المليشيات تهجّر مئات العوائل في ديالى "عبر الهاتف"

25 فبراير 2015
تسببت التهديدات في نزوح أكثر من 190 عائلة (Getty)
+ الخط -


مازالت المليشيات التي تعمل تحت مسمَّيات عدّة، تستحدث طرقاً جديدة كل يوم لتنفيذ أجندتها لإحداث تغيير ديموغرافي في العراق عموماً وفي ديالى على وجه الخصوص، لاسيما في مناطق شمال شرق المحافظة.
إذ لجأت أخيراً إلى التهديد عبر الهاتف لتهجير العراقيين السنّة من ديالى، الأمر الذي دفع عشرات العوائل إلى ترك منازلهم في موجة نزوح جديدة.

وفي حديثه عن واقعة سبق أن تكررت في مناطق أخرى، قال عضو بالمجلس المحلي لقضاء المقدادية لـ"العربي الجديد" إن: "العشرات من أبناء قضاء المقدادية تلقوا تهديدات عبر رسائل هاتفية أو اتصال مباشر عبر هواتفهم النقالة، وصلتهم من أرقام مجهولة، تخيرهم بين القتل أو ترك منازلهم".

وأضاف المسؤول الذي لم يكشف عن اسمه، أنّ "هذه الحالة ولّدت حالة من الفزع والخوف، وقيّدت من حركة الأشخاص الذين تلقوا التهديدات، الأمر الذي أجبرهم بالتالي على الهجرة من المنطقة خوفاً من القتل".

وأكد أن "أغلب الذين تلقوا التهديدات هم أناس مسالمون ما بين موظف وطالب ومزارع وصاحب محل وسائق تاكسي، لكنّهم جميعاً من مكون معين (وهو المكوّن السنّي)"، مشيراً إلى أنه "حتى الآن نزحت أكثر من 190 عائلة من المقدادية بسبب هذه التهديدات".

من جهته، قال عضو مجلس عشائر ديالى الشيخ جمعة العبيدي لـ"العربي الجديد"، إنّ "تمادي المليشيات يقابله سكوت وتغاضٍ من قبل الجهات الحكومية، وهذا ما يثير القلق".

وأكد "أننا كمجلس عشائر أوصلنا هذه المشكلة إلى الجهات المسؤولة في الأجهزة الأمنيّة والحكومة المحلية، ووعدت بالتحقيق في الموضوع، لكننا يائسون من أيّ نتيجة يتمخّض عنها التحقيق، لأن الخصم والحكم واحد"، مشيراً إلى أنّ "المليشيات أصبحت في ديالى فوق القانون، لا بل هي القانون ولا أحد يستطيع محاسبتها".

وحذر الشيخ "من إفراغ ديالى من المكون السنّي عبر هذه الخطوات، الأمر الذي سيزرع بذور الفتنة إلى أجيال متعاقبة، ويهدّد الأمن والسلم الاجتماعي في المحافظة التي عاشت لقرون عديدة متآخية من قبل جميع مكوناتها".

وأدت سيطرة مليشيا "الحشد الشعبي" على المناطق المحرّرة من تنظيم "الدولة الاسلاميّة" (داعش) في ديالى إلى موجة عنف وتهجير وتغييّر ديموغرافي كبير، الأمر الذي دفع الكتل السنيّة إلى المطالبة بقوات دوليّة لتأمينها.