سجلت العاصمة العراقية بغداد، السبت، أولى حالات الوفاة بسبب مرض الحمى النزفية، فضلاً عن تسجيل عدة إصابات جديدة بالمرض الذي انتشر بشكل أوسع في محافظات البلاد الجنوبية والشمالية.
وعقدت إدارة محافظة بغداد اجتماعاً استثنائياً لبحث تداعيات ظهور المرض في العاصمة، حضره عدد من مسؤولي دوائر الزراعة والطب البيطري، وقائد شرطة بغداد، ومديرا صحة الرصافة والكرخ. وقال محافظ بغداد محمد جابر العطا، في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع، إنّ "جانب الرصافة من بغداد سجل إصابتين بالحمى النزفية، وسجلت حالة وفاة وإصابتان في جانب الكرخ. عقدنا اجتماعاً لتدارك المرض، ووضع حلول لمنع انتشاره".
وأضاف العطا أنه "لا توجد منطقة محددة في بغداد شُخّص المرض بها، لكن المحافظة ستتخذ إجراءات وقائية تشمل متابعة المواشي في بعض المناطق، ومتابعة المجازر العشوائية وغير المرخصة، وساحات بيع المواشي"، مشدداً على "تضافر الجهود للتعامل الصحيح مع المرض".
وأشار محافظ بغداد إلى أنّ "وزارة الزراعة لديها القدرة على تطويق المرض، وستكون هناك إجراءات مشددة، وعقوبات رادعة بحق المخالفين من قبل الشرطة".
بدوره، أكد الوكيل الفني لوزارة الزراعة ميثاق عبد الحسين، خلال المؤتمر، أنّ "السلطات البيطرية تتعامل مع أي بؤرة تسجل مرض الحمى النزفية عبر رش الحيوانات، مع إغلاق المكان الذي تسجل به إصابة بشرية، ومنع تداول وبيع اللحوم في تلك البؤرة، والسيطرة على حركة الحيوانات من المنطقة المصابة إلى أماكن أخرى".
وأضاف عبد الحسين أنّ "الإجراءات المتخذة من قبل وزارة الزراعة وقائية، وتتمثل بانتقاء اللحوم من المجازر المجازة، والابتعاد عن شراء اللحوم من المناطق غير المرخصة"، محذراً من "اقتناء اللحوم بعد الذبح مباشرة، كونها تحمل نسبة أعلى من خطورة الإصابة، وكذا التعامل اللصيق مع الحيوانات داخل المنازل".
ويؤكد أطباء بيطريون أهمية اتخاذ إجراءات حازمة لكبح مخاطر استمرار المجازر العشوائية المنتشرة في أغلب المحافظات. وقال عضو دائرة بيطرة بغداد همام الفراتي إنه ينبغي أن تكون هناك عقوبات مشددة على المخالفين، لأن المجازر العشوائية تعد بؤرة لانتشار المرض.
ودعت وزارة الصحة العراقية جميع المحافظات إلى تشكيل خلية أزمة لاحتواء الحمى النزفية، وأن تكون برئاسة المحافظ أو أحد نائبيه لمتابعة توفير جميع المتطلبات اللازمة، إذ سجلت محافظات جنوب العراق، خلال الفترة السابقة، عدداً من حالات الوفاة بالمرض، فضلاً عن عشرات الإصابات، قبل وصوله إلى المحافظات الشمالية.
والحمى النزفية مرض فيروسي ينتقل عبر الماشية إلى الإنسان، ومن ثم ينتقل عن طريق العدوى من شخص إلى آخر، وتبلغ معدلات الوفيات للمصابين به نحو 40%، حسب منظمة الصحة العالمية.