- مرعي الشهاب، أحد سكان المخيم، يصف المعاناة الشديدة بسبب الحصار المستمر منذ ثلاثة أسابيع، مؤكدًا على النقص الحاد في الأغذية، الأدوية، ومستلزمات الأطفال، محذرًا من تفاقم المأساة.
- رئيس المجلس المدني لمخيم الركبان يؤكد على الحاجة الماسة لتدخل الجهات المعنية لفك الحصار وتوفير المساعدات الإنسانية الضرورية، مشددًا على أن استمرار الوضع يشكل انتهاكًا لحقوق الإنسان والقانون الدولي.
يناشد السكان في مخيم الركبان، عند المثلث الحدودي بين سورية والأردن والعراق، الجهات الإنسانية الدولية فك الحصار الذي تفرضه قوات النظام السوري وروسيا عليهم في المخيم، وإنهاء التجويع المتعمد من قبلها للسكان، مع استمرار منع دخول المواد الغذائية إلى المخيم، حيث بلغ التضييق أسبوعه الثالث.
مرعي الشهاب من سكان المخيم، يعيش مع عائلته معاناة الحصار، يقول لـ"العربي الجديد" عن وضع المخيم، قائلاً: "نناشد الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الإسراع في إنهاء المعاناة في مخيم الركبان، حيث إن الطريق إلى المخيم مغلق منذ ثلاثة أسابيع، وهناك نقص حاد في الأغذية والأدوية ومستلزمات الأطفال، وهذه المأساة إن استمرت ستؤدي إلى سوء تغذية لدى الأطفال وأمراض مزمنة، وخصوصاً أن لدينا الكثير من الحالات التي تعاني الأمراض المستعصية التي تحتاج الدواء باستمرار والدواء نفذ من المخيم".
مخيم الركبان تحت الحصار
تابع الشهاب: "نناشد الجميع فتح طريق إنساني مع دول الجوار كون الحلفاء يستغلون الوضع في المخيم، ويسارعون دائماً إلى قطع الطريق وحصار المخيم لإجبار السكان على مغادرته لمناطق النظام، والسكان في المخيم لا يرغبون في الذهاب إلى المخيم كونهم مطلوبين للنظام السوري ويرغبون بدعم الاستقرار في المنطقة، لذلك الحاجة ملحة لتأمين طريق بديل أو إدخال مساعدات إنسانية بشكل مستمر لتغطية احتياجات السكان إن كانت إغاثية أو دوائية".
ومنذ سنوات يعيش نازحو مخيم الركبان في البادية السورية في عزلة إجبارية فُرضت عليهم، ويكسر هذه العزلة فقط ما يمكن أن يدخل المخيم من طعام عبر طرق التهريب أو من خلال المنظمات الإنسانية. وفي إطار ممارسات التجويع التي أصبحت منهجاً للنظام السوري في سبيل الانتقام من سكان المخيم، قطعت قوات النظام منذ عشرة أيام طريق التهريب إلى المخيم، وهو الشريان الحيوي الوحيد للنازحين هناك.
رئيس المجلس المدني لمخيم الركبان بسام سليمان، قال لـ"العربي الجديد" إن مخيم الركبان يعاني من حصار مفروض عليه منذ فترة طويلة، مما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية والمعيشية للسكان. مضيفاً: "هناك نقص حاد في المواد الغذائية والخدمات الأساسية، وتفشي الأمراض بسبب سوء الظروف الصحية. ويجب على الجهات المعنية التدخل بشكل عاجل لفك الحصار عن المخيم وتوفير المساعدات الإنسانية الضرورية للسكان. كذلك يجب ضمان وصول المنظمات الإغاثية والطبية إلى المخيم لتقديم الخدمات الأساسية، مردفاً: "استمرار هذا الوضع المأساوي في مخيم الركبان يشكل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان والقانون الدولي. وينبغي على جميع الأطراف المعنية التحرك بشكل عاجل لإيجاد حل إنساني لهذه الأزمة الإنسانية الخطيرة".
يشار إلى أن عزلة سكان المخيم بدأت منذ عام 2016 بعد إغلاق الأردن حدوده أمام إدخال المساعدات الإنسانية إلى المخيم، وازدادت العزلة مع توقف المساعدات الأممية للنازحين في عام 2019، وتشديد الحصار على النازحين في المخيم من قبل النظام السوري والقوات الروسية بعد ذلك.