وزير الأوقاف المغربي: "مؤسسة العلماء الأفارقة" تنشر سماحة الإسلام

21 يوليو 2015
الرعاية الملكية للمؤسسة تمنحها بعداً سياسياً (GETTY)
+ الخط -


أُعلن في المغرب عن إطلاق مؤسسة العلماء الأفارقة، التي تهدف إلى "توحيد وتنسيق جهود العلماء المسلمين، في المغرب وباقي الدول الأفريقية، من أجل التعريف بقيم الإسلام المتسامح ونشرها وتعزيزها".

ويعلق المغرب وبلدان جنوب الصحراء، آمالا كبيرة على مؤسسة العلماء الأفارقة، لنشر قيم "الإسلام الصحيح" المبني على السماحة والتعاون والتضامن الإسلامي، والدفاع عن العقيدة الإسلامية ضد التطرف والتقتيل، حسبما جاء في معرض التقديم الرسمي للمؤسسة المستحدثة أخيرا، تحت رعاية العاهل المغربي، محمد السادس.

وفي دلالة على رعاية ملك المغرب لمؤسسة العلماء الأفارقة، تم إعطاء انطلاقتها من المملكة، وتعيين وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربي، أحمد التوفيق، رئيسا منتدبا لها.

وقال الوزير إن قرار تدشين المؤسسة "ليس وليد ظرفية خاصة أو فكرة طارئة، بل هو عمل في العمق"، مضيفا أن العاهل المغربي يرعى "تقوية الروابط التاريخية والدينية والثقافية والفكرية مع دول أفريقيا الشقيقة".

وتبدو الرعاية الملكية اجتماعية وسياسية، بالنظر إلى التحديات الأمنية العالمية المتعلقة بالتطرف الديني، حيث استثمرت رصيد المغرب مع نحو ثلاثين دولة أفريقية، خاصة أن "وشائج الماضي متصلة بين المغرب والعمق الأفريقي جنوب الصحراء، ويتمثل ذلك في تراث حضاري وثقافي مشترك، يتجلى على الخصوص في وحدة المقوم الديني بأبعاده العقدية والمذهبية والروحية، والتراث المادي والروحي، العقلاني والعاطفي، الذي صمد ضد محاولات عزل المغرب عن هذا العمق في القرون الأربعة الأخيرة. كما صمد، وما يزال، ضد الإغراء الإيديولوجي متنوع المصادر"، حسب قول الوزير.

وكان التوسع المغربي دينياً في أفريقيا، جنوب الصحراء تحديدا، جليا، بالموازاة مع تحركه السياسي والاقتصادي في المنطقة، حيث عمد إلى إقامة مساجد في عدد من البلدان الأفريقية، ويحرص على الحضور المستمر للعلماء الأفارقة في الدروس التي يترأسها العاهل المغربي كل شهر رمضان. كما دعم تأسيس رابطة علماء المغرب والسنغال، وإنشاء معهد الدراسات الأفريقية، ويحتضن لقاءات للطرق الصوفية في المغرب، والتي لها مريدون كثر في أفريقيا، كما بات يرعى دعاة، بينهم نساء، في إطار برنامج خاص للإرشاد الديني.

ويزور المغرب، الذي يحتضن أعدادا مهمة من الجاليات الأفريقية على ترابه، أعداد أخرى سنويا من المريدين للطرق الصوفية، خصوصا الطريقة التيجانية، التي تعود جذورها إلى مدينة فاس المغربية، حيث مدفن مؤسسها، الشيخ سيدي أحمد التيجاني.