قالت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، اليوم الخميس، إن مليشيات مسلحة تعمل على منع عودة النازحين إلى مناطقهم، مشيرة إلى حدوث موجة نزوح عكسية باتجاه المخيمات التي تؤوي النازحين، بسبب عدم تهيئة الظروف المناسبة لعودتهم.
وقال عضو المفوضية، أنس العزاوي، إن مليشيات تمسك الأرض في بعض المناطق هي التي تمنع عودة النازحين، مشيرا في تصريح صحافي إلى تلقي أكثر من 1700 مناشدة من أسر عائدة تعاني من ظروف صعبة.
وبيّن أن مفوضية حقوق الإنسان أكدت خلال لقاءاتها مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ووزيرة الهجرة إيفان فائق، ضرورة تهيئة الظروف المناسبة في مناطق عودة النازحين.
وأشار إلى أن وزارة الهجرة اتخذت بعض الإجراءات لإعادة النازحين، مستدركا: "لكن مناطق كثيرة لا تزال تفتقر إلى الإرادة المجتمعية لإعادة احتضان سكانها".
ولفت إلى أن مناطق كثيرة لا تزال غير مهيأة لاستقبال النازحين، ما تسبب بعودة عكسية إلى مخيمات النزوح خصوصا مخيمات محافظة كركوك شمال العراق، وكذلك المخيمات الخاصة بالأيزيديين في محافظة دهوك بإقليم كردستان العراق (شمالا).
يشار إلى أن الآلاف من الأسر الأيزيدية النازحة من مدينة سنجار الواقعة غرب محافظة نينوى (شمال العراق)، والتي توجد أغلبها في مخيمات بمحافظة دهوك، ترفض العودة إلى المدينة بسبب سيطرة حزب "العمال الكردستاني"، ومليشيات تابعة له على سنجار.
وأكد مسؤول محلي سابق في سنجار لـ "العربي الجديد"، أن أغلب سكان المدينة لم يعودوا كون المدينة خاضعة لسيطرة قوات ومليشيات غير نظامية، مبينا أن بعض الأسر التي عادت في وقت سابق اضطرت للنزوح مجددا إلى إقليم كردستان بسبب الفوضى الأمنية في سنجار.
وأوضح أن النازحين الأيزيديين يعيشون ظروفا صعبة في مخيمات النزوح، وينتظرون تهيئة الأوضاع في سنجار من أجل العودة، مستبعدا عودة أي منهم قبل بسط النظام في المدينة التي تخضع لنفوذ "العمال الكردستاني" منذ سنوات.
وأمس الأربعاء، حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من خطورة توجّه الحكومة العراقية لإغلاق مخيمات النازحين، موضحا أن خطة إعادة النازحين إلى مناطقهم الأصلية غير آمنة لهم ولحياتهم.
وأشار إلى عدم وجود رغبة لدى كثير من النازحين العراقيين بالعودة إلى مناطقهم بسبب عدم وجود ضمانات لحمايتهم من هجمات المليشيات المسلحة، أو التعرض لعمليات انتقامية عشوائية، لافتا إلى أن تطبيق خطة حكومة بغداد "قد يجعل مئات الآلاف من النازحين من دون مأوى بعد تدمير منازلهم أثناء المواجهات مع تنظيم داعش الإرهابي".
ونظّم أيزيديون عراقيون نازحون في مخيمات محافظة دهوك بإقليم كردستان العراق، الأحد الماضي، تظاهرة طالبت بإخراج مقاتلي حزب "العمال الكردستاني" من مدينة سنجار، لتتسنى لهم العودة إلى منازلهم في المدينة التي غادروها مرغمين على خلفية المجازر التي ارتكبها تنظيم "داعش" بحقهم بعد دخوله سنجار عام 2014.
وقالت اللجنة المشرفة على تظاهرات الأيزيديين في بيان إن "أهالي سنجار يتظاهرون ضد عدم إعادتهم إلى منازلهم، والتهاون في إعمار القضاء (المدينة)"، مطالبين كل الجهات بينها الأمم المتحدة، والولايات المتحدة الأميركية، والحكومة العراقية، والبرلمان العراقي، وبرلمان إقليم كردستان، بتنفيذ الاتفاقية الموقعة بين أربيل وبغداد، وإخراج أي قوة يمكن أن تشكل مصدر خطر على أمن سنجار.