زار وفد من منظمة الصحة العالمية مديرية صحة إدلب، اليوم الثلاثاء، بهدف تنسيق العمل الطبي في محافظة إدلب الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "خفض التصعيد الرابعة" في مناطق سيطرة المعارضة شمال غربيّ سورية، وتحديد الأولويات وخطط العمل للعام الجديد 2024.
ويقول مدير صحة إدلب الحرة، زهير القراط، لـ "العربي الجديد"، إن وفداً من قطاع الصحة لدى منظمة الصحة العالمية زار اليوم مديرية صحة إدلب بهدف تنسيق العمل الطبي، وتحديد الأولويات والاحتياجات للعام المقبل 2024، وتحديد أبرز الأشياء التي يجب التركيز عليها، ومناقشة المشاكل والمواضيع المهمة في القطاع الصحي لتأمين خدمات متكاملة في مكان واحد، بالإضافة إلى إنشاء سياسة سلَّم رواتب وموارد بشرية موحدة لكل المنشآت والمنظمات العاملة في القطاع الصحي. ويوضح أن الوفد التقى مديري المستشفيات في المنطقة وكوادر التمريض.
ويشير القراط إلى أن احتياجات قطاع الصحة في إدلب كبيرة جداً، مشيراً إلى أن أبرز الاحتياجات بالدرجة الأولى تتمثل بمسستشفيات ومراكز متخصصة تضمّ عدداً كبيراً من الأسرة لتأمين خدمات متكاملة في مكان واحد. ويوضح أن "هناك مشكلة في الوقت الحالي في مستشفيات الأطفال، ويجب زيادة عدد الأسرّة وحواضن الأطفال والعناية المشددة عموماً. كذلك معظم الأجهزة والمعدات الطبية استهلكها الزمن، والبعض منها انتهى عمرها الافتراضي. نحن في حاجة كبيرة إلى عدد من الأجهزة والمعدات الطبية، بالإضافة إلى الأدوية الأساسية والرئيسية، وخصوصاً الأمراض المزمنة، وإحداث وتوسيع مراكز غسل الكلى، ولا سيما أن هناك احتياجات أكبر، بالإضافة إلى تأمين خدمات أكبر لمرضى السرطان، كي لا نضطر إلى تحويل المرضى إلى تركيا أو مكان آخر خلال العام المقبل".
وكانت مديرية صحة إدلب قد أعلنت مطلع أكتوبر/ تشرين الأول من العام الجاري إيقاف استقبال الحالات الباردة ضمن المستشفيات، وتفرغ تلك المستشفيات لاستقبال جرحى إصابات الحرب بسبب تصعيد قوات النظام السوري وروسيا حينها، وهو ما يعكس ضعف الواقع الطبي في المنطقة. وأصدرت المديرية بياناً حينها طالبت فيه بضرورة توجه الأهالي إلى مراكز بنك الدم، بهدف التبرع نتيجة الحاجة المستمرة لمختلف الزمر.
وعمل قطاع الصحة في شمال غرب سورية، بالطاقة القصوى، وإنّما بأدنى الإمكانات المتاحة، عقب الزلزال المدمر الذي ضرب شمال غربيّ سورية وجنوبيّ تركيا في السادس من فبراير/ شباط العام الجاري، نظراً إلى شحّ المواد الطبية اللازمة لعلاج المصابين الذين تجاوز عددهم حينها بحسب أرقام مديرية صحة إدلب عشرة آلاف شخص.