منظمة الصحة العالمية تدعو أوروبا إلى "تحرّك عاجل" للحدّ من جدري القرود

01 يوليو 2022
توصي منظمة الصحة العالمية بتكثيف تتبّع جدري القرود (بابلو بلاثكيث دومينغز/ Getty)
+ الخط -

دعت منظمة الصحة العالمية، اليوم الجمعة، إلى "اتخاذ إجراءات عاجلة" ضدّ مرض جدري القرود في أوروبا، لمواجهة تضاعف الحالات ثلاث مرّات في خلال الأسبوعَين الماضيَين في القارة. وطالب المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا هانز كلوغ الدول الأوروبية بـ"زيادة جهودها في الأسابيع والأشهر المقبلة لتجنّب توطّن جدري القرود في منطقة جغرافية أكبر"، وبالتالي ضمان عدم توطّنه في القارة الأوروبية حيث كان نادراً في السابق.

وشدّد كلوغ على "وجوب القيام بتحرّك عاجل ومنسّق في حال أردنا إحداث تغيير في السباق ضدّ تفشّي المرض". وكانت بيانات منظمة الصحة العالمية قد أفادت بأنّ أوروبا سجّلت أكثر من 4500 إصابة مؤكّدة، أي أكثر بثلاثة أضعاف ممّا سُجّل في منتصف يونيو/ حزيران الماضي. ويشكّل هذا العدد تسعين في المائة من الإصابات التي أحصيت في العالم منذ منتصف مايو/ أيار الماضي، حين بدأ هذا المرض بالتفشّي في أوروبا بعدما كان محصوراً بعشر دول أفريقية.

وكانت لجنة خبراء منظمة الصحة العالمية قد خلصت في نهاية الأسبوع الماضي أنّ تفشّي جدري القرود هو بمثابة تهديد صحي من دون أن يستدعي ذلك إعلان حالة طوارئ صحية عالمية. لكنّ منظمة الصحة العالمية في أوروبا رأت أنّه على الرغم من هذا القرار، فإنّ "التطوّر السريع والطبيعة الطارئة لهذا الحدث يعنيان أنّ اللجنة سوف تعيد النظر في موقفها قريباً".

وتُعَدّ أوروبا اليوم بؤرة لانتشار جدري القرود، وهي تضمّ 31 بلداً أو منطقة سُجّلت فيها إصابات بهذا المرض. وبحسب بيانات المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها، تضمّ بريطانيا العدد الأكبر من الحالات حتى الآن (1076)، متقدّمة على ألمانيا (838) وإسبانيا (736) والبرتغال (365) وفرنسا (350).

وقد حثّ كبير المسؤولين الطبيين في مجال الصحة العامة في لندن، كيفين فينتون، أمس الخميس، كلّ شخص تظهر عليه أعراض جدري القرود على عدم المشاركة في "مسيرة الفخر" المقرّر تنظيمها في العاصمة البريطانية في نهاية هذا الأسبوع. فبحسب منظمة الصحة العالمية، وحتى الآن، ترتبط 99 في المائة من الإصابات بهذا المرض الذي ينتقل عن طريق الاتصال الوثيق، بشبان تتراوح أعمارهم ما بين 20 و40 عاماً، معظمهم من المثليين جنسياً. ولفت كلوغ إلى أنّ ثمّة "أعداداً محدودة" حالياً من الإصابات بين المخالطين، بما في ذلك الأطفال. 

وقد أوصت المنظمة التابعة للأمم المتحدة الدول بتكثيف مراقبتها للمرض، بما في ذلك تسلسله وضمان القدرة على تشخيصه والاستجابة له. كذلك شجّعت البلدان على التواصل مع الفئات المتضرّرة وعامة الناس. وقد شدّد كلوغ: "ببساطة لا مجال للسلبية".

من جهة أخرى، أعلنت مختبرات "بافاريين نورديك" الدنماركية للصناعات الدوائية، الوحيدة التي تصنّع لقاحاً تمّت الموافقة عليه ضدّ جدري القرود، تسليم 2.5 مليون جرعة جديدة إلى الولايات المتحدة الأميركية، اليوم الجمعة. يُضاف ذلك إلى طلب أولي من هذا اللقاح من قبل السلطات الأميركية قبل أسابيع قليلة، بهدف الحصول على 500 ألف جرعة. ويُسوَّق هذا اللقاح تحت اسم "جينيوس" في الولايات المتحدة الأميركية، فيما يُطلق عليه في أوروبا اسم "أمفانيكس". وفي الإطار نفسه، أعلنت وكالة الأدوية الأوروبية، يوم الثلاثاء الماضي، أنّها بدأت بتحليل لقاح مضاد للجدري بهدف توسيع نطاق استخدامه ليشمل جدري القرود.

تجدر الإشارة إلى أنّه حتى الآن، أُبلغ عن أكثر من 5000 إصابة بجدري القرود في أكثر من 51 دولة حول العالم، بحسب بيانات المركز الأميركي لمكافحة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي). وبحسب ما تفيد البيانات العالمية، فقد نُقل نحو 10 في المائة فقط من المصابين بالمرض إلى المستشفيات لتلقّي العلاج أو العزل، حتى الآن، وقد أودع شخص واحد في قسم العناية المركّزة، في حين لم يُبلَّغ عن أيّ وفاة ذات صلة.

أمّا في القارة الأفريقية، فقد أوضحت منظمة الصحة العالمية أخيراً أنّ جدري القرود صار ينتشر في دول لم يكن موجوداً فيها سابقاً، من بينها المغرب وجنوب أفريقيا وغانا. لكنّ أكثر من 90 في المائة من الإصابات في القارة هي في جمهورية الكونغو الديمقراطية ونيجيريا، بحسب إفادة المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية في أفريقيا مويتي ماتشيديسو.

(فرانس برس، أسوشييتد برس)

المساهمون