منظمة الصحة: حان الوقت لمعالجة تبعات "كوفيد طويل الأمد"

01 فبراير 2021
أعراض كوفيد-19 طويل الأمد تصيب الشباب والأطفال أيضاً (Getty)
+ الخط -

حضت مسؤولة في منظمة الصحة العالمية على البدء بالسعي لفهم لغز "كوفيد الطويل الأمد" الذي يعاني منه على ما تفيد البيانات ملايين المصابين بالوباء، الذي حصد أكثر من 2.1 مليون شخص، من دون أن تعرف الأسباب.
وأوضحت مسؤولة الفريق المكلف بالبحث عن علاج لهذه الظاهرة جانيت دياز أن "كوفيد طويل الأمد" يتطلب قدرا مماثلا من الاهتمام العاجل من قبل الأوساط العلمية مثل "كوفيد-19"، ودعت إلى توحيد الجهود على مستوى العالم بحثا عن أجوبة في وقت "لا نعرف حتى الآن ما هو كوفيد الطويل الأمد تحديدا".
وبدأت بعض الدراسات تزيل الغموض قليلا حول الظاهرة، لكن لا يعرف حتى الآن لماذا يعاني بعض المصابين على مدى أشهر من أعراض قد تكون حادة في بعض الأحيان، منها الإعياء، وصعوبة التنفس، واختلال في الجهاز العصبي، ومضاعفات في القلب.
وفي مؤشر إلى مدى الغموض المحيط بهذه المسألة، لم يتم إعطاء اسم حقيقي لهذه الظاهرة التي يشار إليها باسم "كوفيد الطويل الأمد". وتتحدث منظمة الصحة العالمية عن "متلازمة ما بعد كوفيد-19" أو "كوفيد-19 الطويل الأمد"، في وثيقة عرضت فيها أخيرا توصياتها الجديدة.

العارض الأكثر شيوعاً هو التعب، لكن هناك أعراضاً أخرى، منها الإجهاد، أو الإصابة بوعكة بعد القيام بمجهود جسدي، وصعوبة التفكير بشكل واضح، وضيق النفس، وخفقان القلب

وتنظم المنظمة، في التاسع من فبراير/ شباط، أول ندوة عبر الإنترنت تخصص لكوفيد طويل الأمد، يشارك فيها أطباء سريريون وباحثون وخبراء، وهدفها تحديد المرض، وإعطاؤه اسما رسميا، وتنسيق سبل دراسته. وتشير الدراسات المتوافرة إلى أن حوالى 10 في المائة من المرضى يعانون من أعراض بعد شهر من إصابتهم، لكن لا يعرف في الوقت الحاضر كم من الوقت يمكن أن تستمر هذه المضاعفات.

والمدهش في الأمر أن المصابين بهذه الأعراض الطويلة الأمد لا ينتمون جميعا إلى الفئات الأكثر عرضة للخطر، مثل المسنين والمصابين بأمراض تفاقم الإصابة بكوفيد-19. وأوضحت جانيت دياز أنه يتم رصد "كوفيد الطويل الأمد" لدى مرضى أصيبوا بدرجات متفاوتة بالوباء، وهذا "يشمل أيضا الأشخاص الأصغر سنا" ومن بينهم أطفال.
ويثبت ذلك أن كوفيد-19 ليس مجرد أنفلونزا كما يقول الذي ينكرون وجود الوباء، لكنه يخالف أيضا رأي الذين يدعون إلى عزل الأشخاص ذوي البنية الهشة فقط، من أجل احتواء تفشي الوباء.

فكّ اللغز
والعارض الأكثر شيوعا هو على ما يبدو التعب، لكن هناك الكثير من الأعراض الأخرى، منها الإجهاد، أو الإصابة بوعكة بعد القيام بمجهود جسدي، وصعوبة التفكير بشكل واضح، وضيق النفس، وخفقان القلب، ومشكلات في الجهاز العصبي. وتوضح الطبيبة أن "ما لا نفهمه هو كيفية ترابط كل هذه الأمور. لماذا يصاب شخص ما بذلك العارض، وشخص آخر بعارض آخر؟"، مشيرة إلى أنه يتحتم على الباحثين كشف آليات المرض التي تتسبب بهذه الأعراض. وتساءلت "هل ذلك ناجم عن الفيروس؟ أم عن الاستجابة المناعية؟ إن عرفنا المزيد، سيكون بإمكاننا البدء بتحديد بعض المداخلات للتخفيف من الأعراض"، مؤكدة أن "كمية هائلة" من الأبحاث تجري حاليا حول الظاهرة.
ومن أعطى دفعا لهذه الأبحاث هم المرضى أنفسهم الذين تجمعوا للمطالبة بحقهم في الحصول على أجوبة، وعلى علاج، في مواجهة الشكوك والغموض حول أوضاعهم الصحية. وأقرت الطبيبة التي كلفت بهذا الملف في منظمة الصحة، في أكتوبر/ تشرين الأول، بأن ذلك "كان حركة هائلة".
وستكون ندوة الأسبوع المقبل الأولى في سلسلة من الندوات المزمع تنظيمها. وقالت دياز "لدينا على الأرجح الآن ما يكفي من البيانات (حول كوفيد طويل الأمد) للبدء برسم صورة إجمالية". وأضافت "يعاني الناس أحيانا من أعراض لفترة طويلة جدا، لكننا نعرف أنهم يشفون. قد يستغرق الأمر ربما الكثير من الوقت، لكنهم يشفون".

(فرانس برس)

المساهمون