هذا ما يعانيه الطلاب السوريون في مناطق "الإدارة الذاتية" ممّن سلكوا درباً لأداء الامتحانات
يتسبب تقاسم قوات النظام السوري و"الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سورية" السيطرة على محافظات الرقة والحسكة ودير الزور بمعاناة كبيرة للطلاب الذين يقيمون في مناطق سيطرة الإدارة، حيث يضطرون في كل عام للتوجه إلى مناطق سيطرة النظام لتقديم امتحانات شهادتي التعليم الأساسي والثانوي.
وانطلقت بداية الأسبوع الجاري امتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية في مناطق سيطرة قوات النظام السوري، ومع هذه الانطلاقة بدأت معاناة عشرات آلاف الطلاب، الذين يسكنون مناطق "الإدارة الذاتية"، الذين يرغبون بالحصول على شهادات تلقى اعترافاً دولياً وتمكّنهم من إكمال دراستهم في الجامعات، حيث لا تتمتع الشهادات الممنوحة في مناطق سيطرة الإدارة بالاعتراف الدولي.
ويقول المدرس المقيم في محافظة الرقة شمال شرقي سورية، عبد الله حمزة، لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، إنّ نحو 9500 طالب من طلاب الشهادة الإعدادية ونحو 3000 آخرين من طلاب الشهادة الثانوية يغادرون مدن وبلدات الرقة، إلى مناطق سيطرة النظام لتقديم الامتحانات، ويضيف أنّ الطلاب يقضون معظم اليوم بعيداً عن منازلهم، حيث إنهم يغادرون الساعة الثالثة بعد منتصف الليل ويعودون في ساعات المساء.
ويوضح أنّ الطلاب يتعرضون للتوقيف على ثلاث نقاط تفتيش تابعة لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) داخل محافظة الرقة، ونقطة واحدة تتبع للنظام في بلدة السبخة شرقي مدينة الرقة، عدا عن التكاليف المالية خلال فترة الامتحانات، التي تمتد على 20 يوماً، وتبلغ نحو 150 ألف ليرة سورية (الدولار= 3970 ليرة).
وبحسب حمزة، فإنّ العام الحالي شهد إقبالاً من الطلاب على تقديم الامتحانات وتشجيعاً من الأهالي، لأنّ قوات النظام السوري لم تعد تستوقف الطلاب الذين تقلّ أعمارهم عن العمر المخصص للخدمة العسكرية (19 سنة)، حيث إنها لا تتسامح مع المتخلفين، بحسب قوله، وتقتادهم إلى معسكراتها تحت أي ظرف.
بدوره، يقول الناشط جاسم عليان، المقيم في ريف محافظة دير الزور الشرقي، لـ"العربي الجديد"، إنّ هناك آلاف الطلاب الذين يتوجّهون نحو مناطق النظام السوري لتقديم الامتحانات للحصول على شهادة معترف بها، حيث إنّ الشهادات التي تمنحها "الإدارة الذاتية" لا تخوّل الطالب إلا دخول الجامعات والمؤسسات التعليمية التي أقامتها شمال وشمال شرقي سورية، ولم تحظ باعتراف دولي، كما أنّ جودة التعليم فيها ما زالت متدنية، بحسب قوله.
ويشير إلى أنّ بعض الطلاب يقيمون في مناطق سيطرة النظام السوري خلال فترة الامتحانات، ويسكنون في مساكن مشتركة، يدفع كل واحد منهم 200 ألف ليرة، مقابل إقامة هذه الفترة القصيرة، ويتحملون مخاطرة التنقل بين منطقة سيطرة وأخرى، رغبة في تأمين مستقبلهم، الذي بات مرهوناً للقوى السياسية والعسكرية في المنطقة.
ويلفت إلى أنّ الكثيرين من هؤلاء الطلاب كانوا غير قادرين على الالتحاق بالمدارس في مناطق سيطرة النظام، ولذلك لجأوا للدورات الخاصة أو المعاهد التي تدرّس منهاج وزارة التربية السورية، ويشرف عليها معلّمون درّسوا في المدارس التابعة لوزارة التربية التابعة للنظام سابقاً، مما يرتب عليهم مبالغ باهظة.
وكانت وكالة أنباء النظام السوري الرسمية "سانا" قد نقلت عن مدير الامتحانات في وزارة التربية بحكومة النظام، يونس فاتي، أنّ 251 ألفاً و169 طالباً وطالبة من طلاب الشهادة الثانوية يقدمون امتحاناتهم في ألفين و249 مركزاً امتحانياً في جميع المحافظات، إضافة إلى 324 ألفاً و244 طالباً وطالبة هم طلاب الشهادة الإعدادية.