تعرب المنظمات الدولية والمحلية عن قلقها من ارتفاع معدل الإصابات بالكوليرا في سورية، حيث قدرت منظمة "أطباء بلا حدود" أن عدد الإصابات المشتبه بها تجاوز 13 ألف حالة، وفق تقرير صدر عن المنظمة أمس في 14 أكتوبر/تشرين الأول.
ويأتي ذلك بعد إعلان منظمة الصحة العالمية عن عن وجود عينات مياه ملوثة، أخذت من محافظات سورية، منها دمشق وحلب والرقة، وبلغ عدد العينات المأخوذة 205 عينات، مؤكدة تلوث محطات لضخ مياه الشرب إضافة لنهر الفرات.
ومع شح المياه في مناطق شمال غربي سورية وعدم سلامة المياه، حذر محمد حلاج، مدير "فريق منسقو استجابة سورية"، من ارتفاع أعداد الإصابات وانتشارها بشكل أكبر، خصوصا في مخيمات النزوح والمناطق الملاصقة لنهر الفرات.
وقال حلاج خلال حديثه لـ"العربي الجديد": "من أكثر المناطق التي تنتشر فيها الكوليرا، منطقة جرابلس، بحكم قربها من نهر الفرات، أما في منطقة عفرين فهناك حالة في مخيم دير بلوط وحالة في مخيم المحمدية، وفي عموم المنطقة، هناك 10 حالات مثبتة، وعدد الإصابات في المخيمات وصل إلى نحو 40 إصابة في 52 مخيما، والسبب يعود لعدم توفر مياه نظيفة صالحة للاستخدام".
بدوره، أكد مصدر فضّل عدم الكشف عن هويته، في مدينة الرقة شمالي سورية، لـ"العربي الجديد"، أن هناك تشديداً على عملية تعقيم المياه في محطات المياه الخمسة التي تغذي مدينة الرقة، للحد من انتشار الكوليرا، ويعمل مكتب البيئة في "مجلس الرقة المدني" التابع لـ"الإدارة الذاتية"، في الوقت الحالي، على أخذ عينات بشكل دوري من المياه للتأكد من خلوها من الكوليرا، فضلا عن التدقيق في عملية كلورة المياه داخل المحطات، وأردف المصدر بأن الوضع في مخيمات مدينة الرقة سيئ من ناحية المياه النظيفة، كون الرقابة على المياه ليست مماثلة للرقابة على مياه مدينة الرقة.
بدورها، أكدت "أطباء بلا حدود"، في التقرير الصادر عنها، أن عدد الوفيات جراء الإصابة بالكوليرا بلغ 60، مؤكدة أن الوباء تفشى للمرة الأولى منذ عام 2007 في منطقة شمال شرقي سورية، معتمدة على معلومات من "مشفى الرقة الوطني".
وأوضحت المنظمة أن الفرق التابعة لها، بالشراكة مع السلطات المحلية، تقدم الدعم لمركز علاج الكوليرا الذي يحوي 40 سريرا، بسعته الزائدة التي ارتفعت إلى 65 سريرا. حيث قُبِل في المركز نحو 600 مريض خلال أسبوعين فقط.
وأضافت: "قمنا بزيادة عدد موظفينا وإمداداتنا في البلاد، ونعمل مع المنظمات المحلية الأخرى التي تدعم المياه والصرف الصحي، بما في ذلك معالجة شاحنات المياه بالكلور، وضمان جودة المياه، ودعم محطات الصرف الصحي بعمليات المعالجة بالكلور".
وأكدت المنظمة أن "الوصول العام إلى المياه الكافية والنظيفة لا يزال يمثل مشكلة مقلقة. في عام 2021، مثلت عمليات المياه والصرف الصحي والنظافة 4% فقط من ميزانية الاستجابة الإنسانية بأكملها لسورية بالكامل، وهو أقل من ثلث ما تم إنفاقه في عام 2020 على نفس الأنشطة".