أكثر من ألفي قتيل في زلزال نيبال المدمر

26 ابريل 2015
نحو ألفي قتيل وخمسة آلاف جريح على الأقل (Getty)
+ الخط -
ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب نيبال أمس، إلى حوالى ألفي قتيل، بينما يبذل رجال الإنقاذ الذين يواجهون دمارا هائلا وصعوبات في الاتصالات، جهودا شاقة اليوم الأحد للعثور على ناجين.

وقال المتحدث باسم الشرطة الوطنية كمال سينغ بان، إن العدد المسجل للقتلى في نيبال ارتفع إلى 1953 شخصا، فيما قال مسؤولون في الهند إن عدد القتلى وصل إلى 53 شخصا، وقالت وسائل الإعلام الصينية إن 17 شخصا قتلوا في التيبت.

وسجلت هزات أرضية ارتدادية جديدة صباح الأحد في كاتماندو العاصمة، التي سجلت فيها أضرار كبيرة، واضطر عدد من سكانها إلى تمضية الليل في العراء، في الشوارع أو في خيام.

وأعلن المعهد الأميركي للجيوفيزياء، أن هزة ارتدادية بقوة 6.7 درجات للزلزال المدمر الذي ضرب نيبال السبت، وقعت اليوم الأحد بينما أكد عدد من متسلقي الجبال أنها أدت إلى انهيارات ثلجية جديدة في جبل إفرست.

ووقعت الهزة الجديدة شمال شرق كاتماندو بالقرب من الحدود الصينية، وعلى عمق عشرة كيلومترات، كما قال المصدر نفسه. وقال جيم كلافيسون أحد متسلقي إفرست إنه شعر بالهزة في المخيم الأول على الجبل.

أضرار واسعة
وكان المتحدث باسم وزارة الداخلية النيبالية، لاكشمي براساد داكال، تحدث في تصريحات لوكالة فرانس برس، في الحصيلة السابقة عن سقوط "1805 قتلى و4718 جريحا على الأقل".

ويفترض أن ترتفع حصيلة الضحايا، بينما تواجه وكالات العمل الإنساني صعوبات في تقييم حجم الدمار والاحتياجات.
وقال مسؤول في المنظمة غير الحكومية أطباء بلا حدود "نحاول تقييم حجم الكارثة".

من جهة أخرى، قتل 47 شخصا في هزات أرضية في شمال الهند ضرب معظمها ولاية بيهار، بينما سقط 17 قتيلا في منطقة التيبت في الصين. وضرب الزلزال أيضا بنغلادش حيث تسبب بحالة هلع في العاصمة دكا.

وقال المعهد الأميركي للجيوفيزياء إن الزلزال وقع على بعد حوالى ثمانين كيلومترا شمال غرب كاتماندو. واستغرقت الهزات التي وقعت ظهرا بين نحو ثلاثين ثانية ودقيقتين.

وفي كاتماندو، دمر عدد كبير من المباني. وأدى الزلزال إلى انهيار برج دارهرا التاريخي، أحد المعالم السياحية في وسط العاصمة، ولقي عدد من الأشخاص حتفهم في المكان. وأكد مصور لوكالة فرانس برس أنه تم انتشال نحو عشر جثث من حطام البرج.

لم يبق من البرج التاريخي إلا الأنقاض
وأظهرت لقطات بثها التلفزيون أنه لم يبق من الطوابق التسعة لهذا البرج الأبيض الذي تعلوه قبة من البرونز تعود إلى القرن التاسع عشر، سوى أنقاض.

وأثارت هزات جديدة حدثت ليلا قلق السكان. وقال المصرفي الشاب نينا شيرسثا "لم ننم طوال الليل، فالأرض لم تتوقف عن الاهتزاز. لم يبق لنا سوى أن نصلي ليتوقف كل ذلك ونتمكن من العودة إلى بيوتنا".

واكتظت المستشفيات بالجرحى الذين يعانون من كسور وإصابات أخرى. وقال رجل يملك عربة ريكشا "أعمل منذ الساعة الخامسة والنصف صباحا. أنا أيضا أشعر بخوف شديد، لكن علينا أن نعمل ما بوسعنا لمساعدة الآخرين". وقد قام بنقل 35 شخصا من الضحايا إلى المستشفى.

وأكد مدير مطار كاتماندو الدولي بيريندرا براساد شريسثا، أن الزلزال أدى إلى قطع الطرق السريعة في العاصمة، وسبب أضرارا جسيمة في المطار الذي أغلق "لأسباب أمنية".

وعبر الصليب الأحمر عن قلقه على مصير القرويين في المناطق الريفية النائية القريبة من مركز الزلزال.

وقال مسؤول الصليب الأحمر في المنطقة، جاغان شاباغين، إن الطرق هناك أيضا تضررت أو سدت بسبب حوادث انزلاق في التربة، وشبكة الاتصالات الهاتفية معطلة.

وصرح راميشوور دانغال مدير المكتب الوطني لإدارة الكوارث الطبيعية "نقوم بحشد كل مواردنا من أجل عمليات الإنقاذ ومساعدة النازحين"، بينما تتوقع هيئة الأرصاد الجوية أمطارا غزيرة في كاتماندو.

وقالت المنظمة غير الحكومية أوكسفام إن الاتصالات والكهرباء والمياه قطعت. وأكدت مديرة مكتب المنظمة في نيبال سيسيليا كايزر أن أوكسفام "تستعد لجلب مياه الشرب والمواد الأساسية" للسكان.


انهيارات بإفرست
وعلى إفرست في بداية موسم تسلق الجبل، قال مسؤول في مكتب السياحة النيبالي جينيندرا كومار شريسثا إن انهيارا ثلجيا في جبل بوموري ضرب المخيم الأساسي.

وأضاف أن بين القتلى الـ 14 الذين تم إحصاؤهم الأحد "متسلقين أجانب" في المخيم الذي كان يضم نحو ألف شخص.

وقتل مهندس أميركي يعمل في مجموعة غوغل الأميركية في هذا الانهيار الثلجي، كما أعلنت عائلته على موقع إنستاغرام. وقالت شقيقة دان فريدينبرغ، إنه أصيب بصدمة في الرأس.

لا أحد يعرف بشكل دقيق عدد ضحايا الانهيار الجليدي على الجبل


وتمكنت ست مروحيات اليوم الأحد من الهبوط في المخيم الأساسي لمتسلقي الجبل لإنقاذ ضحايا الانهيار الثلجي، كما ذكرت صحافية من وكالة فرانس برس في المكان.

وقالت مسؤولة مكتب وكالة فرانس برس في نيبال امو كانامبيلي، إن المروحيات هبطت في المخيم بفضل تحسن الأحوال الجوية. وكتبت في رسالة نصية أن "الناس كانوا ممددين على نقالات أثناء هبوط المروحيات"، موضحة أن "الجو صاف وهناك القليل من الثلج".

وقال جيانيندرا كومار سريشا، الناطق باسم إدارة السياحة النيبالية التي تمنح التراخيص اللازمة لتسلق القمة، إنه "تأكدت وفاة 14 شخصا حتى الآن، ونخشى أن ترتفع الحصيلة أكثر. نحاول إرسال مروحيات إلى المكان".

وأوضح شينجشي تامورا، الذي يعمل مرشدا في شركة هيمكس تور أن نحو أربعين شخصا على الأقل جرحوا في الانهيار الثلجي الذي نجم عن الزلزال السبت. وقال "لا أحد يعرف عدد المفقودين". وبسبب الثلوج، تعذر نقل الضحايا بمروحيات السبت.

ويتواجد في هذا الموسم عادة مئات من ممارسي تسلق الجبال في المخيم الأساسي الذي يقع على ارتفاع 5500 متر.

وتأتي هذه الكارثة بعد عام على انهيار ثلجي آخر أودى بحياة 16 دليلا آخر، وتسبب في إغلاق غير مسبوق لطرق الوصول إلى القمة التي تقع على ارتفاع 8848 مترا.
وقد تحرك العالم بسرعة لنجدة المنكوبين.

اقرأ أيضاً:
688 قتيلاً على الأقل في زلزال نيبال