اكتشاف جين جديد مسؤول عن السمنة

10 مارس 2014
+ الخط -

يواصل علماء ومراكز بحثية حول العالم، ومنذ سنوات طويلة، البحث لاكتشاف أنواع الدهون التي تتكوّن في الجسم وتؤدي إلى أمراض خطيرة للإنسان، لكن ذلك لم يقنع الكثيرين من البشر، حتى الآن، بخطورة السمنة وضرورة التخلص منها.

وكشفت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية، أمس الأحد، عن توصل علماء وباحثين في جامعة أدنبره إلى طبيعة الدهون الخطيرة التي تتكوّن في الجسم البشري والتي لها علاقة مباشرة بإصابة البشر بأمراض القلب والسرطان وغيرها من الأمراض المرتبطة بالسمنة.

وتعدّ الدهون، وفقاً للكشف العلمي الأخير، بمثابة "القاتل الصامت"، لأن كثيرين من البشر يتجاهلون تراكم طبقات من الشحوم المعروفة باسم "الدهون الحشوية" حول القلب والكلى والأمعاء، رغم كونها أكثر خطورة من طبقات الدهون التي تتراكم تحت الجلد.

واكتشف الباحثون، وفق "الاندبندنت"، أن هناك مصدراً آخر للدهون المتراكمة مستمدّ من نوع معيّن من الخلايا الموجودة في الأجنّة بينما لا تزال في رحم الأم، قائلين إن هذا الاكتشاف قد يؤدي في نهاية المطاف إلى طرق جديدة للتحكم في كيفية هذا النوع من الخلايا الذي يساهم في تكوّن الدهون الخطرة المحيطة بالأجهزة الحيوية في الجسم بحيث يصبح من الممكن خفض فرص تفاقم هذا النوع من السمنة، بما يؤدي إلى التقليص من مخاطر الإصابة بأمراض خطيرة.

ووجدت الدراسة، التي أجريت على فئران معدلة وراثياً، أن 80 بالمئة من الدهون الحشوية في البطن يأتي من الخلايا الجنينية المعروفة من الجين الذي يسمى WT1، والذي يرتبط مع أورام الكلى، بينما الدهون تحت الجلد لها أصل مختلف ولا تعبّر عن الجين WT1.

ونقلت "ذي إندبندنت" عن الباحث يو يينغ تشاو من جامعة أدنبره: "لقد كان تحديد طبيعة الدهون الجيدة والسيئة أحد علامات الاستفهام الكبيرة في مجال بحوث السمنة، وأظهرت الدراسات الآن أن معظم الدهون السيئة تأتي من الخلايا ناتجة عن الجين WT1 في مراحل لاحقة من الحمل".

وأضاف المؤلف الرئيسي للدراسة: "وجدنا أيضاً أن الخلايا الناتجة عن WT1 تواصل العمل كمصدر للدهون الحشوية في مرحلة البلوغ، حيث يمكن أن تتأثر بعوامل خارجية مثل النظام الغذائي"، مشيراً إلى أنه "إذا وجدنا وسيلة للسيطرة على تنظيم هذه الخلايا، سنكون قادرين على وقف تراكم الدهون حول الأجهزة الحيوية في الجسم".

وقال البروفيسور نيك هاستي، من وحدة علم الوراثة البشرية في مجلس الأبحاث الطبية في جامعة أدنبره: "على الرغم من أن الدهون الحشوية في البطن تتكوّن بعد الولادة، فإنها تنشأ من الخلايا الجنينية في الرحم التي تشكل أيضاً غشاءً واقياً حول الدهون الحشوية في البطن".

وأضاف هاستي: "وجدنا أدلة قوية على وجود غشاء ميسوثيليوم، وكان مفاجأة كبيرة، لأن أحداً لم يكن يعتقد بوجود هذا الغشاء من الدهون. يبدو أن الأمر لم يقتصر على مساعدة ميسوثيليوم لإنتاج الخلايا التي تكوّن الدهون، وإنما أيضاً يكِوّن غشاءً يحمي بقاء تلك الدهون في الجسم".

المساهمون