أضحت معظم المزارع الشاسعة على امتداد السهول القريبة من مدينة أغادير في جنوب المغرب جرداء إلا من بقع خضرة نادرة، بعد حرمانها من مياه السدود لضمان تزويد سكان المدينة بمياه الشرب، في ظل أزمة جفاف حادة.
أثناء تجوله وسط أشجار برتقال اصفرت أوراقها وتشققت جذوعها من شدة العطش في واحدة من المزارع المتضررة في منطقة آيت ملول في ضواحي أغادير، يقول المزارع أحمد الدريوش، الذي يترأس جمعية للمزارعين: "هذه الأشجار عمرها نحو عشرين عاماً، لكنها ماتت الآن بسبب قطع مياه الري عنا". يضيف: "لا أفهم لماذا لم يبحثوا عن حلول أخرى لتوفير مياه الشرب بدلاً من تشريد المزارعين".
وحولت السلطات مياه السدود التي كانت تروي مزارع المنطقة، الأولى في المغرب على مستوى صادرات الحوامض والبواكر، إلى مدينة أغادير ومحيطها لتأمين مياه الشرب لنحو مليون شخص. وأدت سنوات متتالية من الجفاف إلى تراجع مخزون السدود المائية في المغرب إلى مستوى لا يتجاوز 37 في المائة في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول في مقابل 45,6 في المائة خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
وروت مياه السد مزرعة عبد الرحمان (31 عاماً) لسنوات جنى خلالها أصنافاً عدة من الخضار والفاكهة، لكنه يجد نفسه اليوم مضطراً للاكتفاء بزراعة هكتار واحد لأن مياه البئر مالحة ولا تضمن جودة كل المزروعات". يضيف: "لم أشهد جفافا كهذا، ليرحمنا الله".
(فرانس برس)