عصابة بنغالية متورطة بتزوير جوازات سفر عراقية

20 سبتمبر 2015
تورط عاملون بوزارة الداخلية بتسهيل منح جوازات سفر (Getty)
+ الخط -
أعلنت السلطات العراقية في بغداد الأحد، التوصل إلى عصابة من الجنسية البنغالية متورطة بتزوير جوازات سفر عراقية، لمصلحة جهات مختلفة لقاء مبالغ مالية، وذلك بعد أيام على اعتقال أفراد في وزارة الداخلية، لتورطهم بتسهيل منح مواطنين جوازات سفر، لقاء رشى مالية تصل إلى ثلاثة آلاف دولار بشكل غير قانوني.


وتعاني الدوائر الرسمية في العراق من استشراء الفساد المالي والإداري بشكل غير مسبوق، بالتزامن مع اضطراب الأوضاع الأمنية في البلاد، عقب سيطرة تنظيم داعش على مساحات واسعة من العراق.

وقال بيان لقاضي محكمة التحقيق العراقية، ظافر المهدي، تلقى "العربي الجديد" نسخة منه: إن "اعترافات متهمين قادت إلى التعرف على مجموعة أفراد يحملون الجنسية البنغالية، متورطين بعمليات تزوير جوازات سفر عراقية، وأنّ التحقيق مستمر بالتنسيق مع بعض الجهات التحقيقية، أملا أن يتم إكمال الملف في أقرب وقت".

وأشار المهدي إلى أن "هناك الكثير من الدعاوى بحق شركات أجنبية متهمة بتزوير الجوازات، وهناك جرائم تم الحكم فيها بقضايا "سمة الدخول" ويجري التحقيق في قضايا كثيرة أخرى".

ويعكس اعتقال عناصر من العمالة البنغالية في العراق لتورطها بأعمال تزوير، مدى استشراء الفساد في البلاد، في الوقت الذي يشن رئيس الحكومة حيدر العبادي، حملة تطهير واسعة في مؤسسات الدولة، أملا في التخفيف من غضب المتظاهرين الذين خرجوا في تسع محافظات عراقية مطالبين بالإصلاح.

من جهتها، قالت المحامية رؤى عماد، إنّ القانون العراقي يجرم التزوير وفقا للمادة 289 من قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1989، ويحكم بالسجن مدة لا تزيد على خمس عشرة سنة على كل من ارتكب تزويرا في محرر رسمي.

وأضافت عماد لـ"العربي الجديد"، أعتقد أن الغرض من التزوير في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها العراق، هو إصدار جوازات سفر للمجرمين والقتلة، الذين لم يتسنَّ لهم الحصول على الجواز لغرض الهروب من البلاد، أو للهاربين من السجون وغيرهم ممن لم يتمكنوا من الحصول على جواز سفر بأنفسهم وبالطرق القانونية السليمة، حيث تم تسهيل الإجراءات المتبعة لإصدار الجوازات من قبل الدوائر المعنية في بغداد والمحافظات.

اقرأ أيضا: المهرّب المجري الذي أعاد المال للمهاجرين

وقال الناشط المدني خالد وهيب، إن الإعلان عن عصابة بنغالية لتزوير الجوازات يدل على ضعف الدولة العراقية، وعلى الانفلات الأمني الذي نعيشه، وإلا كيف تمكن عصابة تعيش في بلد غير بلدها من ذلك، مشيرا إلى أنّ كل شيء في البلاد أصبح قابلا للتزوير، في ظل غياب العقوبة والرادع الحقيقي.

وأضاف في حديثه لـ"العربي الجديد" لا أعرف لماذا يتم تزوير الجواز العراقي رغم تصنيفه عالميا من أسوأ الجوازات، إلا أن هجرة الشباب والأسر العراقية واستعجالهم في السفر قد يكون أحد الأسباب للحصول على وثيقة سفر بأي طريقة وبأسرع وقت ممكن.

اقرأ أيضا: الجواز العراقي ضمن أضعف 10 جوازات عالميا

ودعا وهيب الحكومة العراقية إلى وقف عمليات التزوير التي استشرت بكل مفاصل الدولة والدوائر، وإلى منع تجار التزوير ومعاقبتهم أشد العقوبات.

ويحمل العراقيون أنواعاً مختلفة من جوازات السفر والتي تحمل الأحرف (أ - ب - س) بثلاث لغات: العربية والإنجليزية والكردية.
ولا يزال العمل مستمراً بالجوازات الثلاثة المذكورة، رغم مناشدات محلية بتوحيد الجوازات العراقية بنموذج موحد لوقف عمليات التزوير والإرباك الحاصل للعراقيين في مطارات الدول الأخرى.

اقرأ أيضا: انتشار مليشيات السطو المسلح في العراق