ناشد عمدة مدينة وارسو، رافال ترزاسكوفسكي، المجتمع الدولي مساعدة المدينة المثقلة باللاجئين، مع وصول أكثر من عُشر الهاربين من الحرب في أوكرانيا إلى العاصمة البولندية.
وذكر ترزاسكوفسكي أنّ نحو 300 ألف لاجئ وصلوا إلى وارسو منذ بدء الحرب في 24 فبراير/ شباط الماضي. وكانت الحرب قد أجبرت أكثر من 2.5 مليون شخص على الفرار، وفقاً لآخر بيانات المنظمة الدولية للهجرة، وأكثر من نصف هؤلاء توجّهوا إلى بولندا. وحتى اليوم الجمعة 11 مارس/ آذار، دخل إلى بولندا أكثر من 1.5 مليون لاجئ، وفقاً لجهاز حرس الحدود البولندي.
وبينما يسعى لاجئون إلى انتظار ما سوف يكون بعيداً عن الحرب أو الاستقرار في المدينة، يعدّ آخرون وارسو نقطة عبور نحو الغرب، الأمر الذي حوّل محطات القطارات في المدينة إلى محاور مزدحمة، وقد افترش الناس أرضياتها.
وقال العمدة ترزاسكوفسكي: "نحن نتعامل مع أكبر أزمة هجرة في تاريخ أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية... والوضع يزداد صعوبة يوماً بعد يوم"، مضيفاً أنّ "التحدّي الأكبر ما زال أمامنا".
Warsaw overwhelmed as it becomes key refugee destination https://t.co/NCxxeIn50I
— WRAL NEWS in NC (@WRAL) March 11, 2022
ومن المؤكّد أنّ الترحيب الذي قدّمته وارسو، كما بولندا عموماً، للأوكرانيين هو ترحيب صادق. وقد رُفع علم أوكرانيا بلونيه الأزرق والأصفر على معالم أثرية وغيرها في المدينة وكذلك على الحافلات، تعبيراً عن التضامن مع الدولة المجاورة.
وفي كلّ أنحاء المدينة، احتشد الناس لتقديم المساعدة للاجئين من خلال جمع تبرّعات والتطوّع في مراكز الاستقبال. ويتنقّل المتطوّعون لتقديم الوجبات الخفيفة للاجئين، كما أنهم يساعدونهم على فرز الملابس المستعملة.
لكنّ التحدي هائل، إذ يتحمّل المتطوّعون الذين حصلوا على إجازة من أعمالهم جزءاً كبيراً من الأعباء، وهو وضع لن يدوم على المدى الطويل. وأشار ترزاسكوفسكي، اليوم الجمعة، إلى أنّ متخصصين في علم النفس، كمثال واحد فقط، تطوّعوا لمساعدة اللاجئين لكنّهم سوف يحتاجون قريباً إلى العودة إلى وظائفهم.
يأتي التراجع في قدرة المدينة على استيعاب عدد هائل من الوافدين الجدد، لأنّ الأشخاص الفارين من الحرب هم أولئك الذين عانوا صدمة أكبر من الأشخاص الذين وصلوا في وقت سابق.
وفي هذا السياق، قالت المتخصصة في علم نفس الأطفال دوروتا زوادزكا المتطوّعة في مركز للاجئين أقيم في مركز "توروار" الرياضي، إنّه "في البداية، الأشخاص الذين قدموا إلى هنا كانوا يفرّون مذعورين من الحرب التي شاهدوها عبر وسائل الإعلام والتي سمعوا عنها. أمّا الآن فنجد أنّ ثمّة أشخاصاً يفرّون من القنابل". أضافت زوادزكا: "هذا نوع من اللاجئين مختلف تماماً. إنّهم خائفون من كلّ شيء... الأطفال خائفون لا يريدون اللعب، أمّا أمّهاتهم فلا روح لديهنّ".
(أسوشييتد برس)