- تونبرغ، التي بدأت نشاطها البيئي في سن الخامسة عشر، تستمر في قيادة الحركة العالمية "أيام الجمعة من أجل المستقبل"، مشددة على استمرار الإضرابات والمسيرات للتوعية بأزمة المناخ.
- الحركة وتونبرغ أعربوا عن دعمهم للفلسطينيين، متهمين إسرائيل بالتطهير العرقي، في وقت تواجه فيه السويد تحديات لتحقيق أهدافها المناخية لعام 2030، مع تقارير تشير إلى زيادة محتملة في الانبعاثات.
شارك نحو 500 شخص، اليوم الجمعة، في مسيرة نُظّمت في العاصمة السويدية استوكهولم، قادتها الناشطة البيئية غريتا تونبرغ لمطالبة حكومة بلادها بمزيد من التدابير بهدف مواجهة تغير المناخ الذي يؤرّق العالم. وقد تحدّى المشاركون الذين اختلفت أعمارهم البرد القارس، إذ ناهزت الحرارة ثلاث درجات مئوية فقط، وردّدوا شعارات تدعو إلى "التضامن الدولي" وتؤكد "لدينا كوكب واحد لا غير". ووجّه هؤلاء رسالة إلى وزيرة البيئة السويدية رومينا بورمختاري مفادها أنّ "الكلام الفارغ لن ينقذ كوكبنا".
وخلال هذه المسيرة التي نُظّمت بمبادرة من حركة "أيام الجمعة من أجل المستقبل"، قالت تونبرغ لوكالة فرانس برس: "مرّة أخرى، نحتشد هنا للنضال من أجل العدالة المناخية". أضافت الناشطة السويدية الشابة، التي وضعت الكوفية الفلسطينية مثل ما تفعل منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أنّ "أكثر من خمسة أعوام ونصف عام مرّت ونحن ما زلنا متمسكّين" بالتحرّك نفسه، مشيرةً أيضاً إلى "تنظيم إضرابات عالمية واسعة النطاق من أجل المناخ وحشد الناس والشباب (خصوصاً) حول العالم".
Climate strike week 296. Today Stockholm took part in the global climate strike demanding #ClimateJusticeNow 🔥🌏✊#FridaysForFuture #climatestrike #PeopleNotProfit #Klimaträttvisa @FFF_Stockholm
— Greta Thunberg (@GretaThunberg) April 19, 2024
📸: Albin Haglund pic.twitter.com/aZZ4iBF2MP
ويوم الجمعة هذا يحلّ في الأسبوع الـ296 من التحرّك من أجل المناخ الذي أطلقته تونبرغ في 15 مارس/ آذار من عام 2019. وقد استقطبت الفعالية الأولى في إطار حركة "أيام الجمعة من أجل المناخ" آلاف الأشخاص، ليتّسع نطاق الحركة بعد ستة أشهر، ويشارك ملايين الأشخاص من حول العالم في مسيرات المناخ التي نُظّمت في هذا السياق.
وكان نجم غريتا تونبرغ قد سطع في أغسطس/ آب من عام 2018، عندما كانت في الخامسة عشرة من عمرها، وقد أطلقت "إضراباً عن الدراسة من أجل المناخ" أمام مقرّ البرلمان السويدي، يتكرّر صباح كلّ يوم جمعة. واليوم، تشارك الناشطة الشابة بانتظام في مسيرات وفعاليات أخرى تُنظَّم في إطار التنديد بالتقاعس السياسي عن احتواء الاحترار المناخي.
تجدر الإشارة إلى أنّ تونبرغ راحت، منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تعبّر عن مواقف مناصرة للفلسطينيين المحاصرين والمستهدفين. وفي هذا الإطار، رأى الفرع السويدي من حركة "أيام الجمعة من أجل المناخ" أنّ "إسرائيل ترتكب تطهيراً عرقياً بحقّ فلسطين"، وفقاً لما أشار إليه في 26 أكتوبر الماضي، متّهماً إياها بأنّها تتّبع سياسة "الأبارتهايد" أو الفصل العنصري. ولم يأتِ هذا الموقف إشكاليّاً في السويد فحسب، حيث الحكومة اليمينية المدعومة من اليمين المتطرّف قدّمت نفسها منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أنّها "حليفة إسرائيل الثابتة"، إنّما كذلك في داخل الحركة المعنيّة بالمناخ.
وكان المجلس السويدي للسياسات المناخية المكلّف تقييم سياسة الحكومة في هذا المجال قد كشف، في شهر مارس/ آذار الماضي، أنّ السويد لن تبلغ الهدف الذي حدّدته لنفسها في سياق تخفيض الانبعاثات بحلول عام 2030، بعد اعتمادها تدابير في عام 2023 من شأنها أن تؤدّي إلى زيادة الانبعاثات على المدى القصير. وقد عقّبت وزيرة البيئة السويدية رومينا بورمختاري على تقرير المجلس حينذاك بالقول إنّها ليست "قلقة من بعض الاستنتاجات خصوصاً"، مع الإشارة إلى أنّ عدداً كبيراً من المسائل المطروحة سبق أن عولج عبر "تدابير" اتُّخذت في فترة لاحقة.
(فرانس برس، العربي الجديد)