مستويات قياسية لغازات الدفيئة في عام 2021

31 اغسطس 2022
يرتفع مستوى تركّز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي (كينا بيتانكور/Getty)
+ الخط -

بلغ تركّز غازات الدفيئة المسؤولة عن احترار كوكب الأرض في الغلاف الجوي، مستويات قياسية في عام 2021، كذلك الأمر مع مستوى مياه المحيطات، بحسب ما أعلنت الوكالة الأميركية لمراقبة المحيطات والغلاف الجوي (نوا) اليوم الأربعاء.

وفيما عاودت انبعاثات غازات الدفيئة الارتفاع بعد تخفيف القيود العالمية المرتبطة بأزمة كورونا الوبائية، وصل مستوى تركّز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي إلى 441.7 جزءاً في المليون كمعدّل، وفق التقرير السنوي الأميركي بشأن المناخ الصادر عن علماء وكالة "نوا".

ويعكس ذلك ازدياداً بواقع 2.3 جزء في المليون مقارنة بمستويات عام 2020، وهو رقم قياسي منذ بدء توثيق التسجيلات، وللمرّة الأولى منذ ما لا يقلّ عن مليون عام. كذلك، فإنّ مستويات الميثان، الغاز الذي يعمّر في الغلاف الجوي لعقد من الزمن فقط، إنّما لديه قوة احترار أكبر 80 مرّة من تلك التي يتسبّب فيها ثاني أكسيد الكربون على مدى 20 عاماً، وصلت إلى معدّلات قياسية، بحسب بيان وكالة "نوا" الذي يشير إلى "تسارع كبير" في الزيادة السنوية لمستويات الميثان في الأعوام الأخيرة.

وعلى صعيد تبعات احترار المناخ، فإنّه للعام العاشر على التوالي، بلغ معدّل مستوى مياه المحيطات كذلك رقماً قياسياً، بزيادة 0.97 سنتيمتر مقارنة بمستوى عام 1993، وهو العام الذي بدأت فيه القياسات بالأقمار الصناعية. وازدادت حرارة الكوكب ما يقرب من 1.2 درجة مئوية في المعدّل مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية، الأمر الذي تسبّب في تضاعف الظواهر الجوية المتطرّفة من موجات حرّ إلى عواصف وجفاف وفيضانات. وهذه ليست سوى البداية؛ ففي حين أنّ لكلّ عُشر درجة مئوية من الاحترار أهمية، يتّجه العالم بالفعل نحو ارتفاع درجات الحرارة بواقع 2.8 درجة مئوية بحلول عام 2100، حتى في حال احترام الالتزامات التي تعهّدت بها الدول بموجب اتفاقية باريس للمناخ (2015)، بحسب خبراء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ.

وقد علّق مدير الوكالة الأميركية لمراقبة المحيطات والغلاف الجوي، ريك سبينراد، قائلاً إنّ "البيانات المقدّمة في هذا التقرير واضحة: ما زلنا نرى أدلة علمية متزايدة على التأثيرات العالمية للاحترار، والتي لا تُظهر أيّ علامات على التراجع". أضاف سبينراد أنّ "تعرّض مجتمعات كثيرة لفيضانات (...) والجفاف الاستثنائي والحرارة التاريخية هذا العام، تظهر أنّ أزمة المناخ ليست تهديداً مستقبلياً، لكنّها وضع يتوجّب علينا أن نواجهه اليوم".

(فرانس برس)

المساهمون