منظمة الهجرة تخشى مصرع المئات إثر غرق مركب قبالة اليونان

15 يونيو 2023
واحدة من أسوأ الحوادث مأساوية في المتوسط منذ عقد (الأناضول/Getty)
+ الخط -

واصلت اليونان، الخميس، عمليات البحث لمحاولة العثور على ناجين غداة غرق مركب قد يكون أودى بمئات المهاجرين.

عُثر على 78 جثة حتى الآن في البحر قبالة شبه جزيرة بيلوبونيز اليونانية، حسبما أكّد خفر السواحل اليونانيون الذين عدلوا حصيلة تحدثت الأربعاء عن 79 ضحية.

لكن المنظمة الدولية للهجرة قالت إنها "تخشى من أن يكون مئات الأشخاص" قد غرقوا "في واحدة من أسوأ الحوادث مأساوية في المتوسط منذ عقد".

وقال المتحدث باسم الحكومة اليونانية إلياس سياكانتاريس، الأربعاء، إن تقارير غير مؤكدة تشير إلى أن 750 شخصا كانوا على متن المركب.

واصل زورقا دوريات وفرقاطة تابعة للبحرية اليونانية وثلاث مروحيات وتسع سفن أخرى مسح المياه غرب سواحل بيلوبونيز واحدة من أعمق المناطق في المتوسط.

وأمرت المحكمة العليا اليونانية بإجراء تحقيق لتحديد أسباب المأساة التي صدمت اليونان التي تتهمها المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام الدولية منذ سنوات بإبعاد المهاجرين الذين يطلبون اللجوء في الاتحاد الأوروبي.

أعلنت اليونان الحداد ثلاثة أيام حتى السبت بعد المأساة التي وقعت قبل قليل من الانتخابات التشريعية في 25 يونيو/حزيران وهي الثانية في شهر.

لقي 79 شخصاً على الأقل، حتفهم في غرق قارب مهاجرين قبالة شبه جزيرة بيلوبونيز في جنوب غرب اليونان، وكان من المقرر استمرار عمليات الإنقاذ حتى 16 يونيو/حزيران 2023 غير أن فرص إنقاذ المزيد من الضحايا تتضاءل لأن المنطقة التي غرق فيها القارب من أعمق مناطق البحر المتوسط.

لكن بعض الصحف لم تخف غضبها من هذه المأساة الجديدة. وكتبت صحيفة "إفسين" من يسار الوسط على صدر صفحتها هذه الكلمة بست لغات: "عار!".

وقال البابا فرنسيس المتضامن جدا مع المهاجرين إنه "مستاء للغاية" من حادث الغرق الجديد.

"في حالة صدمة" 

في مرفأ كالاماتا، جنوب غرب اليونان، إلى حيث نُقل الناجون، أكّدت إيراسميا رومانا من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن "الوضع مروّع بالفعل".

وأضافت أن الناجين "في حالة نفسية سيئة للغاية.. كثير منهم في حالة صدمة ومرهقون".

حتى الساعة، أُنقذ 104 أشخاص، وسيتم نقلهم قريبا إلى مركز استقبال للمهاجرين في مالاكاسا شمال شرق أثينا.

وقالت الناطقة باسم خفر السواحل إن الناجين "كلّهم رجال"، مشيرة إلى احتمال وجود نساء وأطفال ضمن المفقودين.

وأشارت السلطات إلى أن الناجين هم 47 سوريا و43 مصريا و12 باكستانيا وفلسطينيان.

وقال المتحدث باسم الحكومة الأربعاء لقناة "إي أر تي" العامة "لا نعلم ما هو عدد الذين كانوا داخل المركب، لكن نعلم أنه من المعتاد أن يغلق عليهم المهربون المنافذ بغية إبقاء الأمور تحت السيطرة".

كما ذكر أحد الناجين للأطباء في مستشفى كالاماتا أنه رأى نحو 100 طفل في المركب، وفقا للمصدر نفسه.

وأضاف المصدر أن أكثر من 20 شخصا ما زالوا في المستشفى في كالاماتا.

وقال مانوليس مكاريس، مدير قسم أمراض القلب في مستشفى كالاماتا، لإذاعة أثينا البلدية "يعانون في الغالب من الالتهاب الرئوي والجفاف وانخفاض درجة حرارة الجسم".

وأظهرت صورة نشرها خفر السواحل سفينة صيد زرقاء طولها 25 إلى 30 مترا في حالة سيئة محملة بالأشخاص على سطحها بالكامل.

وأعلن مانوليس مكاريس استنادا إلى شهادات ناجين "داخل المركب كان مليئا بالأطفال والنساء ولا يعرف عددهم".

وأعلنت سلطات الموانئ اليونانية أنّ القارب شوهد بعد ظهر الثلاثاء من طائرة تابعة لوكالة مراقبة الحدود الأوروبية (فرونتكس)، لكنّها لم تتدخل لأن المهاجرين الذين كانوا على متنه "رفضوا أيّ مساعدة".

أبحروا من ليبيا 

وقال نيكوس سبانوس، الخبير الدولي في الحوادث البحرية، لقناة أي آر تي "لا يُسأل الأشخاص الذين هم على متن مركب يواجه صعوبات إذا كانوا يريدون مساعدة (...) كان يجب مساعدتهم على الفور".

ولفتت السلطات اليونانية إلى أنّ القارب أبحر من ليبيا في اتّجاه إيطاليا.

وصرح سياكانتاريس أن محرك المركب تعطل الثلاثاء قبيل الساعة 23,00 بتوقيت غرينتش، وانقلب في أعمق مياه المتوسط على بعد 47 ميلا بحريا (87 كيلومترا) من بيلوس في البحر الأيوني وغرق خلال 10 إلى 15 دقيقة.

وبحسب العديد من المسؤولين، لم يكن الناجون يرتدون سترات نجاة.

تم إيواء الناجين مؤقتا في مستودع في ميناء كالاماتا لتتمكن السلطات من التعرف عليهم، فيما يجري البحث عن المهربين.

استلقى الناجون الذين كانوا في حالة صدمة وإرهاق، على مراتب وضعت في هذا العنبر وتساعدهم فرق من الصليب الأحمر.

ونقلت جثث الضحايا إلى مقبرة شيستو في الضاحية الغربية لأثينا، حيث سيتم تشريحها بحسب التلفزيون العام.

(فرانس برس)

المساهمون