مروى زيتون تحدت الجميع وحققت حلمها

23 نوفمبر 2020
سعيدة بالتخرج الذي حقق حلمها لكنّها لن تتوقف عند هذا الحدّ (العربي الجديد)
+ الخط -

مروى، شابة لبنانية من الأشخاص قصار القامة، أصرت على تجاوز تلك الحالة، متغلبة على النظرة النمطية، فنجحت في تحقيق حلم الحصول على إجازة مهنية

لم تنجح مروى زيتون (23 عاماً)، وهي من بلدة كفرتبنيت، في النبطية، جنوبيّ لبنان، والمقيمة في بلدة النبطية الفوقا، في الحصول على الإجازة في سلامة الغذاء بسهولة، بل تقول لـ"العربي الجديد": "تعبت كثيراً للحصول عليها، وقدمت كثيراً من التضحيات، لكنّي وصلت إليها بتوفيق من الله، ودعم من الأهل والرفاق". تضيف: "أنا مثابرة، وأعلم أنّ العلم مهم، خصوصاً في أيامنا هذه، فهو يزيد من قيمة الإنسان، ويعطيه الضمانة لحياة أفضل، فلا أحد يعلم ما الذي سيكون عليه مستقبله. الزمن دوّار والعلم سلاح للإنسان، وغالباً ما يكون غير المتعلم من دون فعالية في المجتمع". تتابع: "وهكذا، على كلّ شخص أن يكون فعالاً في المجتمع ويثبت نفسه، خصوصاً من هو في مثل حالتي الخاصة".

مروى من الأشخاص قصار القامة، لكنّها حالة تصفها بأنّها تثبت قدرتها القوية أمام المجتمع، وأنّها قادرة على الفعل والنجاح وتصل إلى ما تريد. وهكذا اتخذت قرار التعلم والتدرب والعمل والتطوع والنشاط المجتمعي، لكي تثبت لنفسها قبل الجميع، وتؤكد أنّها ليست في حاجة إلى مساعدة من أحد حين تتمكن من تحقيق ذاتها وإعالة نفسها. تقول مروى: "وصلت إلى هذه المرحلة من التعليم، وأنا فخورة بنفسي، فقد استخدمت خلال رحلتي ذكائي، وهو هبة الله لي، كذلك فإنّي فخورة بأهلي وأصدقائي، ومجتمعي المحيط، ممن افتخروا بإنجازي". تضيف: "هدفي الأساس في الحياة أن أكون فعالة ومميزة، لأنّ الله ميزني بشيء رائع، وهذا التميز لا بدّ من أن يكون إيجابياً لي وللمجتمع".
أما عن دراستها، فتقول مروى: "درست الرقابة الصحية في التعليم المهني، ثم تخصصت اختصاصاً أكثر دقة، وهو سلامة الغذاء. وحصلت على إجازة فنية (LT) في سلامة الغذاء هذا العام، وقد درست هذا الاختصاص في معهد المنار العالي". تتابع: "لم أستسلم يوماً، بل ثابرت على التعلم، وتخصصت في الاختصاص الذي أحب، وقد أخذت عهداً على نفسي بأن أتابع مسيرتي التعلمية، وألّا أتراجع تحت أيّ ظرف كان، وبالرغم من أنني حصلت على هذه الشهادة في سلامة الغذاء، فإنّ طموحي بالتطور مستمر، وهو أن أتابع مرحلة الدراسات العليا، وسأعمل على تحقيق هدفي ما دام باستطاعتي القيام بذلك، وما زلت على قيد الحياة".

مروى زيتون- العربي الجديد
خلال أحد امتحاناتها (العربي الجديد)

تضيف أنّ مؤهلها العلمي في هذا الاختصاص بالتحديد "يؤهلني لتطوير ذاتي، فمن خلاله اختلطت بالمجتمع، وصارت لديّ ثقة أكبر بنفسي، بعدما كنت أخجل من الخروج من البيت والحديث إلى الآخرين، لكن، من خلال دوري كمراقبة صحية أثبتّ وجودي، وأثبتّ نفسي، وها أنا أختلط بالآخرين". تتابع: "خلال دراستي، كنت أعمل في الوقت نفسه، فأنا أحبّ أن أملأ وقت الفراغ، وأن أكون فعالة دائماً. عملت في جمعية بنين الخيرية (أهلية غير حكومية) التي من خلالها برزت شخصيتي وزادت ثقتي بنفسي، خصوصاً أنّ من أهداف الجمعية مساعدة المحتاجين. من خلال هذا العمل أحسست بأنّي فعالة وأقدم عملاً مميزاً للمجتمع عموماً وللمحتاجين خصوصاً". طموح مروى لا يقتصر على كلّ ذلك، فهي إن وجدت اختصاصاً آخر تعتبره مناسباً لها أو أيّ دورة تدريبية تعزز من قدرتها العملية، فستخوض فيهما. وبالإضافة إلى ذلك، هي تمتلك موهبة التصوير والرسم، ومن رسوماتها التي تنتجها، توفر مدخولاً مالياً لها، كذلك فإنّها مصورة متطوعة في موقع إلكتروني إخباري في جنوب لبنان.
عن وضع الأشخاص قصار القامة في لبنان، تقول: "نحن كأشخاص قصار قامة في لبنان ليست لنا جهة تهتم بنا، ففي الدول الغربية خصوصاً، هناك كثير من الاهتمام بقصار القامة، وهناك جمعيات خاصة بهم. ومطلبنا بسيط من جهتنا، إذ لا نرغب أبداً بنظرة شفقة إلينا، بل نريد أن نندمج في المجتمع، وذلك من خلال التمكين وفتح الفرص والمجالات". وفي كلّ الأحوال، تقول مروى إنّ نظرة الناس النمطية تغيرت تجاهها بعدما حصلت على شهادتها، ففي السابق كانوا ينظرون إليها باختصارها بشكلها الخارجي كقصيرة القامة أو كبيرة الرأس، أما الآن فصاروا يقولون أيضاً: "هذه الفتاة التي حصلت على درجة في اختصاص سلامة الغذاء، وصارت فعالة في المجتمع".

المرأة
التحديثات الحية

تختم مروى كلامها: "لا ينبغي للإنسان أن ييأس من أيّ شيء، بل يجب أن يصنع قيمة لنفسه ويطور ذاته، فاختصاصي هذا توجهت إليه، لأنّني أحب الاختصاصات العلمية، وهو يتيح لي الاحتكاك الدائم مع المجتمع، وهو ما كنت أحتاجه بالفعل لأبرز نفسي، وأكون سبباً في حماية صحة الناس".