مونديال المناخ

24 نوفمبر 2022
مجازر الأشجار تتكرر حول العالم (جيف ميتشيل/Getty)
+ الخط -

فرقٌ كبير بين التظاهرة الكروية التي ينتظرها العالم كل أربع سنوات ليستمتع بجماليات اللعب والأهداف، وتلك التظاهرة المناخية التي وصلت إلى الرقم 27 من دون إحراز أيّ من الأهداف التي تحمي حياة الملايين على كوكب الأرض.
هناك أهداف تمثل لعشاق كرة القدم لحظة إمتاع قد يتواصل اجترارها لأعوام، مثلما هو الحال مع هدف الأسطورة مارادونا في شباك المنتخب الإنكليزي في مونديال 1986، والذي لن يستطيع أحد تكراره بعد استحداث تقنية "الفار". الشاهد أنّ التطورات في مجال مراجعة القرارات يتواصل، فيما نعجز عن تطوير تقنيات وقف التدهور المناخي.
ما بال هؤلاء الساسة وأصحاب المصالح يرددون في كل عام ما يعلم الجميع أنه لن ينفذ؟ إذ ها هو الأمين العام للأمم المتحدة يرفع من شرم الشيخ "الكارت الأبيض"، كأنه يطبطب على جراحات العالم، قائلا: "من الواضح أنّ هناك انخفاضاً في الثقة بين الشمال والجنوب، وبين الاقتصادات المتقدمة والناشئة. هذا ليس وقت توجيه أصابع الاتهام، لعبة إلقاء اللوم هي وصفة للتدمير المتبادل المؤكد"، ثم يختم تصريحه مخاطباً القادة: "العالم يراقب، وله رسالة بسيطة. نفذوا تعهداتكم".
ومن المعروف أنه لم يتم الوفاء بوعد تقديم 100 مليار دولار سنوياً للتمويل، على الرغم من مرور عامين على الموعد النهائى لهذا التعهد.
ينسب للعلامة متولي الشعرواي قوله: "من العجيب في أمر الدنيا أن أهلها حين يلعبون ينقلون قوانين الجد إلى اللعب، ويتركون الجد بلا قوانين".
لكم أن تتخيلوا معي صرخة موحدة يطلقها الملايين من داخل ملعب لكرة القدم، تقترن بها ملايين الصرخات أمام شاشات التلفزيون حين يحرز أحد اللاعبين هدفاً غير شرعي، وإن فات الأمر على حكم الساحة، فإن قراره سيراجع أمام هذا الضغط باستخدام قانون الجد في اللعب.
لكن في حياتنا اليومية، لا نستطيع أن نقف في وجه رتل من الشاحنات المحملة بأخشاب غابة كاملة، خاصة إن كانت الشاحنات تتبع لجهة رسمية، رغم علمنا أن في الأمر تدميراً للنظام البيئي، وأننا سنجني من هذا الصمت كوارث طبيعية عاجلاً أو آجلاً.

موقف
التحديثات الحية

تنتج أفريقيا 4 في المائة فقط من الغازات المسببة للاحتباس الحراري، رغم أنها تضم 17 في المائة من إجمالي سكان العالم، لكنها أكثر عرضة لآثار التغير المناخي، ويدفع الأفارقة فاتورة باهظة من حاضر ومستقبل بلدانهم بسبب جشع وعدم التزام الدول الغنية.
وذكرت دراسة حديثة صادرة عن البنك الدولي، أن "الأحداث المرتبطة بالمناخ ستضغط على أكثر من 132 مليون شخص فى براثن الفقر حول العالم".
ويقيني أنّ أكثر من نصف هذا العدد في انتظار الاستمتاع بالأهداف التي ستحرز في مونديال كأس العالم.
(متخصص في شؤون البيئة)

المساهمون