نهر جغجغ ملوّث في القامشلي السورية

02 سبتمبر 2021
روائح كريهة تنبعث منه خصوصاً في فصل الصيف (العربي الجديد)
+ الخط -

يعاني سكان مدينة القامشلي في محافظة الحسكة، أقصى شمال شرقي سورية، من تلوّث نهر جغجغ الذي يعبر المدينة، وذلك بسبب القمامة التي تجمّعت عند ضفّتَيه في حين أنّ مياه أنابيب الصرف الصحي تصبّ فيه، الأمر الذي يؤدّي إلى انبعاث الروائح الكريهة منه، خصوصاً في فصل الصيف. وقد دفع ذلك عدداً كبيراً من السكان إلى مطالبة الجهات المسؤولة في المدينة بإيجاد حلّ لهذه الأزمة التي باتت تؤرّقهم.

يقول يونس عبد السلام من سكان المدينة، لـ"العربي الجديد" إنّ "الروائح التي تصدر من النهر لا تُحتمل. يُضاف إلى ذلك انتشار الحشرات بشكل كثيف، وثمّة أسراب من البعوض والذباب تنتشر على طول مجراه داخل المدينة". يضيف عبد السلام أنّ "المياه في النهر آسنة فيما أكياس البلاستيك والقمامة تنتشر فيه ولون مياه أسود"، لافتاً إلى "غياب عمليات إزالة للقمامة أو تنظيف لمجراه. لذلك نحن نطالب بتنظيف النهر وإيجاد حلّ للقمامة فيه".

إلى جانب تلوثّ نهر جغجغ بالقمامة، فإنّ شبكة من أنابيب الصرف الصحي تصبّ فيه، ما يزيد نسبة تلوّث مياهه. وفيما يخصّ القمامة، فهي تتجمّع في أكوام، خصوصاً على جانبَي جسر الكرام والجسر القديم في الشارع العام بسوق مدينة القامشلي، وكذلك عند المدخل الجنوبي للمدينة في حيّ طي. يُذكر أنّ مربّي الجواميس يعتمدون على هذا النهر كمصدر للمياه التي تشربها ماشيتهم.

من جهته، يقول باور الشريف تاجر أقمشة من مدينة القامشلي لـ"العربي الجديد" إنّ "نهر جغجغ واحد من المعالم الرئيسية في مدينة القامشلي لأنّه كان المصدر الرئيسي لسقاية الأراضي في جنوبها وحتى القرى المجاورة لها". ويشرح الشريف أنّ "للنهر فروعاً عدّة تمتد إلى الأحياء، منها حيّ قدور بيك وحيّ الهلالية وحيّ العنترية، علماً أنّه ينبع من الجنوب التركي. لكنّ النهر تحوّل في السنوات الأخيرة إلى مصدر للأمراض مع تناقص المياه فيه وكذلك صبّ المياه الملوّثة في مجراه". يضيف أنّ "تلك الأمراض أصابت خصوصاً سكان الأحياء المجاورة للنهر كحيّ طي وحيّ زيتونة".

ويشير الشريف إلى أنّ "النظام السوري لم يجد حلولاً لمنع تلوّث النهر أو معالجته قبل عام 2011، ولم يعمد إلى عمليات تنظيف أو يخرج بحلول جذرية أو يفرض رقابة على الأهالي الذين جعلوا منه مكباً للنفايات". ويتابع الشريف أنّ "ما يكفل تنظيفه كان فصل الشتاء فقط"، لافتاً إلى أنّ "بلدية القامشلي التابعة للنظام لم تضع حاجزاً في الأساس على ضفّتَي النهر للحدّ من تكاثر الأوساخ التي تسبب الروائح الكريهة والأمراض".

قضايا وناس
التحديثات الحية

ويوضح مصدر مطلع لـ"العربي الجديد" أنّه "تمّ التعدّي على حرم النهر وإلغاء بعض تفرّعاته في داخل مدينة القامشلي، وهذا أمر يؤثّر على مجرى النهر مستقبلاً في حال عودة المياه إليه"، مضيفاً أنّ "ثمّة مخاطر تتعلق بفيضانه على البيوت المجاورة".

في سياق متصل، يحذّر أطباء في مدينة القامشلي من كون نهر جغجغ مسبباً لأمراض جلدية بسبب كثرة الحشرات الضارة فيه، فهي بمعظمها حشرات ناقلة للأمراض. يُذكر أنّ السكان يطالبون بإنشاء محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي التي تصبّ في مجرى النهر، وتحويل أنابيب الصرف الصحي عنه. ومن جهتهم يرى المزارعون أنفسهم غير قادرين على اعتماد مياهه كمصدر لريّ أراضيهم بسبب تلوّثه الكبير.

وينبع نهر جغجغ أو جقجق من أراضي الجنوب التركي، ويعبر مدينتَي القامشلي والقحطانية قبل أن يلتقي بنهر الخابور الذي يصبّ بدوره في نهر الفرات. ويبلغ طوله من المنبع حتى التقائه بنهر الخابور 124 كيلومتراً، نحو 100 كيلومتر منها في داخل الأراضي السورية.

المساهمون