تضرر 13 مُخيّماً شمال غرب سورية، بسبب العاصفة الثلجية الثانية التي تضرب المنطقة منذ مطلع العام الحالي، وزادت العاصفة من سوء أحوال النازحين في المخيمات، نظرا لدرجات الحرارة المتدنية وفقدان مواد التدفئة، لتتكرر مأساة جديدة تحت تأثير المطر والثلوج.
الأوضاع في مخيم حربنوش شمال إدلب لا تحتمل، كما يوضح مديره عبد الله صالح لـ"العربي الجديد"، فالهواء والمطر والثلج كلها عوامل أثرت على المخيم بشكل كبير وهدمت خياما ومزقت أخرى، فيما بات النازحون يواجهون العاصفة بالدعاء، فلا شيء يقدرون على فعله".
الوضع نفسه ينطبق على مخيمات الدير الشرقي بريف إدلب الشمالي، إذ يعيش النازحون وضعاً كارثياً نتيجة عدم توفر مواد التدفئة، وفق حديث مدير المخيم بهجت أبو عهد لـ"العربي الجديد"، موضحاً أنّ "الوضع سيئ جداً في المخيم والنازحون بلا تدفئة والمياه بدأت تتسرب إلى الخيام كونها بالية، والأمراض كثرت في المخيم، والأهالي عاجزون عن توفير التدفئة لأطفالهم، وحتى من يذهبون لشراء الحطب لا يجدونه كونه غير متوفر".
ومن المخيمات التي تأثرت بالعاصفة، مخيمات الزوف في الريف الغربي لإدلب، فهناك خيام تجاوز عمرها 5 سنوات، ومن غير الممكن أن تصمد أمام كثافة الثلوج في الوقت الحالي، وليس لدى النازحين مواد للتدفئة والحلول لديهم مؤقتة وغير مجدية، وحال الأطفال وكبار السن صعب للغاية، والوضع مزر بالنسبة لهم، وفق تسجيل بثه متطوع في الدفاع المدني على فيسبوك.
ومع توقع تدني درجات الحرارة، يواجه النازحون صعوبة في التدفئة، وهذا ما تشير إليه خديجة (31 عاماً) وهي ربة منزل وأم لأربعة أطفال تقيم بمخيم قريب من مدينة الدانا شمالي إدلب، وتوضح لـ"العربي الجديد" أنّ من الصعوبة الحصول على المياه الدافئة في الوقت الحالي، البرد شديد والثلج بدأ يسقط منذ الصباح الباكر، كل ما أخشاه أن يمرض أحد أطفالي".
وما يزيد من حجم الأضرار هو العمر الافتراضي الذي انتهى لكثير من الخيام، وفق ما أكد "فريق منسقو استجابة سورية"، إذ لفت في تقرير صدر عنه أن نحو 90 بالمائة من مخيمات الشمال السوري انتهى عمرها الافتراضي بسبب العوامل الطبيعية.
وفي بيان صدر عنه، اليوم الأحد، أكد الفريق أن 13 مخيماً جديداً تضررت خلال الـ24 ساعة الماضية، إضافة لأضرار تعرضت لها 9 مخيمات سابقاً، وبلغت حصيلة المخيمات المتضررة خلال المنخفض الأخير حتى الآن 44 مخيماً مع استمرار عمليات الإحصاء وفرز عمليات الأضرار الموجودة ضمن المخيمات وفرز الأضرار السابقة عن الحالية.
وأكد البيان أن "الاستجابة الإنسانية للنازحين في المخيمات من قبل المنظمات المحلية لم ترقَ إلى حجم الأزمة والمأساة التي يمر بها النازحون في تلك المخيمات".