تشكيك حقوقي في رواية الشرطة حول مقتل طالب مصري

04 يونيو 2015
+ الخط -
أصدرت مؤسسة حرية الفكر والتعبير- منظمة مجتمع مدني مصرية - تقريرا حديثا بشأن الطالب بالفرقة الرابعة بكلية الهندسة، جامعة عين شمس، إسلام عطيتو، الذي قتل على يد قوات الأمن المصرية يوم الأربعاء ٢٠ مايو/أيار.


وقالت المؤسسة، في تقريرها، إن رواية الشرطة بشأن مقتل عطيتو، تقابلها رواية أخرى تناطحها وتبدو أكثر منطقية؛ بعد أن بدأ شهود عيان في الظهور ليدلوا بمعلومات هامة تخص القضية، وظهرت معلومات رسمية من إدارة كلية الطالب تدحض رواية الوزارة.

وذكرت رواية الشرطة، عبر بيان نشرته صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، أن إسلام عطيتو بادر بإطلاق النار على قوة من الشرطة أثناء مداهمتها مكان اختبائه في أحد الدروب الصحراوية بالتجمع الخامس. وفي إثر ذلك قامت القوة بمبادلته إطلاق الأعيرة النارية فأردته قتيًلا وضبطت السلاح الآلي الذي كان بحوزته.

وعلى عكس رواية وزارة الداخلية، طرح زملاء إسلام في الكلية وذووه وأساتذته رواية أخرى لمقتله تدحض الرواية الرسمية، حيث جاء في بيان كلية الهندسة بجامعة عين شمس، والتي يدرس إسلام في فرقتها الرابعة بقسم الكهرباء، أن المجني عليه حضر امتحان مادة "إنسانيات" صباح يوم الثلاثاء الموافق 19 مايو/أيار، أي قبل يوم واحد من إعلان وزارة الداخلية مقتله.

وقال أحد زملاء "عطيتو" في اللجنة رقم (260 أ)، وهي اللجنة التي أدى فيها آخر امتحاناته، إن فردين أحدهما موظف شؤون الطلاب بالكلية، والآخر كانت المرة الأولى التي يراه الطلاب فيها، دخلا إلى اللجنة قبل انقضاء مدة الامتحان بعشرين دقيقة، وطلبا من إسلام بعد أن تأكدا من هويته أن يمر على مكتب شؤون الطلاب لاستكمال بعض الأوراق في ملفه. إلا أن إسلام لم يتوجه إلى المكتب عقب انتهاء الامتحان وخرج من الكلية مباشرة.

خرج الطالب من الكلية في تمام الساعة 11:23 وفقاً لكاميرات المراقبة، كما جاء في بيان إدارة الكلية، وقال الدكتور محـمد حسن سليمان، أستاذ المادة الأخيرة التي امتحنها "عطيتو"، إنه شاهد تفريغ كاميرات المراقبة الخاصة بالكلية أثناء حضوره تحقيقات النيابة التي أجريت داخل الكلية حيث طُلب منه تسليم ورقة إجابة إسلام للمحقق.

وذكر سليمان أن الكاميرا أوضحت أن إسلام خرج من الكلية في هدوء واتجه يمينًا ثم ما لبث أن عاد إلى الجهة الأخرى يتبعه شخصان وقبل أن يخرجا من كادر الكاميرا أخذا في مطاردة إسلام.

أما عن تقرير الطب الشرعي، فذكرت المؤسسة في تقريرها أن مصلحة الطب الشرعي أصدرت تقريراً مبدئيًا بعد فحصها لجثة إسلام عطيتو وأكدت أن الوفاة نتجت عن إصابته بأكثر من 5 رصاصات قاتلة في أنحاء متفرقة من جسده. وسلمت المصلحة تقريرها إلى نيابة شرق القاهرة الكلية.

اقرأ أيضاً:استقالة اتحاد طلاب مصري رداً على خطف طالب وقتله

ولم يشر التقرير المبدئي إلى أية آثار تعذيب على جسد عطيتو، في الوقت الذي ادعى فيه ياسين، أحد ذوي إسلام، وجود هذه الآثار بوضوح على جسده.

"لقد حضرت غُسل إسلام من بدايته إلى نهايته. كان هناك احمرار شديد تحت إبطيه وفي فخذيه مما يوحي بآثار تعذيب في هذه المناطق، كما لاحظت أثراً لضربه بآلة حادة على مقدمة جبهته"، أخبرنا ياسين، ثم أضاف: "فوق كل ذلك كانت ذراعه اليسرى مكسورة، إضافة إلى كسور ظاهرة على جنبه الأيسر أيضاً".

ونوهت المؤسسة إلى أنه ربما يذكر تقرير الطب الشرعي النهائي أسباب هذه الآثار التي تحدث عنها ياسين.

يذكر أنه وفقاً لحصر نشرته مؤسسة حرية الفكر والتعبير، قبل يوم واحد من إلقاء القبض على إسلام عطيتو، فإن عدد الطلاب الذين قتلوا داخل جامعاتهم أو في محيطها سواء على يد قوات الشرطة أو الأمن الإداري خلال عامين دراسيين، بلغ 20 طالباً؛ 7 طلاب بجامعة القاهرة، ومثلهم بجامعة الأزهر فرع القاهرة، وطالباً واحداً بفرعها بأسيوط، وثلاثة طلاب بجامعة الإسكندرية وطالبين بجامعة عين شمس.

وقالت المؤسسة في ختام تقريرها: "إننا هنا أمام حالة جلية من حالات القتل/ الإعدام خارج نطاق القانون وربما التعذيب قبل القتل".

وأعلنت المؤسسة أنها تخشى من تكرار مثل تلك الوقائع المؤسفة حيث بدأت حالات الاختطاف والاختفاء القسري سواء لطلاب أو لغيرهم من الناشطين السياسيين في التزايد مؤخرا.

ورأت المؤسسة أن السبيل الوحيد لتجنب تكرارها هو البدء في إجراء تحقيقات عادلة ونزيهة وشفافة لاستجلاء سبب وفاة "عطيتو" ومحاسبة من يثبت تورطهم في المشاركة في قتله. على السلطات المصرية أن تأخذ مثل هذه التحقيقات على محمل الجد وأن توفر الظروف الملائمة الكاملة للمحققين للمضي قدما في عملهم.

اقرأ أيضاً:آلاف يشيعون جثمان الطالب المصري إسلام عطيتو (صور وفيديو)