يوم مأساوي آخر... رياح تقتلع مأوى النازحين السوريين الأخير في إدلب

25 مارس 2021
معاناة النازحين السوريين في شمال غرب سورية تتفاقم خلال فصل الشتاء (العربي الجديد)
+ الخط -

اقتلعت عاصفة هوائية، ضربت منطقة شمال غربي سورية، عشرات الخيام التي يقيم فيها نازحون ومهجرون من عموم المحافظات السورية، الخميس، الأمر الذي تسبب بفقدان العوائل للمأوى، في ظل تدني درجات الحرارة، ما يفاقم معاناتهم.

وتحدث عبدالسلام يوسف، مدير مخيم التح في بلدة باتنته بريف إدلب، لـ"العربي الجديد" عن "المأساة" التي تعرض لها المخيم، حيث تضررت أكثر من 150 خيمة جراء العاصفة، ولجأ قسم من العوائل المتضررة إلى الخيام التي بقيت سليمة، كما توجهت عوائل إلى بلدة باتنته القريبة من المخيم.

وأضاف أنّ "الأسر كانت عاجزة والخيام بالية لا يمكنها تحمل العواصف الهوائية أو المطرية، عمرها أكثر من عام ونصف. ناشدنا جميع الجهات الإنسانية لاستبدال هذه الخيام، لكن لم تلق مناشداتنا أي رد".

وقدر الدفاع المدني السوري، في تقرير، صدر عنه مساء الخميس، سرعة الرياح بنحو 80 كيلومتراً في الساعة، موضحاً أنّ العاصفة اقتلعت نحو 100 خيمة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، في منطقة شمال غربي سورية، منها 40 خيمة بمخيم عين عارة قرب جسر الشغور غربي إدلب، إضافة لخيام بكل من مخيمات سكة حيلا جنوبي إدلب، وسرغايا شهرنار وسرغايا قدورة وأرض السوس شمالي إدلب، لتمتد لمخيمات قرب مدينتي اعزاز وأخترين شمالي حلب، متسببة أيضاً بأضرار لنحو 20 محلاً تجارياً في ناحية راجو بمنطقة عفرين. 

وأكد الفريق أنّ عدداً من الخيام اقتُلعت أيضاً يوم الأربعاء 24 مارس/ آذار، في مناطق حربنوش والشيخ بحر وكفربني شمالي إدلب، وغمرت المياه مخيمات الزوف بجسر الشغور غربي المحافظة، مقدراً عدد المخيمات المتضررة جراء العواصف التي ضربت الشمال السوري أواخر عام 2020، وحتى الوقت الحالي، بنحو 283 مخيماً في كل من ريفي إدلب وحلب، حيث تضررت نحو 3500 خيمة بشكل جزئي أو كلي يقطنها نحو 4000 عائلة. 

ومع وجود نحو مليون نازح يقيمون في المخيمات، التي تفتقر للخدمات، تبقى المآسي التي يجلبها فصل الشتاء معه تتصدر سلم المعاناة لديهم، ومع هطول الأمطار يعيشون تحت تهديد الوحل والفيضانات ومع اشتداد الرياح يعيشون مخاوف من اقتلاع خيامهم، وهذا ما حدث بالفعل لمئات العوائل، في الوقت الذي تترصد حياتهم المأساوية الطائرات الروسية التي قصفت قبل أيام مناطق شمال غربي سورية، حيث تنتشر المخيمات مذكرة بآلة حرب قادرة على سلبهم أمنهم النسبي.

ووفقاً للإعلامي في الدفاع المدني السوري، دريد حاج حمود، تعرضت مخيمات النازحين بمنطقة جسر الشغور لأضرار بالغة، حيث غمرت مياه الأمطار خيام النازحين، لتتدخل فرق الدفاع المدني وتجلي المدنيين المتضررين.

بدوره أخبر حسن الخالد، النازح من ريف منطقة معرة النعمان والمقيم قرب بلدة مشهد روحين، "العربي الجديد"، بأنه عاش "يوماً مأساوياً"، ووضع الحجارة على أطراف الخيمة التي خشي أن تقتلعها الريح التي كانت قوية لدرجة مخيفة مع صباح يوم الأربعاء، وبدأت حدتها تتراجع مساء يوم الخميس.

وقال "الوضع مرعب، حرمنا من النوم طوال ساعات الليل، صوت الريح من جهة ومن جهة ثانية صوت قماش الخيمة البلاستيكي المميز مع اشتداد الريح، الوضع كان مرعباً حقاً. الخيمة لن تكون يوماً آمنة ولن تصلح لسنين من الحياة كما البيت". 

وتحاول بعض الجهات الإنسانية من منظمات محلية ودولية إيجاد حلول جذرية لإيواء النازحين، باستبدال الخيام بمساكن من الطوب، إلا أن التحديات هائلة، كما تستغرق هذه المشاريع وقتاً وجهداً كبيرين.

المساهمون