عيد الأم يربكني

21 مارس 2014
+ الخط -


 قليلةٌ هي الصور، التي تجمعني بأمي. لا أشياء حسيّة تُظهّر علاقتنا. فقط مشاعر مختلطة تتجلّى أحياناً قبل أن تقع ضحية ذكريات فرويديّة. يُربكني عيد الأم. يسقط عليّ ثقيلاً. يجبرني على التعبير، أنا التي تفتقد إلى هذه الملكة. ازداد الوضع سوءاً حين أصبحت أماً بدوري، فبات عليّ التذكّر دائماً، أن أمي تحبني بالقدر الذي أحبّ به ابني، وربما أكثر، إذا زدنا فارق السنوات بين التجربتين. وإذا نسيت، تعمل على تذكيري، لأصبح محاصرة بين حُبّين.

لا تُدرك أمي أن حبّها يخجلني. يشعرني برغبة في الركض بعيداً، والتقوقع في زاوية السرير، تلفني البطانيات. أستنجد بالضجيج، علّه يطغى على أفكارٍ كثيرة، تمارس جميع أنواع التعذيب على حواسي، فتتقلّص إلى حجم جنين. حينها أرتاح. لكن لثوان فقط. أخجل لأنني لم أشف من مراهقتي معها. يطاردني شبحها. أسحقه ويسحقني. أصالحه أحياناً، فتكون الصورة.

يفتح عيد الأم الباب على الماضي الذي جمعنا. الصور قليلة لكن المشاهد كثيرة. بعد هذه السنوات، أعترف بتأثيرك الذي لم أُشف منه تماماً. لكنني أرغب في التخلص منه والإبقاء على الحب وحده. أريد أن أكبر من مراهقتي حتى نتصوّر كثيراً.

المساهمون