منظمة "بيئتي"

تقتحم سبع طفلات قاعة التدريب في النادي الألماني وسط الخرطوم لدى إلقاء الخبير البيئي الدكتور عيسى عبد اللطيف محاضرة عن الحوكمة البيئية، في إطار برنامج المعرض البيئي الأول الذي نظمته مجموعة "قو قرين" ومنظمة "إيكوفير" بالتعاون مع مركز معتصم نمر للثقافة البيئية، وإعلاميون من أجل البيئة، ومبادرات وتنظيمات بيئية أخرى، بينها منظمة "بيئتي" حديثة التأسيس التي ينتمي إليها المحاضر. وتشرع الطفلات في غناء:
"نحن ما برانا... كلكم معانا
ننقّي لي سمانا... نطرد السخانة
نزرع البيوت... زهور وضُل وقوت
نزرع الشوارع... نشجع اللي زارع
بي شجر بيئتنا... سودانا يبقى غابة
مرحبابا مرحبابا"
أكد تفاعل الحضور ضرورة تداول المعارف والمفاهيم على هذا النحو المحبّب. يقول ابن الفارض في هذا الشأن: "لطف الأواني في الحقيقة تابع للطف المعاني، والمعاني بها تسمو". أما التشكيلي الدكتور موسى الخليفة فذكر حول تجربة توظيف إبداع الأطفال في نشر الوعي البيئي: "لنفتح الباب على سعته لهؤلاء الصغار كي يبدعوا نصوصهم، ويضعوا ألحانها، ولنطلق عقال الإبداع، ونفك أسر الجمال". 
وأعاد غناء الأطفال طرح سؤال الإعلامي سليمان العسكري "ماذا يفعل أطفالنا والسماء فوقهم بهذا الانخفاض. كيف يمكن أن يتأملوا الآفاق دون فضاء رحب يتيح لهم الانطلاق؟". 
"لهذا السبب وأسباب أخرى جاءت فكرة منظمة بيئتي المبنية على تجارب ثرية وخبرات تمتد سنوات في مجالات الكتابة والعمل مع المجتمعات، وداخل المؤسسات التعليمية"، كما تقول الدكتورة سعادة نايل من الفريق المؤسس للمنظمة. وتضيف: "بيئتي حديثة التكوين كجسم تنظيمي، لكنها موجودة منذ عشرات السنوات كحلم في مخيلات كوكبة من العلماء والخبراء ودعاة التغيير، كلٌ في مجاله".

موقف

التحديثات الحية

دعم التلوّث

لـ"بيئتي" هدف واحد هو رفع الوعي البيئي للمواطن السوداني ومؤسساته تمهيداً لحماية البيئة وتطويرها. ولها عشر أذرع، بينها محطة إذاعية وبرامج عمل مع الأطفال في مدارسهم الصديقة للبيئة، ومع الشباب في جامعاتهم وأحيائهم السكنية ومواقع عملهم، وعلى منابر التواصل الاجتماعي.
أدرك المؤسسون أنّ الحاجة إلى العمل في مجال البيئة تكبر يومياً مع ما يحدث في العالم من تحوّلات وتغيّرات مناخية، وأنّ التحديات كبيرة، وسقف الأحلام مرتفع جداً، لكن التعاون قد ينجز الكثير من العمل الإيجابي. وها هم يعيدون البريق لشعار "البيئة تحتاج إلى أكثر من مجرد تضامن" الذي أطلقته من النمسا الناشطة البيئية الدكتورة إشراقة مصطفى.
(متخصص في شؤون البيئة)