توصّل مسح وطني أميركي إلى أن 2.06 مليون مراهق في الولايات المتحدة يدخنون السجائر الإلكترونية في العام 2021 رغم أزمة الوباء، وبيّن أن نحو 250 ألف أميركي يستخدمون هذا النمط من التدخين بشكل يومي.
وتقوم إدارة الغذاء والدواء الأميركية ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، بإجراء مسح لطلاب المدارس الإعدادية والثانوية كل عام، كجزء من المسح الوطني الذي تقوم به الإدارة لتتبع حالات التدخين بين الشباب.
ووفق المسح، فإن استخدام منتجات التبغ من قبل الشباب قد يكون غير آمن في بعض الأوقات، إذ تحتوي معظم السجائر الإلكترونية على النيكوتين الضار، ويمكن أن يؤدي التعرض للنيكوتين خلال فترة المراهقة إلى أضرار صحية.
وأظهر المسح أنّ فترات التعليم عن بعد، ربما تكون قد أثرت على وصول الطلاب إلى منتجات التبغ المتنوعة، وأفيد بأن النسبة الأكبر من مستخدمي السجائر الإلكترونية، كانت ضمن طلاب المدارس الثانوية، حيث وصل العدد إلى 1.72 مليون أميركي، فيما استخدم هذه المنتجات نحو 320 ألفا من طلاب المدارس المتوسطة.
وتبيّن أن 85 في المائة من الطلاب استخدموا النكهات الإلكترونية، وخاصة نكهات الفواكه والحلوى والنعناع والمنثول (زيت النعناع)، في الوقت الذي تضغط فيه المجموعات المناهضة للتبغ على إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) لحظر جميع منتجات السجائر الإلكترونية ذات النكهة.
تحايل قانوني
ووفق المسح، تبين أن العلامة التجارية Puff Bar لبيع السجائر الإلكترونية حازت النسبة الأعلى بين الطلاب، إذ استخدمها نحو 26.1 في المائة من مجموع الطلاب، تليها العلامة التجارية Vuse بنسبة 10.8 في المئة، وSMOK بنسبة 9.6 في المائة، ثم العلامة التجاريةJUUL 5.7 في المائة، وSuorin 2.3 في المائة.
تسلّط هذه البيانات الضوء على حقيقة أن السجائر الإلكترونية ذات النكهات لا تزال تحظى بشعبية كبيرة لدى المراهقين، وهو أمر مزعج، بحسب ميتش زيلر مدير مركز إدارة الدواء والغذاء الأميركية لمنتجات التبغ، وقال وفق ما نقلته شبكة "سي أن أن" الأميركية، "إن ربع طلاب المدارس الثانوية يستخدمون السجائر الإلكترونية بشكل يومي، وهذا أمر مزعج جداً".
وكذا، وجد المسح أن معدلات استخدام السجائر الإلكترونية بين طلاب المدارس الثانوية الذين أجروا المسح في المدارس كانت أعلى، مقارنة بالمشاركين في المنزل أو في مكان آخر. يرى ماثيو مايرز، رئيس حملة " أطفال بلا تبغ" وهي منظمة أميركية غير ربحية تؤيد الحد من استهلاك التبغ، أنه مع عودة الطلاب إلى المدارس قد نواجه خطراً حقيقياً يتمثل في ظهور وباء السجائر الإلكترونية للشباب، ما لم تقض إدارة الغذاء والدواء الأميركية بسرعة على جميع السجائر الإلكترونية ذات النكهات. ويقول "إن استخدام 85 في المائة من مستخدمي السجائر الإلكترونية النكهات، وفي ظل بقاء هذه المنتجات في الأسواق، فقد يبقى أطفالنا عرضة للمخاطر".
أشارت إدارة الدواء والغذاء إلى أن السجائر الإلكترونية من ماركة Puff Bar تُصنع باستخدام النيكوتين الاصطناعي، ربما في محاولة للتهرب من تفويض إدارة الغذاء والدواء الأميركية لتنظيم منتجات التبغ.
ووفق الإدارة، تحتوي العلامة التجارية Puff Bar، على النيكوتين الاصطناعي غير المشتق من التبغ، مما قد يثير قضايا تنظيمية وقانونية منفصلة تدرس الإدارة أفضل السبل لمعالجتها.
من جهته، وصف روبين كافال، الرئيس التنفيذي من "مبادرة الحقيقة" -هي منظمة غير ربحية لمكافحة التبغ في الولايات المتحدة- استخدام الشركات للتبغ الاصطناعي، على أنه محاولة "وقحة"، لإحباط إشراف إدارة الغذاء والدواء.
تُظهر البيانات أن الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية بشكل يومي قد يكونون عرضة للوقوع في فخ الإدمان على النيكوتين، وقد يصبحون من مدمني هذه المنتجات. ووفق كوفال، فإن هذا الأمر مقلق بشكل خاص بالنظر إلى أزمة الصحة العقلية للشباب التي تفاقمت بسبب الوباء، وحقيقة أن النيكوتين يمكن أن يؤدي إلى تفاقم أعراض القلق والاكتئاب، بالإضافة إلى المخاطر الصحية الجسدية المرتبطة باستخدامه.
لقد أخرت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) اتخاذ قرار بشأن كيفية تنظيم العديد من منتجات السجائر الإلكترونية. وتم السماح لمنتجات السجائر الإلكترونية بالبقاء في السوق لسنوات، على الرغم من عدم منح أي منها الضوء الأخضر الرسمي من قبل إدارة الغذاء والدواء. وقد تم منح الشركات المصنعة حتى 9 سبتمبر/أيلول من العام الماضي لتقديم طلبات للحصول على إذن الوكالة بالبقاء في السوق.