مناصرو فلسطين يُقمعون في الجامعات الأميركية

24 نوفمبر 2023
تظاهرة طلابية مناصرة للفلسطينيين في حرم جامعة كولومبيا في نيويورك (أندرو ليكتنستاين/Getty)
+ الخط -

استنجدت الجامعة الأميركية (American University) في العاصمة واشنطن بمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) للتحقيق بشأن تخريب ملصقات علّقت في حرمها، وفقاً لرسالة بالبريد الإلكتروني وجهتها إلى الطلّاب الأسبوع الماضي.

ووفقاً لموقع ذي إنترسبت الإخباري، كتبت إدارة الجامعة الأميركية في رسالتها التي وجهتها في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي إلى الطلّاب: "لا يمكن لأي فرد في الجامعة إزالة أي ملصق أو تخريبه". وأضافت: "نحن نحقق بشأن حوادث تخريب ملصقات، وفي بعض الحالات نتعاون مع شركائنا في مكتب التحقيقات الفيدرالي، وستُعالج وفقاً لسياساتنا ولمدونة السلوك الخاصة بنا".

وُجهت هذه الرسالة في اليوم نفسه الذي أرسل فيه مسؤول في الجامعة مذكرة بشأن تخريب ملصق لحفل في مركز الفنون المسرحية في الحرم، بـ"لغة ورموز معادية للسامية".

في المقابل، قال طلاب في الجامعة الأميركية لـ"ذي إنترسبت" إنهم شهدوا سابقاً تخريباً أو إزالة لملصقات في الحرم، بينها تلك المنتقدة للجرائم الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين وللدعم الأميركي للحرب على غزة.

ويأتي هذا التعاون بين الجامعة الأميركية ومكتب التحقيقات الفيدرالي في وقت تشهد فيه الجامعات في أنحاء الولايات المتحدة كافة وجوداً مكثفاً لموظفين في وكالات إنفاذ القانون، وسط استمرار احتجاجات الطلاب على الحرب الإسرائيلية على غزة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

على سبيل المثال، كثفت الشرطة الأميركية دورياتها داخل حرم جامعة كولومبيا في نيويورك، علماً أنّ هذه الجامعة علّقت أخيراً عمل منظمتين طلابيتين مؤيدتين لفلسطين من حرمها. 

كما اعتقلت الشرطة بعنف طلاباً في جامعة برانديز في ماساشوستس، كانوا يتظاهرون ضد حظر الحرم الجامعي للمجموعات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين.

المسؤولون في "كوينز كوليدج" اتصلوا بشرطة نيويورك طالبين منها التدخل إثر نشر مجموعة طلابية منشورات على منصات التواصل الاجتماعي حول عملية طوفان الأقصى التي نفذها مقاومو "القسّام"، الجناح العسكري لحركة حماس، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 1200 إسرائيلي في السابع من أكتوبر.

بدورها، دعت رابطة مكافحة التشهير مكتب التحقيقات الفيدرالي ومصلحة الضرائب الأميركية إلى فتح تحقيقات بشأن المجموعات الطلابية المناصرة لفلسطين، بعدما كانت قد طالبت الجماعات نفسها بالتحقيق بشأن ما إذا كانت هذه المجموعات تدعم "الإرهابيين" مادياً.

وحول مشاركة مكتب التحقيقات الفيدرالي في التحقيق بشأن الملصقات في الجامعة الأميركية والوجود المكثف للشرطة في جامعات الولايات المتحدة، قالت المحامية الحقوقية في هيئة الحقوق المدنية (Civil Rights Corps)، كياه داغينز، إنه يعيد إلى الذاكرة قمع وكالات إنفاذ القانون للطلاب المحتجين من أجل الحقوق المدنية أو ضد حرب فيتنام قبل عقود، وشددت على ضرورة حماية حقوق الطلاب بموجب التعديل الأول في الدستور الأميركي.

الحديث حول تخريب الملصقات أصبح معتاداً في المشهد الأميركي منذ بدء العدوان على غزة، بعدما وثق بالفيديوهات إقدام أشخاص على إزالة ملصقات تتعلق بالأحداث الراهنة، وتحديداً تلك المتعلقة بالأسرى الذين احتجزهم المقاومون الفلسطينيون في السابع من أكتوبر.

وفي السياق نفسه، فإنّ الحرب الحالية على غزة وضعت الجامعات الخاصة في الولايات المتحدة أمام معضلة دقيقة: تلبية مطالب داعميها الأثرياء المؤيدين للاحتلال الإسرائيلي، والحفاظ في الوقت عينه على حق طلابها في التعبير عن آرائهم الداعمة للفلسطينيين. 

المساهمون