أُنشئ هذا الترامواي عام 1875(حسين بيضون)
هُنا شارع الاستقلال. أنتَ في وسط العاصمة التركية اسطنبول. يعرفُ كثيرون أن هذه الساحة تعدّ مقصداً للسياح. لا تخلو من الناس. مواطنون يتجهون إلى أعمالهم صباحاً، وآخرون يتسوّقون من المحال التجارية التي تصطف على جانبي الشارع. ولا ينسى بعض تلاميذ المدارس المرور من هنا، وتناول شطيرة "الشاورما" قبل العودة إلى بيوتهم. وربما قد يكتفون بنزهة قصيرة، والتعرف أكثر فأكثر على حاضر هذا المكان الممتد إلى الماضي البعيد.
أُنشئ هذا الترامواي (الصورة)، عام 1875، وأعيد تشغيله عام 1990. أريد به أن يكون ذاكرة حيّة. ينقلك من ساحة تقسيم إلى برج غلتا، أحد أشهر المعالم التاريخية في المدينة. يسير بين الناس ولا يضايقهم. نشأت بينهما ألفة. لونه الدافئ وعمره يجعلانه أكثر قرباً منهم. يبدو عجوزاً طيباً يمضي أوقاته في العناية بأحفاده.
لا مكانَ للسيارات في هذا الشارع. كأنما أريد للناس من مختلف الجنسيات أن يكونوا على تماس بعضهم مع البعض. هذه الألفة تقيه شرّ الموت.
اقرأ أيضاً: "ثلاثاء سوري" في مدن تركيا