طلاّب علم الجريمة يدرسون في السجون البريطانيّة

14 نوفمبر 2014
بريطانيا أول دولة أوربية تطبق البرنامج بعد أميركا (Getty)
+ الخط -

بات طلاب علم الجريمة في جامعة درهام في بريطانيا يدرسون مع السجناء، في إطار برنامج يُعرف باسم "داخل ـ خارج". وتستغرق هذه الدورة عشرة أسابيع، سيتطرقون خلالها إلى مواضيع الأشغال والمخدّرات وأسباب الجريمة.

وبريطانيا هي الدولة الأولى في أوروبا التي بدأت تطبيق هذه التجربة، بعدما أكمل أكثر من عشرين ألف طالب دورات مماثلة في الولايات المتحدة منذ عام 1997. اختير اثني عشر سجيناً في مقابل عدد مماثل من الطلاب. وسيمضي هؤلاء ثلاث ساعات أسبوعياً معاً في السجن.

ويسعى البرنامج إلى تشجيع المجرمين على إحداث تغيير في حياتهم الخاصة كما في المجتمع، ويقدم لهم فرصة لتعزيز قدراتهم التعليمية. وقد أتيح للطلاب أن يكونوا على تماس مع ما يدرسونه.
وأملت الأستاذة في جامعة درهام ورائدة البرنامج، فيونا ميشام، أن تنجح التجربة البريطانية على غرار الأميركية، واصفة البرنامج بـ"الفعال" كونه "سيفتح أمامهم آفاقاً أوسع، ويُبدّل بعض المفاهيم السابقة".
بدأ الصف الأول في 29 أكتوبر/ تشرين الأول 2014 في سجن درهام، على أن تليه دورات في سجن فرانكلاند في شهر يناير/ كانون الثاني المقبل.

في السياق، قالت الأستاذة في علم الجريمة في جامعة درهام، كيت أوبراين، لـ"العربي الجديد"، إن "تجربة البرنامج في بريطانيا فريدة من نوعها ومميّزة"، لافتة إلى "الجهود التي بُذلت للتدرّب على كيفية تطبيق البرنامج بنجاح بعد زيارة جامعة تمبل في ولاية فيلادلفيا في الولايات المتحدة"، وأشارت إلى "أهمية البرنامج، بخاصة في تحويل النظريات إلى واقع، وكسر الحواجز بين طلاب الخارج وطلاب الداخل (السجناء)".

وتطرّقت أوبراين إلى أهمية هذا البرنامج بالنسبة لطلاب الداخل، لافتة إلى أن "الحوار والنقاش مع طلاب الداخل، سيعزّز قدراتهم على فهم أشمل وأوسع لظروف الآخرين". وفي ما يتعلق بطلاب الداخل، "يسعى البرنامج إلى محاولة منعهم من العودة إلى الجريمة، وتوفير فرصة لهم لبناء مستقبل أكاديمي عوضاً عن ذلك الذي خسروه لدى دخولهم السجن".

قبل بدء البرنامج، كان الطلاب يشعرون بالقلق والحماس في آن، بحسب أوبراين، إلا أنهم أبدوا إعجابهم بالبرنامج في وقت لاحق، حتى أنهم صُدموا بذكاء السجناء ومدى إنسانيتهم.

من جهتها، قالت المسؤولة الإعلامية في سجون وزارة العدل البريطانية، سارة ثاكر، لـ"العربي الجديد"، إن "مسؤولي سجن درهام يسعون دوماً لإيجاد سبل تساعد السجناء على عدم ارتكاب جرائم مجدداً، من خلال العمل أو فرص التعليم التي يوفّرونها لهم".

دلالات