تخشى عشرات العائلات في حي البازار ضمن مدينة الباب في ريف حلب شمالي سورية، والخاضعة لسيطرة فصائل مسلّحة معارضة مدعومة من تركيا، تشكّل مستنقع نتيجة تجمّع المياه الآسنة في سد سطحي قريب على المنازل، دون أن تجد طريقها للتصريف، وتحوّلها لبيئة مناسبة لانتشار الحشرات والقوارض. ويبقى الأخطر هو احتمال تلوث مياه الآبار السطحية التي تُعتبر مصدراً رئيسياً لتأمين مياه الشرب لهم، في حين يقف المجلس المحلي عاجزاً لأسباب فنية.
وقال أحمد جابر (40 عاماً)، وهو مقيم في حي البازار، لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، إنّ "معظم أهالي الحي هم من العائلات النازحة الذين استطاعوا بشقّ الأنفس تأمين منزل لهم في المنطقة، ليكفيهم شرّ الإيجارات أو النوم في العراء. وليست في المنطقة خدمات بعد، لكن في الفترة الأخيرة تفاقمت مشكلة المياه الآسنة، ففي ظلّ غياب شبكة صرف صحي، قام السكّان بجر مجرور منازلهم إلى واد صغير يمرّ في المنطقة، لكن هذ الوادي تحوّل إلى مستنقع، تفوح منه روائح كريهة".
وأضاف: "حاولنا التواصل مع المجلس المحلي أكثر من مرة لكن دون أي فائدة، والمنظمات الإنسانية كذلك غائبة عن معاناتنا، وكلّ ما نطلبه هو أن يتمّ ربط المجرور بالمجرور الرئيسي للمدينة، أو جرّ هذه المياه الآسنة إلى منطقة بعيدة عن المنازل".
من جانبه، قال حسين محمود (37 عاماً)، وهو مقيم في المنطقة لـ"العربي الجديد"، إنّ "تجمّع المياه الآسنة بشكل مكشوف يشكّل خطراً على أبنائنا، فأيّ منهم معرّض للسقوط في تلك الحفرة، والأطفال يجدون بالقرب من ذلك المستنقع مكاناً للعب، في حين تملأ الأجواء الحشرات التي قد تكون مصدراً لنقل الأمراض، في وقت لا نستطيع الحصول على الدواء للأمراض الموسمية".
وأضاف: "يكمن الخوف الأكبر في أن تصل هذه المياه الآسنة إلى آبار المياه السطحية، والتي تُعتبر مصدراً لمياه الشرب لنا ولكثير من أهالي مدينة الباب، وهذا قد يتسبّب بكارثة صحيّة لسكّان المنطقة".
وقال رئيس بلدية مدينة الباب، مصطفى عثمان، في تصريح لموقع محلي نُشر، الأحد، إنّ "مشروع إيصال شبكة الصرف الصحي إلى الكتل السكنية الجديدة في منطقة البازار هو خارج عن الخطة الفنية للبلدية، لأنّ بناء هذه الكتل كان عشوائياً دون تنسيق مسبق مع المجلس المحلي".
وأضاف أنّ "البلدية حاولت مراراً إيجاد حلول لربط شبكة الصرف الصحي في المنطقة بالشبكة الرئيسة، لكن واجهتهم عوائق فنية منعتهم من إكمال المشروع".
يُشار إلى أنّ نحو 150 ألف شخص يقيمون في مدينة الباب التي تُعتبر من أكبر المدن في ريف حلب الشرقي، في حين يعانون من تردّي الوضع الخدمي، خاصة مسألة توفّر مياه الشرب والنقل إضافة إلى مشكلة الصرف الصحي.