وزير صحة لبنان: جهّزنا 150 مستشفى للطوارئ بعد تهديدات إسرائيل

12 سبتمبر 2024
مستشفى في الضاحية الجنوبية لبيروت بعد غارة إسرائيلية، لبنان، 30 يوليو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **رفع جاهزية القطاع الطبي**: أعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض عن تدريب 150 مستشفى على خطط الطوارئ وتفعيل غرفة الطوارئ الصحية، مع تجهيز المستشفيات لاستقبال أعداد كبيرة من الجرحى.

- **تداعيات الاعتداءات الإسرائيلية**: شكلت بيروت لجنة طوارئ حكومية، حيث تم تدمير 15 مركزاً صحياً وإلحاق الضرر بـ30 مركبة صحية، وسقوط 27 شهيداً و94 جريحاً من العاملين في القطاع الصحي.

- **المساعدات الدولية والتحديات الإنسانية**: تسلمت وزارة الصحة اللبنانية مساعدات طبية من منظمة الصحة العالمية واليونيسف، مع تأكيد الأمم المتحدة على حماية البنى التحتية المدنية.

وسط تواصل الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان، أفاد وزير الصحة العامة اللبناني فراس الأبيض بأنّ وزارته رفعت جاهزية القطاع الطبي في كلّ أنحاء البلاد، وأقامت تدريبات لخطة طوارئ شملت 150 مستشفى، ولا سيّما بسبب التهديدات المتكررة التي توجّهها إسرائيل بخصوص شنّ حرب واسعة على لبنان. جاء ذلك في مقابلة مع وكالة الأناضول، كشف الأبيض فيها أنّ "250 لبنانياً أُصيبوا من جرّاء القصف الإسرائيلي بالفوسفور الأبيض المحرّم دولياً"، الذي استهدف الاحتلال فيه قرى لبنانية واقعة في المنطقة الحدودية مع شمال فلسطين المحتلة.

وأوّل من أمس الثلاثاء، في ختام مناورة تحاكي القتال البري على الأراضي اللبنانية، صرّح وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت بأنّ القوات الإسرائيلية تنقل ثقل عملياتها إلى الشمال، أي إلى الجبهة اللبنانية، وذلك مع اقتراب استكمال مهمّتها في قطاع غزة، وفقاً للقناة "12" العبرية. وكان الوضع قد تأزّم عند الحدود اللبنانية الجنوبية مع شمال فلسطين المحتلة، في الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أي بعد يوم واحد من شنّ إسرائيل حربها على قطاع غزة.

ومنذ بدء التصعيد في الجنوب، شكّلت بيروت لجنة طوارئ حكومية لمواجهة تداعيات ذلك، فعكفت وزارة الصحة العامة من جهتها على رفع جهوزية مرافقها وكوادرها تحسّباً للأسوأ، معوّلةً إلى حدّ كبير على مساعدات خارجية بعدما أنهكت نحو خمسة أعوام من الانهيار الاقتصادي القطاعات كافة. وبالإضافة إلى تدريب الطواقم الصحية والطبية والموظفين على حالات الطوارئ، تنصّ خطة وزارة الصحة العامة في لبنان على تقييم احتياجات المستشفيات وتعزيز مهارات فرق الإسعاف وتوفير الدعم النفسي للأطباء والممرّضين في حال وقوع حرب أوسع.

الصورة
مستشفى رفيق الحريري الجامعي - بيروت - لبنان - 22 أغسطس 2024 (أنور عمرو/ فرانس برس)
في خلال تدريب على خطة الطوارئ في مستشفى رفيق الحريري الجامعي، بيروت، لبنان، 22 أغسطس 2024 (أنور عمرو/ فرانس برس)

غرفة طوارئ صحية منذ أكتوبر 2023

وبهدف معالجة إصابات الحرب، تسلّمت وزارة الصحة العامة، في منتصف أغسطس/ آب المنصرم، شحنة مساعدات طارئة من منظمة الصحة العالمية تضمّنت 32 طنّاً من المستلزمات الطبية والأدوية، كذلك تسلّمت 33 طنّاً من المواد في التاسع من سبتمبر/ أيلول الجاري من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف).

وإذ عبّر الأبيض عن أسفه إزاء استمرار "الكيان الإسرائيلي في التمادي باعتداءات متزايدة على لبنان وتوسيعه دائرة اعتداءاته لتشمل مناطق عدّة بوتيرة متفاوتة"، أوضح أنّ وزارته عمدت "منذ اليوم الأوّل إلى تفعيل غرفة الطوارئ الصحية، وجرى تحضير المستشفيات والأمور اللوجستية مثل تدريب الأطباء والممرّضات لاستقبال أعداد كبيرة من جرحى الحروب". أضاف أنّ التدريب شمل كذلك "استقبال مرضى وجرحى مصابين بأنواع معيّنة من الأسلحة مثل الفوسفور الأبيض المحرّم دولياً".

وتابع وزير الصحة العامة اللبناني أنّ "مناطق إيواء للنازحين جُهّزت، خصوصاً أنّنا سجّلنا نزوح ما يزيد عن 100 ألف مواطن من المناطق الحدودية". وبيّن أنّ الدولة اللبنانية كانت تنجز معظم التحضيرات "بمواردها ومقدّراتها"، مشيراً إلى "تعاون من قبل عدد من شركائنا الدوليين، خصوصاً منظمتَي الصحة العالمية ويونيسف".

وإطلاق الخطة الصحية لمواجهة الحرب، وفقاً لما قاله الأبيض، مثّل "فرصة لتفعيل عدد من المؤسسات الصحية التابعة للوزارة، من بينها المستشفى التركي (...) الذي هو في طور استعادة عمله لتقديم المساعدة إلى وزارة الصحة العامة في هذه الظروف الصعبة". يُذكر أنّ أنقرة كانت قد قدّمت هذه المنشأة الطبية هبةً إلى لبنان، بعد عدوان تموز 2006، الذي يخشى كثيرون من أن يكون توسّع الحرب المتوقّع على شاكلته.

وأوضح الأبيض أنّه "من ضمن الخطة، تلقّى 150 مستشفى في لبنان تدريبات حول كيفية إعداد خطط طوارئ، وقد جُهّزت لوجستياً"، أمّا "التركيز الأكبر فعلى مستشفيات المناطق الأكثر عرضة لاعتداءات (إسرائيلية)". ولفت إلى أنّ وزارته "كانت مصرّة على تدريب كلّ المستشفيات، بعدما شهدنا ما حصل في قطاع غزة"، إذ عمدت إسرائيل إلى مهاجمة الغالبية العظمى من المنشآت الطبية وتدمير المنظومة الصحية. وشدّد على أنّ "لا أمان للعدو الإسرائيلي"، وثمّة "ضرورة لنكون جاهزين في أيّ منطقة من الممكن أن تتعرّض لعدوان إسرائيلي".

250 إصابة بالفوسفور الأبيض في جنوب لبنان

وتحدّث وزير الصحة العامة اللبناني عن الأضرار الناجمة عن العمليات العسكرية الإسرائيلية، شارحاً أنّ قوات الاحتلال "قصفت أكثر من 15 مركزاً صحياً في جنوب لبنان، وقد دمّرت أربعة منها بالكامل"، كذلك "طاول الضرر ما يزيد عن 30 مركبة صحية تعمل في مجالَي الإسعاف وإطفاء الحرائق". أضاف أنّ "عدد شهداء العاملين في القطاع الصحي من مسعفين أو عاملين في مجال إطفاء الحرائق بلغ نحو 27 شهيداً، إلى جانب 94 جريحاً سقطوا من جرّاء الاعتداء على مراكز صحية في لبنان".

في سياق متصل، أكد الأبيض أنّ إسرائيل اعتدت على جنوب لبنان بالفوسفور الأبيض المحرّم دولياً، مبيّناً أنّ "ثمّة 250 إصابة بالفوسفور في لبنان، سواءً على شكل حروق أو حالات اختناق"، بالإضافة إلى "احتراق آليات صحية بالفوسفور". وأفاد بأنّ وزارته "فعّلت مراكز لعلاج الحروق الناجمة عن الفوسفور في مستشفى النبطية الحكومي (جنوب) بالإضافة إلى مستشفيات أخرى في صيدا (جنوب) وبيروت". وشرح أنّهم يقومون بـ"تدريبات خاصة للعاملين في قطاع الصحة على كيفية التعامل مع الفوسفور الأبيض المحرّم دوليا ومع الجرحى المصابين بهذا السلاح".

من جهته، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، في البيانات الأخيرة الصادرة عنه في 11 سبتمبر/ أيلول الجاري، بأنّ استمرار الأعمال العدائية يواصل إلحاق الأذى بالمدنيين في لبنان بشدّة، موضحاً أنّ تلك الاعتداءات أدّت إلى استشهاد 137 شخصاً على أقلّ تقدير وتهجير أكثر من 113 ألفاً منذ الثامن من أكتوبر الماضي. وأكّد المكتب الأممي أنّ "الأعمال العدائية ما زالت تُلقي بتداعياتها على المدنيين والبنى التحتية في جنوب لبنان"، مشيراً إلى أنّ الوصول إلى جنوب لبنان يمثّل "تحدياً كبيراً" بالنسبة إلى العاملين في الشأن الإنساني.

وأوضح المكتب الأممي أنّ جهوداً كبيرة تُبذل من أجل تأمين طريق آمن للعاملين الإنسانيين، غير أنّ قدرة الوصول إلى المجتمعات الأكثر تضرّراً تبقى محدودة على خلفية المخاطر الأمنية والبنى التحتية المدمّرة وغيرها من العقبات. وبيّن أنّ "أربعة آلاف مبنى سكني دُمّر بالكامل، فيما تضرّر 20 ألف مبنى سكني آخر، وفقاً لمجلس الجنوب". وشدّد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية على "وجوب حماية البنى التحتية المدنية بموجب القانون الإنساني الدولي"، إذ إنّها "ليست هدفاً".

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون