وثّقت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، ملابسات وفاة رجل الأعمال تاج الدين عبد القادر علام، الشهير بالحاج تاج علام، بأزمة قلبية حادة داخل محبسه بسجن طرة تحقيق، يوم الإثنين الموافق 9 أغسطس/آب 2021.
اعتُقل رجل الأعمال تاج الدين عبد القادر علام، من القنطرة غرب محافظة الإسماعيلية، صاحب شركة التاج الذهبي، في يونيو/حزيران 2019 على ذمة القضية 930 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا، المعروفة إعلامياً بخلية الأمل. وحصل على إخلاء سبيل يوم 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2019 من محكمة جنايات القاهرة، بعد صدور قرار بالتحفظ على أمواله وممتلكاته، ومنعه من السفر، ثم جرى تدويره مرة أخرى على ذمة القضية 955 لسنة 2020، وكان أحد نزلاء الغرفة 4 ب بالدور الأول في عنبر 1 بسجن طرة.
"على مدار الأيام السابقة لوفاته وخاصة في الليلة الأخيرة، عانى علام من التعب والآلام والإرهاق، تبعتها أزمة قلبية شديدة، وتعالت أصوات الاستغاثات والطرق على الباب من زملائه داخل الزنزانة طلباً للمساعدة الطبية، لكنه لم يستغرق وقتاً طويلاً حتى لفظ أنفاسه الأخيرة"، حسب توثيق الشبكة.
كان رجل الأعمال المعتقل يعاني آلاماً في القلب، وتضاعفت معاناته بسبب إصابته بتضخم في عضلة القلب، وانسداد في بعض الأوردة، ليؤكد الأطباء أنه كان بحاجة ماسة إلى تغيير صمامين.
ورغم حصوله على تقرير طبي يوصي بتحويله إلى مستشفى المنيل، لكن إدارة السجن تأخّرت في نقله، لتتواصل معاناته مع الألم على مدار فترات طويلة، كانت تستوجب التدخل الجراحي المتخصّص والعلاج بالخارج، نظراً لعدم توافره داخل مستشفى ليمان طرة. ولكن التعنّت الشديد من قبل إدارة سجن طرة تحقيق، في التعامل مع وضعه الصحي الخطير أدى إلى تدهور حاله، كما هو الحال مع الحالات المرضية الحرجة الأخرى للمرضى، التي تتقاعس أجهزة الأمن عن إنهاء إجراءات تحويلها إلى المستشفيات المختصة، ما يؤدي إلى حدوث انتكاسات صحية خطيرة للكثير من المرضى وكبار السن المعتقلين.
ويُطلَق على عنبر 1 بسجن تحقيق طره، مقبرة الكوادر، بحسب وصف سجين سابق، خرج أخيراً من السجن نفسه، كما أنه كان نزيلاً في العنبر نفسه الذي توفي فيه السجين تاج الدين علام.
وحسب وصف شاهد العيان، فإنّ عنبر 1 يتكون من مبنيين (أ) و(ب)، يضمّان 32 غرفة، بمساحة تتراوح بين 6×8 أمتار، وأخرى 3×5 متر، للحبس الانفرادي، ويتكوّن المبنى من 3 أدوار متقابلة، بينها ممرّ سعته ٣ أمتار وممرّان أمام الغرف سعتهما متر ونصف، إضافة إلى طريقين ضيقين.
ووفق شاهد العيان، هناك 6 غرف في كل دور، واحدة انفرادية وخمس للحبس الجماعي، ومتوسط تسكين كل غرفة من 15 إلى 25 فرداً.
المبنى الذي كان مخصصاً للتسكين الجنائي، تمّ تحويله أخيراً لتسكين كوادر السياسيين، حسب الشبكة التي أكّدت أن التسكين يعتمد على ترشيحات ضباط الأمن الوطني، حيث يتم تسكين العناصر المزعجة من باقي العنابر ونقلها إلى هذا العنبر، ومن يحتجّ على سوء المعاملة يتمّ تسكينه فيه، إضافة إلى القضايا التي بها قيادات من الإخوان أو التيار المدني على السواء.
ويشكو النزلاء من أوضاع الحبس المزرية التي تتمثل في ضعف الإنارة الشديد وسوء التهوية، وعدم وجود مراوح أو عدم كفايتها إذا وجدت.
كما يشكو النزلاء من غياب الرعاية الصحية، وقلة التريض، ومدته ساعة لكل غرفة في المتوسط.
كما يعاني المعتقلون المرضى وكبار السن داخل عنبر 1 بسجن طرة تحقيق، كما في السجون وأماكن الاحتجاز الأخرى، من التعنّت الشديد في تحويل أصحاب الأمراض الخطيرة إلى المستشفيات المختصّة الخارجية، وعدم تلقي الرعاية الصحية في الوقت المناسب وفي المكان المناسب، وهو ما يؤدي إلى سقوط مئات الضحايا من كبار السن والمرضى المعتقلين.
وطالبت الشبكة المصرية من خلال رصدها وتوثيقها لسقوط عشرات الضحايا من المعتقلين داخل محبسهم ووفاتهم رغم محاولات طلب الاستغاثة، التي لا تجد استجابة من السلطات الأمنية إلا بعد أن يلفظ المعتقل أنفاسه الأخيرة، النائب العام المصري بالتدخل لوقف هذة الجريمة، والعمل على تطبيق مواد الدستور والقانون والحفاظ على أرواح المعتقلين وسلامتهم، وإحالة المقصرين للتحقيق والمحاسبة.