، وأحياناً في بعض الحدائق العمومية التي تقصدها العائلات من أجل بسط الفرحة في قلوب الأطفال.


يقول خالد (21 سنة)، والذي ودع الدراسة بعد أن فشل في نيل شهادة الباكالوريا، إنه وجد ضالته في مداعبة القيثارة وتقديم أغاني يحبها الشباب، وعلى الرغم من أنه يتابع دراسته في مركز للتدريب على أعمال البناء، إلا أنه لم يترك هوايته.


حلم خالد كبير، فبعد أن جرب مرتين أن يهاجر ضمن قوافل المهاجرين غير الشرعيين، إلا أن فشله في الهجرة إلى الضفة الأخرى والمتاعب والمشاق التي واجهها دفعته لتقديم أغاني عن الغربة وحلم الشباب في الهجرة ليحفزهم على البقاء في الوطن، يقول لـ"العربي الجديد": "أحاول تنبيه العشرات ممن يقبلون على قوارب الموت التي تسببت في مقتل شباب متهور يتابع سراباً وأحلاماً واهية".


ويقول هشام (23 سنة) إن "الغناء ومداعبة أوتار القيثارة ما هو إلا هواية، لكنها أفضل من الانحراف أو تعاطي المخدرات، مضيفاً لـ"العربي الجديد"، أنه انخرط في المجموعة حتى يبتعد عن رفقاء السوء الذين عرفهم في الثانوية، وتفريغ الشحنات السلبية والابتعاد عن الضغط اليومي الذي يعيشه في محيطه، علاوة على ملء الفراغ الذي يعيشه في غياب وسائل الترفيه في حيه بمنطقة "درقانة" شرق العاصمة الجزائر.


وتتلقى المجموعة الشبابية التشجيع من المارة لأنها في نظر كثيرين صورة مصغرة لصناعة الأمل والتفاؤل، بحسب الطالبة الجامعية نهى (22 سنة)، والتي تراهم "عنواناً لغرس الفرحة في قلوب محيطهم".

المساهمون