مليونا إصابة بفيروس كورونا في أفريقيا و10 ملايين في جنوب آسيا

19 نوفمبر 2020
أعداد إصابات كورونا في أفريقيا غير دقيقة (دونويلسون أودهيامبو/Getty)
+ الخط -

تجاوزت القارة الأفريقية مليوني إصابة بفيروس كورونا، وحذر مسؤولو الصحة من مخاطر موجة ثانية، وقالت المراكز الأفريقية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، الخميس، إن القارة التي تضم 54 دولة، شهدت أكثر من 48 ألف وفاة بسبب "كوفيد-19"، محذرة من "إجهاد الوقاية"، حيث تخفف البلدان قيود الوباء لتخفيف معاناة اقتصاداتها ويسافر المزيد من الناس.

وفي حين تنتشر الآمال حول اللقاحات الواعدة، يشعر مسؤولو الصحة الأفارقة بالقلق من أن القارة السمراء ستعاني مع شراء الدول الغنية للإمدادات، في حين أكدت عدة دول أفريقية أن أعداد الإصابات بالفيروس تتجاوز المائة ألف، وتتصدر جنوب أفريقيا بأكثر من 750 ألف إصابة، بينما المغرب لديها أكثر من 300 ألف إصابة، ومصر أكثر من 110 آلاف، وإثيوبيا أكثر من 100 ألف إصابة، وتعد كينيا أحدث مصدر قلق لأنها تشهد زيادة جديدة في الإصابات.

وأجرت القارة الأفريقية ما يقرب من 20 مليون اختبار لفيروس كورونا منذ بدء الجائحة، لكن قلة إجراء الاختبارات تعني أن العدد الحقيقي للإصابات غير معروف.

جنوب آسيا

 وتخطت إصابات "كوفيد-19" في منطقة جنوب آسيا حاجز عشرة ملايين، الخميس، وتأتي الهند في المقدمة، حيث يتخوف المسؤولون من أن احتفالات مهرجان "ديوالي" قد تؤدي إلى انتكاسة.

وتمثل منطقة جنوب شرق آسيا، التي تضم الهند وبنغلادش وباكستان وبوتان ونيبال والمالديف وسريلانكا، نسبة 18 في المائة من إجمالي الإصابات العالمية بالفيروس، كما تمثل 11 في المائة من حصيلة الوفيات في العالم، وتأتي في المرتبة الثانية بعد أميركا الشمالية.

وتعد الهند الدولة الآسيوية الوحيدة التي تأتي ضمن قائمة أعلى عشر دول منكوبة بفيروس كورونا، وتمثل نسبة تقارب 90 في المائة من إجمالي الإصابات والوفيات بالفيروس في منطقة جنوب آسيا. وسجلت الهند انخفاضا مطردا في أعداد الإصابات اليومية خلال الأسابيع الأخيرة، وقارب المتوسط اليومي 39500 إصابة جديدة على مدار الأسبوع الماضي، وهو أقل من نصف متوسط حصيلة شهر سبتمبر/أيلول.

أما جارتها بنغلادش، أكبر منتج للملابس في العالم بعد الصين، فتعتبر ثاني أكثر دولة متضررة بالفيروس في جنوب آسيا بعد أن سجلت 438 ألف إصابة. وقرر المسؤولون الأسبوع الماضي تمديد فترة إغلاق المدارس وسط مخاوف من حدوث موجة ثانية من التفشي خلال فصل الشتاء.

كما تشهد باكستان عودة لارتفاع الإصابات، إذ سجلت يوم الجمعة أكثر من ألفي إصابة في يوم واحد لأول مرة منذ يوليو/تموز، ما دفع المسؤولين لحظر التجمعات السياسية العامة بعد أيام من مظاهرات ضخمة معارضة للحكومة.

الولايات المتحدة وأوروبا

ولا تزال الولايات المتحدة أكثر دولة تضررا من "كوفيد-19"، حيث سجلت 11.5 مليون إصابة، وأصبحت هذا الأسبوع أول دولة يتجاوز فيها عدد الوفيات حاجز 250 ألف وفاة. وأعلنت نيويورك أنها ستغلق المدارس للحد من ارتفاع أعداد الإصابات، وفرضت ولايات ومدن أميركية سلسلة قيود جديدة تشمل العزل المنزلي، ومنع تناول الوجبات داخل المطاعم والمقاهي، والحد من التجمّعات في ظل ارتفاع عدد الإصابات في أنحاء البلاد، حيث سُجّل أكثر من 157950 إصابة جديدة الأربعاء.

في الأثناء، لا تزال أوروبا المنطقة الأكثر تأثّرا، حيث سجّلت 46 في المائة من إجمالي عدد الإصابات الجديدة التي سجّلت في العالم، و49 في المائة من الوفيات الأسبوع الماضي، بحسب منظمة الصحة العالمية، في حين أظهرت الأرقام أن المنطقة الوحيدة في العالم التي شهدت تراجعا في عدد الإصابات والوفيات الأسبوع الماضي كانت جنوب شرق آسيا.

وفي سويسرا، التي تعد بين أكثر البلدان الأوروبية تضررا، حذّرت "الجمعية السويسرية لطب العناية المشددة" من أن وحدات العناية المركزة "امتلأت جميعها عمليا"، وتمّت إضافة المزيد من الأسرّة، ودعي الجيش لدعم جهود السيطرة على الوباء في عدة مناطق.

وتمدد العديد من الدول الأوروبية القيود المشددة على الحياة اليومية لسكانها في محاولة للحد من تفشي الفيروس، وأفاد متحدث باسم الحكومة الفرنسية بأنه يستبعد أن ترفع السلطات الإغلاق الجزئي في وقت قريب، في حين تستعد الحكومة البرتغالية لتمديد التدابير لأسبوعين إضافيين، وقررت المجر تمديد حالة الطوارئ التي تسمح بفرض إجراءات إغلاق جزئي حتى فبراير/شباط.

في برلين، استخدمت الشرطة خراطيم المياه لتفريق آلاف المتظاهرين الذين نزلوا إلى الشوارع من دون كمامات للاحتجاج على القيود المشددة، ورد المتظاهرون، الذين شبّهوا القيود بالقواعد التي كانت مفروضة إبان الحقبة النازية، بهتافات "عار! عار!"، وجاءت التظاهرة بعد يوم على اندلاع صدامات مشابهة مع الشرطة خلال تظاهرة مماثلة في براتيسلافا شارك فيها الآلاف من أنصار اليمين المتشدد.

روسيا

في روسيا، أعرب الرئيس فلاديمير بوتين عن قلقه حيال ارتفاع معدل الوفيات في بلاده، لكنه امتنع عن فرض التدابير المشددة التي شهدتها العديد من الدول الأوروبية.

وكشفت أرقام موقع "ستوب كورونا فيروس" الحكومي، الخميس، أن عدد الإصابات تجاوز المليونين بعد تسجيل أكثر من 23 ألف إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية، لتسجل روسيا أكثر من 20 ألف إصابة جديدة يوميا لليوم الثامن على التوالي، كما تسجل لليوم الثالث على التوالي رقما قياسيا بعدد الوفيات اليومية يبلغ 463 وفاة، ليقترب إجمالي الوفيات من 35 ألفا.

وكشف رئيس اللجنة التنفيذية لـ"الجبهة الشعبية لعموم روسيا"، ميخائيل كوزنيتسوف، خلال اجتماع مع الرئيس الروسي، الأربعاء، أن دواء "فافيبيرافير" المستخدم لعلاج "كوفيد-19" غير متوفر بـ85 في المائة من الصيدليات الروسية.

في الأثناء، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده ستفرض "إجراءات شديدة" في مناطق عدة اعتبارا من السبت.

وفي أميركا الوسطى، يهدد موسم الأعاصير جهود احتواء الفيروس، بحسب منظمة الصحة للبلدان الأميركية التي أشارت إلى أنها تتوقع أن يزداد عدد الإصابات بعد الإعصارين "إيوتا" و"إيتا" اللذين تسببا بدمار واسع في المنطقة خلال الأسابيع الماضية.

وبدأ في جنوب أستراليا، الأربعاء، إغلاق لمدة ستة أيام لاحتواء تفش جديد للمرض بعد شهور من عدم تسجيل أي إصابات. وأغلقت المدارس والمتاجر والحانات والمصانع وحتى المطاعم التي توفر خدمات تسليم الطلبات بينما صدرت أوامر للسكان بالتزام منازلهم.

وأعلنت اليابان "أقصى درجات التأهّب" بعدما سجّلت عددا يوميا قياسيا للإصابات، ما دفع السلطات للتفكير بقيود على غرار الحد من عدد الأشخاص الذين يسمح لهم بالتواجد في المطاعم.

(أسوشييتد برس، رويترز، فرانس برس)

 
المساهمون