في طفولتنا، كنا نتباشر كل عام بصفير السمبر (طائر اللقلق). نسعى نحو الحوض الفيضي والمزارع قرب النيل لنراقب أنواعاً من الطيور نسميها وفقاً لأشكالها، نحصيها محلقة وساعية خلف الحشرات، وهاربة من أصواتنا وأحجارنا الصغيرة التي تتسبب في تلقينا التوبيخ وربما العقاب من الكبار.
وكم كانت دهشتنا كبيرة حين كبرنا لنعلم أن هذه الطيور تأتي في هجرة مضبوطة المواقيت لتمنحنا معنىً من معاني الحياة، وسراً من أسرار هذا الكون المدبر بعناية إلهية فائقة الدقة لتحقيق التنوع الإحيائي والتوازن البيئي. فهذه النسور والصقور واللقالق والبجع والرهو والغرنوق وغيرها من عوابر القارات تمر من هنا، في ثاني أهم مسار على مستوى العالم، قادمة من مناطق تكاثرها في أوروبا وغرب آسيا، وخصوصاً من الدول الإسكندنافية وشرق أوروبا والبلقان وسيبيريا ووسط آسيا في هجرة تصل إلى مليون ونصف المليون طائر سنوياً لسبع وثلاثين نوعاً من الطيور، تقضي فصل الشتاء في أفريقيا كل عام.
لكن مثلما ردم الحوض الفيضي في قريتنا ليحل مكانه مشروع زراعي، ردمت العديد من البرك والمستنقعات وقطعت غابات على امتداد ذلك المسار، ما أدى إلى زيادة عدد الطيور المهددة بالانقراض. أمر آخر تمثل في الاستخدام غير المرشد للكيماويات الزراعية، ونقص الوعي بأهمية الطيور المهاجرة، وقلة البيانات الخاصة حولها، ومحدودية القدرات الوطنية الخاصة بصونها، وضعف السياسات والإجراءات التي تهدف إلى صون الطيور المهاجرة ضمن المخططات الوطنية للتنمية، وضعف تطبيق القوانين المتعلقة بالصيد والتخطيط العمراني وغيرها.
ويتفق الخبراء على أن أكبر خطر يهدد الطيور هو تدمير بيئاتها الطبيعية. أيضاً، تموت بعض الطيور عن طريق التسمم بالمبيدات أو الاصطدام بأسلاك الكهرباء وأبراج الاتصالات، أو التلوث النفطي. إلا أن التهديد الأكبر يتمثل في التغيرات المناخية والتنمية العمرانية والزراعية، وما يصاحبها من تلوث وتفتيت للموائل، بالإضافة إلى المبيدات المستخدمة في الزراعة لمكافحة الحشرات والطيور آكلة الحبوب التي تؤثر على الطيور المهاجرة.
ويعول على مشروع الطيور المحلقة المهاجرة الذي يسعى إلى تطبيق مفهوم جديد لدمج وصون وحماية الطيور المهاجرة من خلال سياسات واستراتيجيات وطنية، وقد وقعت عليه (11 دولة) هي السودان ومصر وفلسطين والأردن وسورية ولبنان والسعودية واليمن وجيبوتي وأثيوبيا وأريتيريا، بالشراكة مع المجلس العالمي للطيور البرية. وسيكون لنشاطات رفع الوعي البيئي أثرها الإيجابي على هذه الطيور.
*متخصّص في شؤون البيئة
إقرأ أيضاً: هذه الدول هي الأكثر قتلاً للطيور
وكم كانت دهشتنا كبيرة حين كبرنا لنعلم أن هذه الطيور تأتي في هجرة مضبوطة المواقيت لتمنحنا معنىً من معاني الحياة، وسراً من أسرار هذا الكون المدبر بعناية إلهية فائقة الدقة لتحقيق التنوع الإحيائي والتوازن البيئي. فهذه النسور والصقور واللقالق والبجع والرهو والغرنوق وغيرها من عوابر القارات تمر من هنا، في ثاني أهم مسار على مستوى العالم، قادمة من مناطق تكاثرها في أوروبا وغرب آسيا، وخصوصاً من الدول الإسكندنافية وشرق أوروبا والبلقان وسيبيريا ووسط آسيا في هجرة تصل إلى مليون ونصف المليون طائر سنوياً لسبع وثلاثين نوعاً من الطيور، تقضي فصل الشتاء في أفريقيا كل عام.
لكن مثلما ردم الحوض الفيضي في قريتنا ليحل مكانه مشروع زراعي، ردمت العديد من البرك والمستنقعات وقطعت غابات على امتداد ذلك المسار، ما أدى إلى زيادة عدد الطيور المهددة بالانقراض. أمر آخر تمثل في الاستخدام غير المرشد للكيماويات الزراعية، ونقص الوعي بأهمية الطيور المهاجرة، وقلة البيانات الخاصة حولها، ومحدودية القدرات الوطنية الخاصة بصونها، وضعف السياسات والإجراءات التي تهدف إلى صون الطيور المهاجرة ضمن المخططات الوطنية للتنمية، وضعف تطبيق القوانين المتعلقة بالصيد والتخطيط العمراني وغيرها.
ويتفق الخبراء على أن أكبر خطر يهدد الطيور هو تدمير بيئاتها الطبيعية. أيضاً، تموت بعض الطيور عن طريق التسمم بالمبيدات أو الاصطدام بأسلاك الكهرباء وأبراج الاتصالات، أو التلوث النفطي. إلا أن التهديد الأكبر يتمثل في التغيرات المناخية والتنمية العمرانية والزراعية، وما يصاحبها من تلوث وتفتيت للموائل، بالإضافة إلى المبيدات المستخدمة في الزراعة لمكافحة الحشرات والطيور آكلة الحبوب التي تؤثر على الطيور المهاجرة.
ويعول على مشروع الطيور المحلقة المهاجرة الذي يسعى إلى تطبيق مفهوم جديد لدمج وصون وحماية الطيور المهاجرة من خلال سياسات واستراتيجيات وطنية، وقد وقعت عليه (11 دولة) هي السودان ومصر وفلسطين والأردن وسورية ولبنان والسعودية واليمن وجيبوتي وأثيوبيا وأريتيريا، بالشراكة مع المجلس العالمي للطيور البرية. وسيكون لنشاطات رفع الوعي البيئي أثرها الإيجابي على هذه الطيور.
*متخصّص في شؤون البيئة
إقرأ أيضاً: هذه الدول هي الأكثر قتلاً للطيور