منظمة "شباب تفاؤل" تطلق عيادات الخير المجانية في الرقة

03 اغسطس 2022
عيادات "منظمة شباب تفاؤل" بين مبادرات الخير في الرقة (العربي الجديد)
+ الخط -

افتتحت منظمة "شباب تفاؤل" الخيرية غير الحكومية، أخيراً، عيادات متخصصة ومختبرات طبية في مدينة الرقة شمالي سورية، وذلك بمشاركة 40 طبيباً من مختلف التخصصات، بهدف توفير علاجات مجانية للنساء الأرامل والأيتام الذين يواجهون ظروف عيش قاسية جداً وتعثرات في الحصول على أدنى مقومات الحياة المناسبة، وتأمين الرعاية المطلوبة لمرضى السرطان، ومساعدتهم في السفر لتلقي العلاج.

صحة
التحديثات الحية

من وبين المشاركين في المبادرة الطبيب فراس ممدوح الفهد، الذي يتحدث لـ"العربي الجديد" عن الواقع الطبي في مدينة الرقة بعد طرد تنظيم "داعش" منها عام 2017، ويقول: "كان العمل الطبي عشوائياً وفردياً وبعيداً من أي تنسيق في الرقة بعد عام 2017، لكن ذلك لم يمنع تنفيذ بعض المشاريع الخيرية، بينها إنشاء مركز لتركيب الأطراف الاصطناعية لجرحى الحرب وتوفير العلاج الفيزيائي المجاني. وحالياً، من المهم جداً تعزيز العمل الطبي في المدينة من خلال عمل مشترك حقيقي، لأن الرقة تضم عدداً كبيراً من السكان، وهو حالها منذ مرحلة ما قبل ثورة عام 2011، كما قدِم إليها عدد كبير من النازحين خلال سنوات الحرب الطويلة. ومن خلال منظمة شباب تفاؤل، جرى افتتاح مراكز لعيادات شاملة بمشاركة عدد كبير من الأطباء، وأيضا مختبرات وصيدلية. والخدمات الطبية المقدمة مخصصة بالدرجة الأولى للأرامل والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، لأن هذه الفئات المجتمعية الثلاث تعاني من الفقر، واحتياجاتها الطبية كبيرة".
يتابع: "أعتقد أننا حققنا هدف دعم هذه الفئات عبر توفير معاينات مجانية، وخدمات أجهزة تخطيط القلب والمعدات الطبية اللازمة لتنفيذ المعاينات الجيدة والممتازة للمرضى. وتغطي العلاجات المقدمة كافة الفئات العمرية، وهناك نية لتوسيع العمل في الفترة القادمة كي يعّم الخير في الرقة. جميعنا مقصرون، لكن نتمنى أن يكون العمل أفضل في الفترة المقبلة".
 ويوضح مدير منظمة "شباب تفاؤل" عبد الحميد السالم، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "المنظمة الإنسانية غير الحكومية التي تتخذ من الرقة مقراً تحاول بناء مجتمع سليم في مجال التنمية المستدامة، من خلال برامج مهنية وشبابية وإغاثية عدة تعزز سبل العيش والتماسك المجتمعي".
يضيف: "يشمل عملنا أيضاً الدعم النفسي والتماسك المجتمعي وبناء القدرات والتدريب المهني. والخدمات الطبية تشمل إدارة الحالات ضمن معايير، وتهدف إلى تخفيف الأعباء المادية عن المستفيدين، علماً أننا تلمسنا الاحتياجات الطبية للمنطقة إلى عيادات شاملة من خلال تنظيم إحصاء. وقد استخدمت العيادات نفسها التي تقدم الخدمات حالياً خلال مرحلة تفشي وباء كورونا، وجرى تجهيزها بالمعدات الطبية الجديدة من قبل أطباء ومالكي مستودعات أدوية، علماً أن المنظمة لا تحظى بأي دعم، وهي تضم متطوعين، وتحتاج إلى دعم مادي لضمان استدامة المشروع".

تحتاج الرقة إلى تنسيق العمل الطبي (العربي الجديد)
تحتاج الرقة إلى تنسيق العمل الطبي (العربي الجديد)

مشاريع أكبر
ومن بين المستهدفين بالمبادرة مرضى السرطان. تقول الناشطة ريم ناصيف لـ"العربي الجديد": "بعد عودتي إلى الرقة، رأيت أنّ الفقر زاد، وأن العلاج الصحي أصبح صعباً جداً بالنسبة إلى الأرامل، وأنا أحاول مساعدة الأيتام ومرضى السرطان، من خلال علاقاتي الشخصية مع أطباء ومراكز طبية ومختبرات. ورغم أن الموضوع متعب نوعاً ما، لكنني حصلت على نتيجة".
تتابع: "انضممت إلى منظمة شباب تفاؤل التي تضم عدداً كبيراً من الأطباء في 30 اختصاصاً، وجهّزت العيادات، ووضعت بالاتفاق مع الأطباء برنامجاً أسبوعياً للمعاينات المجانية. والأهداف التالية محددة بمحاولة فتح مركز لعلاج السرطان، وتوسيع مشروع العيادات ليصبح مستشفى، وهذا أقل ما يمكن أن نقدمه".

وفي الرقة التي يقدر عدد سكانها والوافدين إليها بنحو 800 ألف حالياً، تعاني عدة مراكز صحية ومستشفيات من ضغط كبير على خدماتها، وبينها المستشفى الوطني في الرقة، ومستشفى الأطفال وأمراض النساء، ومستشفى السوسن ومستشفى أمراض الكلى والسكري، ومستشفى الهلال الأحمر الكردي، إضافة إلى مستوصفات ومراكز صحية تشرف عليها لجنة الصحة التابعة للإدارة الذاتية، ومستوصفات تتبع لمنظمة "بهار"، كما يوجد مركز لمنظمة "أطباء بلا حدود" في حي المشلب، ومراكز صحية في مخيمات تل السمن وأبو كبيع والمحمودلي، وفرق صحية متجولة تتبع منظمات تعمل في المخيمات العشوائية التي يبلغ عددها 53.

المساهمون