ناسور الولادة: 100 ألف حالة جديدة كل عام ودعوات أممية للقضاء عليه

23 مايو 2024
نساء نيجيريات مصابات بناسور الولادة ينتظرن فرصة للفحص، 16 يوليو 2008 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- منظمة الصحة العالمية تبرز مشكلة ناسور الولادة مع 100 ألف حالة جديدة سنويًا وأكثر من مليوني امرأة وفتاة يعانين دون علاج، مؤكدة على الأثر الجسدي والنفسي والاجتماعي السلبي.
- الأمم المتحدة تدعو إلى تحسين الرعاية الصحية للأمهات وتوفير العلاج والوقاية للقضاء على ناسور الولادة، مع التركيز على الوصول العادل لخدمات صحة الأم.
- تشمل الحلول المقترحة توفير الرعاية التوليدية الماهرة، العلاج الميسور، وتعزيز الأنظمة الصحية، مع هدف القضاء على الناسور بحلول 2030 من خلال التعليم والتوعية والعمل العاجل.

كشفت منظمة الصحة العالمية، الخميس، عن وجود 100 ألف حالة جديدة من ناسور الولادة كل عام على مستوى العالم، ذات أثر مدمِّر جسدياً ونفسياً واجتماعياً على الأمهات المصابات، داعية إلى تكريس جميع الجهود للقضاء على المرض والوقاية منه وعلاجه.

وأوضحت المنظمة الأممية في بيان لها الخميس، الذي يوافق اليوم الدولي للقضاء على ناسور الولادة لعام 2024، أن أكثر من مليونيْ فتاة وامرأة في جميع أنحاء العالم يتعايشن مع الناسور غير الخاضع للعلاج. ويزيد بآلاف الحالات الجديدة سنوياً. ومقابل كل حالة تتوفى فيها الأم، تتعرض من 20 إلى 30 امرأة إضافيات لإصابات الولادة التي تؤثر بشكل كبير على جودة حياتهن ورفاههن. بالإضافة إلى أن تسعة في المائة من حالات ناسور الولادة تؤدي إلى ولادة جنين ميت. وهناك نحو 500 ألف امرأة وفتاة في حاجة إلى العلاج ومواجهة التحدي.

ما هو ناسور الولادة؟

وناسور الولادة هو فتحة بين قناة الولادة والمثانة أو المستقيم تنجم عن الولادة المُتعسِّرة المسؤولة عن 6% من جميع وفيات الأمهات في العالم تقريبًا. وتؤدي الإصابة به إلى حدوث سلس مستمر في البول أو البراز، وهو ما يؤدي غالبًا إلى الوصْم والإقصاء الاجتماعييْن، فضلًا عن حدوث التهابات جلدية وأمراض مصاحبة أخرى تشمل اضطرابات الكلى.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فقد ظلَّ ناسورُ الولادة مشكلةً مستترةً نظرًا لتأثيره على بعض من أكثر الأفراد تهميشًا في المجتمع - وهن الفتيات والنساء الفقيرات الشابات اللواتي لم ينلن حظًّا من التعليم في أغلب الأحوال في المناطق النائية من العالم.

ودعت المنظمة إلى توفير رعاية صحية جيدة لجميع الأمهات، للقضاء على ناسور الولادة حتى لا تعاني أي فتاة أو امرأة أخرى من هذه الحالة المؤلمة التي يمكن الوقاية منها وعلاجها.

منع ناسور الولادة من الانتشار

بدورها، اختارت الأمم المتحدة موضوع هذا العام، "كسر الحلقة: منع الناسور من الانتشار في جميع أنحاء العالم"، لتسليط الضوء على الحاجة الملحة لمعالجة ناسور الولادة بشكل شامل، مع التركيز على الوصول العادل إلى خدمات صحة الأم ذات الجودة، وإعادة الاندماج الاجتماعي، والاستثمار المستدام في أنظمة الرعاية الصحية.

وقالت: "يستمر شبح ناسور الولادة خصوصًا في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط. في وقت إن الحمل والولادة أصبحا أكثر أماناً من أي وقت مضى، إلا أن آلاف النساء ما زلن يعانين من العواقب المدمرة لناسور الولادة سنوياً". وأضافت: "هذه الإصابة الناتجة عن الولادة المطولة والمعسرة ليست مجرد قضية طبية بل تعكس أيضاً انعدام المساواة النظامي المتأصل داخل المجتمعات".

أسباب ناسور الولادة

لا يزال ناسور الولادة موجودًا لأن النُّظُم الصحية لا تتيح للأمهات الحصول على رعاية صحية جيدة، ومن ذلك خدمات تنظيم الأسرة وتوفير القابلات الماهرات. ومن الأسباب الأخرى التي تؤدي لهذه الحالة حملُ المراهقات، والولادة في سن مبكرة، والولادة المتعسرة، وتعذر الوصول إلى المرافق الصحية ورعاية القِبالة، وسوء التغذية لدى الأمهات. والفقر والأمية عاملان آخران يُسهمان في ذلك، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

وقد بدأ ناسور الولادة في اكتساب اهتمام دولي في العقد الأخير أو نحو ذلك. حيث احتفلت الأمم المتحدة بأول يوم دولي للقضاء على ناسور الولادة في 23 مايو/أيار 2013. والحصول على الرعاية الجيدة في فترة ما قبل الولادة، على النحو الذي يقي من الإصابة بناسور الولادة، هو حقٌّ أساسيٌّ، وسيُسهم في تحسين صحة الفتيات والنساء وعافيتهن وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

أنواع ناسور الولادة

توضح الأمم المتحدة وجود أنواع مختلفة من ناسور الولادة، في وقت إن النوع الأكثر شيوعا هو ثقب بين قناة الولادة والمثانة (يسمى الناسور المثاني المهبلي)، فإن الأنواع الأخرى تشمل: الناسور المستقيمي المهبلي: ثقب بين قناة الولادة والمستقيم، الناسور الإحليلي المهبلي: ثقب بين قناة الولادة والإحليل، الناسور الحالبي المهبلي: ثقب بين قناة الولادة والحالب، الناسور المثاني: ثقب بين المثانة والرحم.

وتحدث بعض حالات الناسور أثناء العمليات الجراحية مثل استئصال الرحم والولادة القيصرية بسبب تدني مستوى الرعاية الصحية وعدم كفاية التدريب أو الكفاءة الجراحية. وتوصف هذه الأنواع بأنها علاجية المنشأ. فيما تنجم أخرى عن الصدمة بسبب العنف الجنسي، ولا سيما في مناطق النزاع.

صحة
التحديثات الحية

آثار اجتماعية ونفسية وخيمة

يؤدي ناسور الولادة إلى معاناة مضاعفة جسدياً ونفسياً واجتماعياً وقد تستمر مدى الحياة في حياة النساء المصابات. ويمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى الإصابة بالتهابات وتقرحات وأمراض الكلى والقروح المؤلمة والعقم، بالإضافة إلى ذلك تتسبب الرائحة الناجمة عن التسرب المستمر في عزل النساء اللواتي غالبا ما يتعرضن للعار والوصم، ويتخلى عنهن أصدقاؤهن وعائلاتهن وتنبذهن مجتمعاتهن، يعانين من الاكتئاب والأفكار الانتحارية وقضايا الصحة العقلية الأخرى. يؤدي حرمانهن من فرص كسب الرزق إلى دفعهن أكثر نحو براثن الفقر والضعف.

سبل العلاج

توصي منظمة الصحة العالمية بضرورة توفير القِبالة والرعاية التوليدية، فضلًا عن إتاحة العلاج الميسور التكلفة للوقاية من الإصابة بناسور الولادة وتدبيره علاجيًّا. ويتساوى ذلك في الأهمية مع توفير شبكة أمان اجتماعي للفتيات والنساء في كل بقعة من بقاع العالم، ولا سيما أشد المناطق فقرًا.

غير أن ثمة حاجة لتوفير دفعة قوية على الصعيدين العالمي والإقليمي للحد بشكل جذري من معدل الإصابة بناسور الولادة، وعلاج الحالات القائمة، وإجراء تغييرات منهجية لإنقاذ مزيد من الفتيات والنساء من معاناتهن غير المبررة وغير اللائقة بكرامتهن.

من جهتها توضح الأمم المتحدة، أن الحملة التي أطلقها صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) وشركاؤه للقضاء على الناسور والمتواصلة منذ 21 عامًا تمثل التزامًا عالميًا بالوقاية منه والعلاج الشامل له، بما في ذلك الإصلاح الجراحي وإعادة الإدماج الاجتماعي وإعادة التأهيل. ومع ما أُحرز من تقدم، إلا أن القضاء الحاسم على هذه الحالة الطبية بحلول عام 2030 يتطلب عملا عاجلا وفعالا وبدون تأخير.

المساهمون