هل تتخلّى الصين عن سياسة "صفر كوفيد"؟

18 مارس 2022
الصين تستكشف طرقاً للتخفيف ببطء من نهج "صفر كوفيد (أندريا فيرديلي/Getty)
+ الخط -

على الرغم من إغلاق المدن الصينية وسط أسوأ انتشار لفيروس كورونا في البلاد منذ عامين، تبحث السلطات عن مخرج من الاستراتيجية الناجحة، ولكن المرهقة، للوقاية من كوفيد-19.

وتشير دراسة ومقابلات مع موظفي الصحة العامة الصينيين وأبحاث عامة حديثة لخبراء تابعين للحكومة إلى أن الصين تستكشف طرقاً للتخفيف ببطء من نهج "صفر كوفيد"، أو عدم التسامح المطلق مع الفيروس.

جاء أحدث مؤشر يوم الاثنين في مقال نشره تشانغ ون هونغ، أخصائي الأمراض المعدية، وهو جزء من فريق الاستجابة لكوفيد-19في شنغهاي والشهير باسم دكتور فاوتشي، نسبة إلى الخبير في الحكومة الأميركية أنتوني فاوتشي، لرسائله المتعلقة بالصحة العامة أثناء الجائحة.

كتب تشانغ في منصة "كايشين" الإعلامية الصينية أن الشعب بحاجة إلى معرفة أن الفيروس يصبح أقل فتكا إذا تم تطعيم السكان ولم تتعرض صحتهم للخطر بالفعل. وقال المقال "تبديد الرعب تجاهه خطوة يجب أن نتخذها".

وأضاف تشانغ: "يجب أن نحدد مسارا واضحا للغاية، وألا نقضي كل وقتنا في مناقشة ما إذا كان علينا الاستمرار في (استراتيجية) صفر كوفيد أو التعايش مع الفيروس".

لا يبدو التغيير وشيكا مع وجود أكثر من 15000 حالة جديدة هذا الشهر، في حالات تفش متعددة في جميع أنحاء البلاد، بالإضافة إلى الحالات الأكبر التي هزت هونغ كونغ. في الوقت الحالي، تلتزم الحكومة بسياسة الإغلاق المجربة والاختبارات الجماعية المتكررة لملايين الأشخاص والحجر الصحي لمدة أسبوعين أو أكثر للوافدين من الخارج.

عندما يحدث ذلك، فإن أي تغيير سيكون تدريجيا وحذرا بالتأكيد. ينطوي الانفتاح على مخاطر، لأن نجاح الدولة في حماية الناس من كوفيد-19 يعني أن الكثيرين ليست لديهم أجسام مضادة لمحاربة الفيروس من العدوى السابقة. علاوة على ذلك، لا تستخدم الصين سوى اللقاحات المطورة محليا والتي تكون أقل فعالية من لقاحات فايزر وغيرها من اللقاحات المستخدمة على نطاق واسع.

قال يان تشونغ هوانغ، خبير الصحة العامة في مجلس العلاقات الخارجية في الولايات المتحدة: "بالنظر إلى معدل الإصابة الذي لا يزال منخفضا نسبيا، ونقص المناعة الطبيعية وكذلك عدم فعالية اللقاحات في الوقاية من العدوى، من المؤكد أن يستدعي ذلك موجة أخرى من الهجوم".

شنغن تخفف تدابير الإغلاق 

من جهتها، خففت مدينة شنغن، التي تعد مركزا للتكنولوجيا في جنوب الصين، تدابير الإغلاق جزئيا، بعدما شدد الرئيس شي جينبينغ على الحاجة إلى "تقليص تأثير" وباء كوفيد على اقتصاد البلاد.

واستؤنف العمل في المدينة التي تعد 17,5 مليون نسمة، وحيث فُرض إغلاق كامل منذ الأحد، فيما أعيد تشغيل المصانع ووسائل النقل العام في أربع مناطق ومنطقة اقتصادية خاصة، وفق ما أكدّت حكومة شنغن في وقت متأخر الخميس.

وأضافت أن هذه المناطق "حقّقت صفر كوفيد الديناميكية في المجتمع".

وسجّلت الصين 4365 إصابة جديدة في أنحاء البلاد الجمعة، بحسب بيانات لجنة الصحة الوطنية، في وقت تحاول السيطرة على تفشي المتحور أوميكرون في أنحاء البلاد، في إطار موجة وبائية تعد الأسوأ منذ مطلع 2020.

وما زال ملايين السكان خاضعين لتدابير إغلاق في أنحاء البلاد، فرضت على قسم كبير منهم قيود محلية تهدف للسيطرة على مجموعات الإصابات فور ظهورها من دون الحاجة لإغلاق مدن بأكملها.

وسجّلت شنغن 105 إصابات جديدة الجمعة، وفق بيانات لجنة الصحة الوطنية.

(أسوشييتد برس، فرانس برس)

 

المساهمون