غزّيون خائفون من الشتاء

16 نوفمبر 2016
تحاول الوصول إلى البيت (إيمان عبد الكريم)
+ الخط -
ما زال سعيد النجار (47 عاماً)، وهو من مدينة خان يونس (جنوب قطاع غزة)، يقطن في كرفان، بعدما دمّر منزله خلال الحرب الأخيرة على القطاع. وكاد أن يفقد أحد أبنائه بسبب السيول والفيضانات التي "أغرقت كلّ شيء". يقول لـ "العربي الجديد": "كلّما حلّ فصل الشتاء، نشعر بالقلق والخوف على حياتنا. كيف يمكن تحمل برودة الطقس والأمطار، نحن الذين لا نملك كلّ أساسيات الحياة؟".

مثل سعيد، يشعر أبو فتحي حسنين، وهو من حيّ التفاح (شرق مدينة غزة)، بقلق شديد بسبب قدوم فصل الشتاء. تعود إلى ذهنه ذكريات سيّئة وأليمة، إلا أنه يأمل أن يكون هذا العام أقلّ قسوة، مطالباً الجهات المعنية بتحمّل مسؤولياتها حيال المواطنين في غزة. يضيف: "نسمع كثيراً عن وجود حلول للبنية التحتية المتهالكة. إلّا أنه في كل عام، يزداد الوضع سوءاً. في النهاية، نحن من يتحمّل الكوارث".

على مدى الأعوام القليلة الماضية، كان فصل الشتاء قاسياً على أهالي قطاع غزة. فكلّما هطلت الأمطار، غرقت الشوارع. وعاماً بعد عام، تكثر الأسئلة حول مدى قدرة القطاع المتهالك على مواجهة ويلات الشتاء، في ظل حصار مطبق وبنى تحتية متهالكة.

بلديّة غزّة بدأت القيام ببعض الإجراءات الاحترازية تحسّباً لموسم الأمطار. في هذا السياق، يقول رئيس لجنة الطوارئ في البلدية، سعدي الدين الأطبش، إن المناخ العالمي يتغيّر، ما دفع البلدية إلى اتخاذ إجراءات احترازية، تحسباً لكميّة الأمطار الغزيرة هذا العام. ويؤكد أن البلدية عمدت إلى تنظيف 2500 مصفاة لتصريف مياه الأمطار، إلا أنّ المشكلة تكمن في ضعف الإمكانيات المتوفرة، بالإضافة إلى نقص الوقود.

وتشتهر مدينة غزة بوجود ثلاث برك رئيسية تتجمع فيها مياه الأمطار، وهي أكثر المناطق انخفاضاً فيها. واقع دفع البلدية إلى العمل على بدء حلحلة المشاكل، بعد حصولها على تمويل قطري. على سبيل المثال، انتهت البلديّة من مشروع تحسين ضخ مياه الأمطار إلى البحر في بركة الشيخ رضوان، بقدرة ضخ تصل إلى 4 آلاف كوب في الساعة الواحدة، بدلاً من ضخ 800 كوب في الساعة.



ويوضح الأطبش أن البلدية وضعت ست مضخات داخل البركة، بقدرة ضخ تصل إلى نحو 1200 كوب في الساعة الواحدة، لافتاً إلى وجود مولدات احتياطية لضخ المياه إلى البحر عند الحاجة. يضيف أن البلدية تعمل على الاستفادة من المياه الجوفية، بهدف تخفيف الضغط عن بركة الشيخ رضوان.

ويعدّ مشروع تطوير بركة عسقولة الثاني من نوعه بعد مشروع تطوير حديقة الصداقة في حي التفاح، الذي نفذته البلدية العام الماضي، ضمن جهودها للحفاظ على الخزان الجوفي، وتوفير مساحات خضراء جديدة في المدينة. ويقول الأطبش إن البلديّة قسّمت المدينة إلى أربع مناطق جغرافية بهدف تنظيم عمل فرق الطوارئ، بالتعاون مع فرق الدفاع المدني. ويطالب المواطنين بضرورة مساعدة طواقم البلدية للحفاظ على نظافة المصارف، والاستجابة للنصائح التي تقدمها البلدية.

من جهته، يؤكّد مدير العمليّات المركزيّة للدفاع المدني، رائد الدهشان، أنّ الدفاع المدني أتمّ استعداداته لاستقبال فصل الشتاء. ويضيف: "تعاونّا مع وزارة الحكم المحلي التي جمعت بيننا وبين بلديات قطاع غزة، وعلى رأسها بلدية غزة وشركة الكهرباء ووزارة الأشغال، للعمل كفريق واحد لمواجهة الكوارث في حال حدوث سيول جراء سقوط أمطار غزيرة". ويلفت إلى أن الدفاع المدني نصح المواطنين بأخذ الاحتياطات اللازمة في فصل الشتاء، من خلال ترشيد استهلاك الكهرباء، وعدم إشعال المواقد والشموع داخل أماكن مغلقة، والتأكد من إطفائها قبل النوم، وعدم ترك الأطفال في الشوارع في حال هطول الأمطار.