وفاة رضيع في مخيم الركبان بسبب نقص الرعاية الطبية والحصار المشدد

19 أكتوبر 2024
سوريون داخل مخيم الركبان، مارس 2017 (فرانس برس)
+ الخط -

توفي رضيع سوري، اليوم الجمعة، في مخيم الركبان الواقع في المنطقة 55 عند مثلث الحدود السورية مع الأردن والعراق، وذلك بسبب نقص الرعاية الطبية. والرضيع لم يكمل شهره الثالث، وفق ما أوضح رئيس مجلس عشائر تدمر والبادية السورية ماهر العلي، لـ"العربي الجديد"، إذ تعرض لارتفاع في درجة الحرارة، ولم يتمكن المختصون هناك من خفضها.
بدوره، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير صدر عنه اليوم، أن الرضيع فارق الحياة داخل مخيم الركبان المنسي في الصحراء، بسبب نفاد المواد الطبية الخاصة بالأطفال، وتقاعس الجهات المختصة بتأمينها. وأفاد بأن ذلك يأتي ذلك في ظل استمرار حصار قوات النظام والمليشيات المساندة لها المنطقة 55 كيلومتراً، وعدم استجابة المنظمات الإنسانية لأوضاع النازحين داخل المخيم. كما أن العاملين في مجال الصحة داخل المخيم هم ممرضون ومتدربون، ولا يمتلكون القدرة على تشخيص الحالات المرضية بدقة، حيث يعتمدون على التواصل مع أطباء خارج المخيم لتوجيههم بشأن طرق العلاج اللازمة للمرضى. هذا الوضع يعكس الأوضاع الصعبة التي يواجهها سكان المخيم ويزيد من معاناتهم اليومية.

وأورد المرصد أنه في 3 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، تم نقل طفل يبلغ من العمر عاماً واحداً إلى مناطق سيطرة النظام لتلقي العلاج بعد تدهور حالته الصحية وعدم القدرة على علاجه ضمن المخيم بسبب ضعف الإمكانيات لدى المركز الطبي الوحيد في المخيم.

من جانبه، قال المواطن السوري محمود الشهاب خلال حديثه لـ"العربي الجديد" إن الرضيع ينحدر من مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، وقد أصيب بضعف في النمو بشكل ملحوظ بسبب نقص الحليب، ولم تكن الرضاعة الطبيعية كافية له بسبب سوء تغذية الأم، وهذا كان من بين الأسباب التي أدت إلى وفاته. وأكد أن المخيم يفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، من غذاء ورعاية طبية. مبيناً أن 3 أشهر مضت منذ تشديد الحصار على المخيم الذي وصفه بـ"مخيم الموت".

مخيم الركبان... شحّ وإهمال

ويعاني سكان مخيم الركبان شحّ المواد الغذائية، وأفاد العلي أنّ "المواد الغذائية شحيحة جدًّا وهناك سيارات تدخل لأشخاص لهم علاقات مع النظام ومع الموجودين في المنطقة 55، تحمل الخضر والمواد الغذائية بكميات قليلة وبأسعار مرتفعة جدًّا".
واقترب عدد سكان المخيم في عام 2019 من 60 ألف شخص، وفق العلي، إلا أن هذا العدد بدأ بالانخفاض تدريجيًّا، منذ بدء حصار النظام السوري وروسيا له. حيث أوضح أن الجهات المسؤولة بما فيها المجلس، لم تدخر جهدًا في الضغط على الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لتحسين الوضع في المخيم.
وقال العلي: "غادر السكان المخيم باتجاه مناطق سيطرة النظام السوري، ومناطق أخرى، ولا أحد تمكن من كسر هذا الحصار". مضيفًا: "نطالب الأمم المتحدة أن تسجل من بقي فيه على قوائمها وتقوم بواجبها اتجاههم كونهم موجودين على الأراضي السورية خاصة مكتبها في دمشق".
وتحاصر قوات الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، مخيم الركبان وفق ما أوضح العلي، وتابع: "منذ يومين خرجت سيارتان منه باتجاه مناطق سيطرة النظام بهدف إحضار مواد غذائية، ولكن أحد السائقين اعتقله النظام بعد إصابته، والآخر نقلته قوات التحالف إلى مستشفى في محافظة الحسكة لتلقي العلاج". من جهتها، أفادت المنظمة السورية للطوارئ، في بيان صدر عنها الجمعة، أن جميع طرق التهريب التي يستخدمها السكان المحاصرون في مخيم الركبان للحصول على السلع الأساسية قد تم قطعها من قبل الفرقة المدرعة الرابعة التابعة للنظام السوري.


ودعت المنظمة في بيانها المجتمع الدولي، بما في ذلك أعضاء التحالف الدولي، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لدعم جهود المنظمة السورية للطوارئ المستمرة لتوفير المساعدات الضرورية للحياة لهؤلاء السكان المحاصرين. مضيفة: "هذا أمر بالغ الأهمية لإنقاذ آلاف الأرواح وضمان حماية قوات التحالف المتمركزة في المخيم وبالقرب منه". يشار إلى أن المنظمة أطلقت قبل عام ما أسمته "عملية الواحة السورية" بهدف إيصال المساعدات والموارد التعليمية والأطباء بشكل مستمر إلى المخيم، وذلك بالتنسيق مع الطيران العسكري، حيث نقلت خلال فصل الصيف أطنانًا من المساعدات الإنسانية إلى المخيم بهدف ضمان الأمن الغذائي. وتستمر العملية حتى نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام الحالي.

المساهمون