والزنجبيل نوع من نباتات المناطق الحارة، يتميز بأزهاره الصفراء ورائحته النفاذة وطعمه الحار، ويكثر في الهند الشرقية والفيليبين والصين وسريلانكا والمكسيك وباكستان وجامايكا، وأفضل أنواعه "الزنجبيل الجمايكي"، ومما قيل في تعريفه إنه "عروق تسري في الأرض وليس بشجر ويُؤكل رطبا، كما يؤكل البقل ويُستعمل يابسا، وينبغي أن يختار منه ما لم يكن متآكلا".
فوائد الزنجبيل
وتقول خبيرة التغذية والحمية المغربية أسماء زريول لـ"العربي الجديد"، إن "فوائد الزنجبيل كثيرة، إذ إنه مضاد للأكسدة بفضل احتوائه على مركب gingenol وهو الذي يعزى إليه طعمه الحار، ويساعد على تقوية الجهاز المناعي بالجسم لتنشيطه الغدد، كما أنه مضاد للالتهابات بأنواعها بما في ذلك القولون والمفاصل والشقيقة، ويوصف كعلاج فعال لعسر الهضم والغثيان وآلام البطن وطرد الغازات وأوجاع الحيض، مفيد للكلى والمثانة والمعدة ومدر للبول، كما أنه يساعد مرضى السكري من النوع الثاني، ويحمي من بعض أنواع السرطانات.
وذكر ابن القيم فوائد الزنجبيل في "كتاب الطب النبوي" قائلا: " الزنجبيل معين على الهضم، ملين للبطن تليينا معتدلا(..)، وهو محلل للرياح الغليظة الحادثة في الأمعاء والمعدة، وهو بالجملة صالح للكبد والمعدة".
استعمالات الزنجبيل
يكتسي الزنجبيل قيمة غذائية وعلاجية مهمة عرف بها منذ قرون خلت، كما توضح خبيرة التغذية زريول لـ"العربي الجديد"، فقد استعمله الصينيون لأغراض علاجية، واعتبره الهنود أحد أهم المكونات الرئيسية في مطبخهم.
وتبين أن الزنجبيل أو "سكينجبير" كما ينطقه المغاربة حاضر بقوة وبشكل شبه يومي في المطبخ المغربي، لفوائده الجمّة، ولما يضفيه من نكهة مميزة على العديد من الأطباق التقليدية الشهيرة، خاصة الدجاج والأسماك.
كما يستخدم الزنجبيل طازجاً في العصائر والمشروبات الباردة مع الخيار وشرائح الليمون والعسل، وساخناً مع القرفة لتخفيف الآلام وأوجاع الحيض والغثيان والقيء، وتمكن إضافة قطع صغيرة منه إلى السلطات الخضراء.
وتستعمله المغربيات أيضا بمقدار نصف ملعقة صغيرة في العديد من الوصفات والأقنعة التجميلية خاصة لعلاج حب الشباب وتنعيم البشرة وتفتيح لونها، كما يستعمل على شكل مكعبات للثلج لتضييق مسام البشرة الذهنية، ويفيد الطري منه أيضا في أقنعة تقوية الشعر ومنع تساقطه.
وعن فوائد الزنجبيل في التخسيس، تضيف زريول "يحتوي على مواد تساعد في التخفيف وإنقاص الوزن، لكن شريطة الالتزام بنظام غذائي صحي، ويفضل استهلاكه كتغذية شبه يومية، بدل المكملات المستخلصة من جذوره من أجل أن يكون مفعوله قويا".
أما بالنسبة للحوامل، فتشير خبيرة التغذية إلى أنّ العديد من الدراسات أثبتت فوائد الزنجبيل في الأيام الأولى للحمل، خاصة الأشهر الثلاثة الأولى، للتخفيف من التقلصات والغثيان، بمقدار 0.5 إلى غرام واحد في اليوم منه مجففا ومطحونا يغلى مع الماء ويضاف إليه القليل من العسل، أما فيما يخص أمراض القلب، فتوضح زرويل أهمية معاودة الطبيب المختص واستشارته وعدم المغامرة باستهلاك الزنجبيل لمرضى القلب، والأمر نفسه ينطبق على مرضى السرطان، منبهة إلى خطورة استهلاكه خلال فترة العلاج الكيميائي.
أضرار الزنجبيل
"لا يصلح الزنجبيل لكل داء أو عارض صحي، رغم فوائده العديدة"، تقول خبيرة التغذية والحمية أسماء زرويل لـ"العربي الجديد"، مؤكدة أن الإفراط فى استهلاكه، قد يؤدي إلى نتائج عكسية غير محمودة.
وتوصي زرويل بضرورة تناول الزنجبيل بكميات قليلة لتجنب الاضطرابات المحتملة في الجهاز الهضمي كحرقة المعدة والقرحة وانسداد الأمعاء، كما تؤكد على خطورة تناوله بالنسبة لمرضى القلب لاحتمال التأثير على صحة القلب والأوعية الدموية، وكذا المصابات بسرطان الثدي.
وتوضح زريول أن استعماله كمكملات غذائية يفرض الانتباه إلى موانع الاستعمال في النشرة المرفقة، وأخذه باعتدال وتحت إشراف طبيب أو مختص تغذية.
كيف يحفظ الزنجبيل؟
يحفظ الزنجبيل مجففا ومطحونا على شكل بودرة مدة ثلاثة أشهر في قنينة زجاجية محكمة الإغلاق، وفي مكان بعيد عن أشعة الشمس للاستفادة من فوائده، كما يمكن أن يقشر الطازج منه لتخزينه في كيس من البلاستيك في المجمد، بحسب خبيرة التغذية، لكن لا ينصح بحفظه لمدة طويلة لأنه يفقد كل خصائصه وقيمته الغذائية، كما أنه معرض للتلف والتسوس كلما طالت مدة حفظه.