عائلة الجندي الفلسطينية فقدت عريسها الشهيد

09 يناير 2016
الشهيد أمجد الجندي (فيسبوك)
+ الخط -
المنزل شبه جاهز، بضع أدوات وأثاث بسيط كانت تنوي العائلة تجهيزه بها، قبل خطبة أمجد الجندي، لكي يطل عليه العام الجديد وهو عريس.


أصر الجندي ليلة 6 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وهي أولى ليالي الهبّة الجماهيرية الفلسطينية، التي اندلعت في الضفة الغربية المحتلة، على العودة إلى منزله، ليودع أفراد عائلته، ثم قص شعره وأخذ حمام العريس، قبل ليلة من استشهاده.

في الوقت ذاته، كانت العائلة تُلح عليه حينها، أن تطلب له عروساً ليرتبط بها قبل العام الجديد، لكنه رفض وطلب التأجيل.

اقرأ أيضاً: شهيد من الضفة برصاص الاحتلال وعشرات الإصابات خلال المواجهات

"رحل أمجد، وبقيت ذكرياته عايشة فينا، صورته وروحه موجودة"، كلمات يقولها شقيقه محمود في آخر يوم من العام الحالي. والعائلة ما زالت تستعيد ذكريات يبدو وأنها عصية على النسيان. استسلم محمود للصمت كثيراً حين أخذته الذكريات ليستعيد صورة أخيه في مخيلته.

انتهى العام، وأقبل عام جديد، إلا أن أمنيات أمجد ستبقى معلقة على جدران منزله، وفي مخيلة أفراد عائلته دون أن يتمكنوا من نسيانها. "أمجد مات، بس موجود" يضيف شقيقه محمود وهو يحكي لـ"العربي الجديد" عن تلك اللحظات التي ما زالت العائلة تستعيدها، حتى رمق الشهيد الأخير وكأنه بينهم.

ويقول: "عندما عاد أمجد إلى المنزل، لم نلاحظ عليه شيئاً أبداً، كان قد أخبرنا أنه سينتقل لعمل جديد، كان سيغادر في ليلة السادس 6 من أكتوبر/تشرين الأول، لولا إصرار الوالدين ليبقى معهم ليلة أخرى. وفي اليوم التالي غادر، وهو يحمل حقيبة ملابس شتوية، أصرت الوالدة أن يحملها معه لأن الشتاء قادم".

وأضاف "حينها أصر، أيضاً، أن يقدم هاتفه النقال لوالدته هدية، أخبرها أنه يريد أن يشتري هاتفاً جديداً، رفضت الوالدة وغادر أمجد بعد أن سلم على الجميع. ولم يلحظ أحد منّا أنه كان اللقاء الأخير، والوداع الأخير". وتابع "كنا عرضنا عليه في وقتها أن نخطب له، رفض وأصر على ذلك، أبلغنا أنه لا يفكر بالموضوع حالياً، كنا سنزوجه في العام القادم، أو الذي سيليه".

اقرأ أيضاً: تشييع جثماني الشهيدين الجعبري والجندي في الخليل

هي هبّة أكتوبر، لأجل القدس والمرابطات الفلسطينيات اللواتي يتعرضن لاعتداءت الاحتلال في المسجد الأقصى المبارك، وعمليات الإعدام للشبان على الحواجز، دفعت أمجد للقيام بتنفيذ عملية فدائية في مستوطنة "كريات جات" في جنوب فلسطين التاريخية المحتلة بحسب شقيقه، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، في ذات اليوم الذي غادر فيه المنزل.

وللشهيد ذكريات ستعيد العائلة ترتيبها، في العام القادم، من ابتسامة، وروح مرحة، وذكريات جميلة. فيما ستبقى والدته وشقيقاته يفتقدن ذلك الفتى الحنون، الذي كان على الرغم من غيابه لأشهر في عمله هناك، متواصلاً معهن، وكثير السؤال عنهن.

وفي الضفة الغربية وقطاع غزة جاء العام الجديد على عوائل 142 شهيداً، والتي تحمل ذكريات لأبناء وآباء وأمهات كان من المفترض أن يكون لهم أمنيات سيطلقونها عند دقات الساعة التي ستعلن رحيل ذلك العام. لكنهم رحلوا قبله وللأبد بعد أن قتلهم جنود الاحتلال الإسرائيلي كباراً وصغاراً ونساء.

اقرأ أيضاً: الاحتلال يسلم جثمان الشهيد الجندي إلى ذويه في الخليل

المساهمون