خمر حلال في غزّة.. لعلاج الأمراض

04 ديسمبر 2014
صانع الخمر الحلال (يامن سليمان)
+ الخط -
في دكانه الصغير في أحد أقدم أحياء غزّة في منطقة السامر، يجلس علي محيسن الملقب بـ"السلماني" وبالقرب منه عبوات زجاجيّة يملؤها بالخلّ الطبيعي. هو خلّ يلقى رواجاً بين الغزاويّين الذين يتوافدون بشكل يومي لشرائه منه. كيف لا والسلماني يشدّد على تضمّن تلك العبوات سرّ شفاء كثير من الأمراض.

مذ كان صغيراً، رافق محيسن والده المزارع، وتعلّم منه زراعة الأعشاب. وبعد حصوله على شهادة الثانوية العامة، ترك الدراسة وراح يبحث في عالم الأعشاب ويتعلّم أسراره. وهكذا، بدأ يعتمد على إنتاجه الخاص بدلاً من شراء الأعشاب الصينيّة والهنديّة.

محيسن يبلغ، اليوم، من العمر 63 عاماً، وهو أطلق اسم "السلماني" على منتج الخلّ الخاص به، تيمناً بوالده الذي يُدعى سليمان. فبذلك يكرّمه لما له من أثر طيّب في نفسه وفي حياته.
يتميّز محيسن بصناعته التي تشمل جميع أنواع الخلّ، وبدقّة. ففي غزّة، يعتمد السكان في الغالب على خلّ التفاح فقط. ويشير محيسن إلى أن تركيبات كيميائيّة تدخل في صناعة هذا النوع من الخلّ.

ويخبر محيسن أنه "من خلال اطلاعي على الأبحاث التي تتعلق بالخلّ وكذلك الأعشاب، ازدادت خبرتي. وبعد تجارب عدّة، توصّلت إلى علاج متكامل طبيعي يساعد الإنسان على مواجهة بعض الأمراض المعقّدة وغيرها".

وكانت المنفعة التي عادت على محيسن، هي ما جذبته إلى هذا المجال. فهو تناول "الخمر الحلال" بغرض الشفاء، وقد شفي بالفعل. وهكذا، بدأ بتطوير منتجات الخلّ على طريقته التي تعلّمها عندما كان يبلغ من العمر 43 عاماً.

بالنسبة إلى محيسن، "الخلّ يخدم الفرد على أكمل وجه، ويقي الجسم من أي اعتلال مباغت. وهو يقضي خصوصاً على الدهون الثلاثيّة التي يسمّيها الأطباء والطب الحديث القاتل الصامت، ويحافظ على أوعية دمويّة سليمة".

والخلّ الطبيعي مثل ذاك الذي ينتجه محيسن، يتمتّع بفوائد عدّة بحسب دراسات طبيّة. وتعود الفائدة الأساسيّة على مرضى القلب والأوعية الدمويّة، وعلى الذين يعانون من أمراض الجهاز الهضمي. كذلك، يُستخدم للحفاظ على جمال البشرة ولعلاج الأمراض الجلديّة ومشاكل الشعر. وهو يُستخدم أيضاً كمعقّم داخلي وخارجي، وتناوله يقي الجسم من آلام المفاصل والفقرات، ويخلّص الكلى من الشوائب ومن الرمل ويحمي المسالك البوليّة.

ويشدّد محيسن على أن علاج مختلف الأمراض بالخلّ أمر ناجع، إذ الخلّ يحتوي على عناصر طبيعيّة مضادة لأكسدة الخلايا. وهو ما يعني أنها تحافظ على الخليّة البشريّة وتمنعها من التلف. بالنسبة إليه، "الأدوية الصناعيّة التي تحتوي على نسبة من المواد الكيميائيّة، تعمل على تلف الخليّة البشريّة خلال تناولها بشكل مستمرّ".

ويشير إلى أنه كما جاء في الأثر، فإن بيت الداء المعدة. إن برئت برئ الجسد، وإن فسدت فسد الجسد. وهذا ما يجعل الخلّ يجنّب المعدة فساد الطعام ويخلّص الجسد من السموم ويمتّع الإنسان بصحة سليمة". يضيف: "أنا أطمح إلى خدمة البشريّة بشكل أساسي"، فهو يقدّم جميع الاستشارات والوصفات عن طريق الأعشاب أو الخلّ مجاناً لمن يحتاجها.

يجري محيسن فحوصات طبيّة بشكل دوريّ ومستمرّ. وتأتي دائماً النتائج لتثبت خلوّه من الأمراض وعدم معاناته من ارتفاع في ضغط الدم أو في مخزون السكر. فعادة، من هم في مثل سنّه يعانون من هذه المشاكل الصحيّة. وهذا ما يجعل الأطباء يفاجؤون من صحته الصلبة من دون لجوئه إلى أي عقاقير كيميائيّة.

وفي حين يقصد الفلسطينيّون من مختلف محافظات القطاع محيسن لشراء منتجه، ينصحهم هو بشرب الخلّ الطبيعي مرّة واحدة صباحاً ومساءً، فذلك "من شأنه أن يغني عن زيارة الطبيب، لما تحويه عصارة الفاكهة من فيتامينات وبروتينات لا تجدها في الأدوية المصنّعة".

تخمير بأبسط الطرق
لا يحتاج علي محيسن إلى معدات ولا إلى أدوات كثيرة في صناعة خلّه. هو يعتمد طريقة بسيطة تبدأ بتخمير جميع أنواع الفاكهة السكريّة الناضجة والتي تأتي مكتملة العناصر الغذائيّة. وتحتاج هذه العمليّة إلى 45 يوماً، تحفظ في خلالها مياه الفاكهة المستخرجة في أواني بلاستيكيّة من دون أي مواد مضافة.
دلالات