"داعش" يبدأ تجميل الموصل احتفالاً بذكرى تأسيسه

03 مايو 2015
+ الخط -


بدأ تنظيم الدولة الإسلامية حملة واسعة لإعادة تأهيل مدينة الموصل، شملت رفع النفايات من الشوارع وطلاء الأرصفة والمباني وتنظيف المباني العامة، بعد موجة الغبار، التي ضربت المدينة واستمرت لعدة أيام، إلا أن أكثر ما ركز عليه التنظيم كان تغيير أسماء الأحياء السكنية في الموصل القديمة والجديدة والطرقات والمنشآت العامة، كالفنادق والمنتجعات السياحية فيها.

يتزامن ذلك مع اقتراب الذكرى الأولى لما يسميه التنظيم "إعلان دولة الخلافة الإسلامية في العراق والشام"، والتي تصادف منتصف الشهر المقبل.

وقالت مصادر محلية في مدينة الموصل إن التنظيم أعاد افتتاح فندق "شيراتون نينوى"، ذي النجوم الخمسة، وسط الموصل، بعد إغلاقه من قبل التنظيم وطرد العاملين والنزلاء منه.
وأوضحت المصادر أن "داعش" غيّر اسم الفندق من "شيراتون" إلى فندق "الوارثين"، كما غير اسم فندق "ميريديان" إلى اسم فندق "الخلافة الدولي".

ولا يبدو على مقاتلي التنظيم، المصنف إرهابياً، أي قلق أو ارتباك من تحركات القادة العراقيين والتحالف الدولي الحثيثة والمتزايدة لوضع اللمسات الأخيرة على خطة تحرير الموصل، حيث يتصرف مقاتلو التنظيم في المدينة وكأنهم موقنون بالبقاء فيها.

وأشارت المصادر إلى أن الاحياء السكنية، التي تحمل أسماء شخصيات دينية، أبقى عليها، وتم تغيير أسماء الشوارع والأحياء، التي تحمل أسماء شخصيات تاريخية أو ثقافية في المدينة، واستبدالها بأسماء قادة قتلوا في معارك سابقة، كما أن أعلام التنظيم رفعت في كل مكان.


وقال أبو أحمد الحمداني (37 عاماً)، لـ"العربي الجديد"، إن "المئات من عناصر داعش حضروا إلى حفل افتتاح الفندق، ليلة السبت، حيث أقيم عشاء مجاني بمناسبة افتتاح الفندق، الذي استوعب نحو 50 موظفاً جديداً من أهالي المدينة بمرتبات تبلغ نحو 500 دولار شهريّاً".

ويحاول التنظيم المتطرف اتخاذ إجراءات تعزز سيطرته على المحافظة قبل انطلاق عملية تحرير الموصل، حيث شكل مفارز قضائية جوالة سماها "محاكم التفتيش" في الموصل، وقال مصدر محلي، لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق، إن قادة التنظيم خولوا هذه المحاكم بتتبع المطلوبين والمشتبه فيهم في أحياء وأزقة المحافظة، وإصدار الأحكام بحقهم، دون الرجوع إلى المحاكم الشرعية المركزية، مؤكداً أن بعض الأحكام، التي أصدرتها هذه المفارز وصلت حدّ الإعدام رمياً بالرصاص في الساحات العامة.

من جانبه، كشف عضو مجلس محافظة نينوى، محمد القرغلي، لـ"العربي الجديد"، عن قيام داعش بحملة واسعة قام خلالها بسحب أسلحة المواطنين الخفيفة، وأصدر أمراً بحصر السلاح بيد عناصر الخلافة فقط.

وبيّن القرغلي أن قبضة داعش تشتد يوماً بعد آخر، وبات الحل العسكري العاجل أمراً لا بديل عنه لاسترجاع الموصل، قبل أن تغير كل معالمها المتبقية، والتي تشير إلى أنها مدينة تاريخية.

اقرأ أيضاً:الموصل تختنق.. داعش يصادر الحريات الشخصيّة