رمضان يعيد تكايا صلاح الدين الأيوبي في فلسطين

19 يونيو 2015
توسيع فكرة التكية لتستمر طوال العام (GETTY)
+ الخط -
تستعدّ مؤسسات فلسطينية لإطلاق "تكية بيتونيا"، في مدينة بيتونيا غرب رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، يوم الأحد المقبل، لإطعام الفقراء في المدينة وسدّ حاجتهم طيلة شهر رمضان المبارك، من خلال شبكة نشطاء، على أمل استمرار عمل التكية على مدار العام.


وستقدم التكية، خدماتها من الوجبات غير المطبوخة، ليومين في الأسبوع خلال شهر رمضان المبارك، حيث سيتم تقديم 600 وجبة لنحو 100 عائلة فلسطينية فقيرة في مدينة بيتونيا، على أمل توسيع عمل التكية في أنحاء متفرقة في محافظة رام الله والبيرة، والعمل على مدار العام على أن تكون التكية سلة غداء للفقراء وإطعامهم، وكذلك أبناء السبيل، وفق ما يوضح رئيس بلدية بيتونيا ربحي دولة لـ"العربي الجديد".

ويأمل القائمون على المشروع، الذي هو ضمن مشاريع صندوق لجنة الزكاة الفلسطينية، في إعادة فكرة التكايا، والعمل على انتشارها في المحافظات الفلسطينية، أن يوفروا مبنى للمشروع وجعله مؤسسة فلسطينية خيرية، من أجل أن يتم طبخ الطعام من قبل طاقم نسائي،

وتوزيعه على الأسر الفقيرة في منازلها بدلاً من أن يمدوا أيديهم للناس طلباً للمساعدة، ضمن مسوحات اجتماعية توفرها البلدية، في وقت يفتح المجال للمتبرعين بتوفير الدعم للتكية الجديدة.

واختار صندوق الزكاة الفلسطيني مدينة بيتونيا من بين مناطق رام الله، والبالغ عدد سكانها نحو 35 ألف نسمة، لتوفر عدة مزايا فيها، منها أن سكانها قدموا من مناطق أخرى من جميع أنحاء الضفة الغربية ليسكنوا ويستقروا في المدينة، بينما تسعى تلك المؤسسات القائمة على التكية في بيتونيا لتقوية الأواصر الاجتماعية لأولئك السكان بمشاربهم المختلفة.


تكية أنشأها صلاح الدين الأيوبي

قبل مئات السنين أنشأ صلاح الدين الأيوبي بعد تحريره لبيت المقدس، في كلٍ من المسجد الأقصى المبارك والحرم الإبراهيمي الشريف بمدينة الخليل، تكايا لإطعام المساكين والفقراء وأبناء السبيل، خصوصاً ممن جاؤوا من العلماء والمرابطين إلى فلسطين، من أجل دعم بقائهم وتماسكهم في فلسطين كونها أرض رباط.

وكان صلاح الدين يوفر للمرابطين مكاناً للمبيت، ومكاناً آخر لرعاية خيولهم أو جمالهم، إضافة لإطعامهم من التكايا، ما دفع كثيراً من المسلمين خارج فلسطين للاستقرار فيها في ذلك الحين.


ومرت "التكية" عبر التاريخ بعدة مراحل من تحقيق الأهداف، غير الهدف الذي كانت عليه أيام صلاح الدين، لتتحول بعد ذلك إلى طعام يتبرك فيه الناس حتى يأكل منه غير المحتاجين كما في الخليل والذي كان يسمى "طعام البركة"، إذ يعتبر أهلها أن ذلك الطعام هو امتداد لكرم سيدنا إبراهيم عليه السلام، إلى أن تحولت تلك الوجبات إلى طعام للفقراء والمحتاجين لا سيما منذ احتلال إسرائيل لفلسطين.


وكانت التكية توفر طعاماً يطلق عليه "شوربة سيدنا إبراهيم" مصنوعة من القمح المجروش، طيلة أيام العام، وتقدم في ليلة 27 رمضان طعام آخر يطلق عليه "زربة"، وهو عبارة عن أرز محلَّى مع النشا كنوع من الحلويات بهذه المناسبة، ثم أصبحت الوجبات متنوعة مع ازدياد الفقراء، واقتصر تقديم الطعام فقط على يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع، إضافة لكل أيام شهر رمضان المبارك.

وتوجد حالياً أربع تكايا في فلسطين، اثنتان منهما في القدس والخليل منذ أن أنشأهما صلاح الدين الأيوبي، وواحدة في نابلس والتي أنشئت العام الماضي، وأخرى في بيت لحم ويطلق عليها تكية سيدتنا مريم عليها السلام وأنشئت قبل ثلاثة شهور، إضافة لتكية بيتونيا التي ستفتتح يوم الأحد القادم.


محاولات تعميم التكايا في فلسطين

صندوق الزكاة الفلسطيني، وهو مؤسسة خيرية تتبع لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، وتشرف على عمل لجان الزكاة في فلسطين، يسعى لتعميم فكرة تكايا صلاح الدين في فلسطين، إذ بدأ العام الماضي بافتتاح تكايا جديدة، وربما قد يعيد افتتاح تكايا أخرى أنشأها غير صلاح الدين وتوقفت قبل عشرات السنوات.

وبعد مئات السنين على إنشاء صلاح الدين للتكايا، فإن محاولات فلسطينية تجري من قبل صندوق الزكاة الفلسطيني، من أجل تعميم فكرة التكية وإيصال رسالتها في كافة المحافظات الفلسطينية، وفق ما يقول مدير عام صندوق الزكاة الفلسطيني، حسان طهبوب، لـ"العربي الجديد".

ويوضح طهبوب أن العديد من الإفطارات الجماعية كانت تقام في المساجد بإشراف عددٍ من المؤسسات في شهر رمضان، لكن ما يسعى له الصندوق هو توفير الطعام للأسر داخل منازلها والعمل على لمة الأسرة بدلاً من الإفطارات الجماعية التي لا تحقق ذلك الهدف.

اقرأ أيضاً:"قرية رمضانية" في بيروت تستقبل الصائمين على الإفطار